درس بعد

طهارة القلب(1)

طهارة القلب(1)

درس بعد

موضوع: المباحث الاخلاقية


تاریخ جلسه : ١٤٠١/٨/١١


شماره جلسه : ۳۰

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • القسم الأول من كلمة اية الله الشيخ فاضل اللنكراني(دامت بركاته) في درس الاخلاق حول «طهارة القلب»

الجلسات الاخرى

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ

«يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ» (سورة المائدة / 41).

احد المباحث التي ينبغي للجميع الالتفات اليها  بحث (طهارة القلب) الذي فيه موضوع اصلي ومحور في مباحث الاخلاق، ولا سيما لنا نحن الذين نسير في طريق العلم والهداية وهداية المجتمع ان شاء الله. 

يوجد بحث لطيف جدا للمرحوم العلامة الطباطبائي(رضوان الله عليه) عند تفسير الاية 7 من سورة آل عمران«هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيغٌ فَيتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ».

هذه الاية تقول أولا: القران فيه محكمات ومتشابهات
وثانيا ان الناس تجاه ايات القران الكريم على طائفتين: الأولى: يبحثون فقط حول متشابهات القرآن الكريم ويتركون المحكمات وهذه الطائفة«فی قلوبهم زیغ»  قلوبهم غير طاهرة وهذا يعني انهم ليس لديهم ثبات في العقيدة تجاه الله عز وجل. فاليوم مؤمن وغدا كافر، واليوم يؤمن بالمعاد وغدا يشكك فيه، واليوم يؤمن بالاحكام وغدا يشكك فيها. 
الطائفة الثانية الراسخون في العلم طبقا للاية الكريمة: «يقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا»، فهم يؤمنون بجميع ايات الله عز وجل يؤمنون بالمتشابهات ويؤمنون بالمحكمات يقولون ان كل القران الكريم قد نزل من قبل الله تبارك وتعالى، وبطبيعة الحال يستفاد من نفس الاية الكريمة بما ان المحكمات هن ام الكتاب فيجب ارجاع المتشابهات الى المحكمات، وفي الاية الكريمة طرحت قضية التأويل حيث قال: «وَمَا يعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» وهم الائمة المعصومين عليهم السلام وحاليا نغض الطرف عن ان كلمة «و الراسخون» معطوفة او جملة مستأنفة. 

وفي البحث الأول قد ذكر العلامة الطباطبائي مرارا ان الكثير قد خلط بين المتشابه والتأوين والحق معه، يقول ان القران الكريم حقيقة وبناء على أساس ذلك التأويلي يعد من الأمور العينية والواقعية النفس الامرية، التأويل ليس في دائرة المفهوم لكي نقول ان هذه الاية لها ظهور وخلاف هذا الظاهر يصبح  تأويلا. فالعلامة يرد هذا الكلام ويورد عدة إشكالات عليه لان مشهور المفسرين يفسرون التأويل بخلاف ظاهر المعنى،  أي بالمعنى الذي لا يدل عليه ظاهر الاية الكريمة. 

ان تأويل القرآن يرد في المحكمات ويرد في المتشابهات ولا يختص بالمتشابهات لذا يقول القرآن الكريم: «‌یوم یأتی تأویله» بمعنى انه سيأتي يوم يتم تأويل جميع القرآن الكريم. 

والنقطة التي توصل اليها العلامة الطباطبائي هي ان القران الكريم له حقيقة وهذه الحقيقة أين؟ حقيقة القرآن وراء هذه الالفاظ والتعابير ولا يصل احد الى هذه الحقيقة الا المطهرين ولذا يقول القران الكريم: «إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» فان المقصود من المس هو العلم والفهم المحدود بحيث بمس الحقيقي بهذا المقدار لا اكثر ويلتفت اليها.

حينئذ يقولون اننا نستفيد من القرآن الكريم ان طهارة النفس منسبوة الى الله عز وجل واذا لم يشأ الله تعالى فلا يطهر القلب. ويقول الله عز وجل في آية التطهير«إِنَّمَا يرِيدُ اللهُ لِيذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ وَيطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» فالله عز وجل قد جعل لأهل البيت ع نوعا خاصا من من التطهير وهو العصمة من الذنوب والخطايا في القول والعمل والفكر. ومن المؤسف جدا من طالب في الحوزة العلمية قد قضى مدة من الزمن فيها يقول ان بحث العصمة بدأ منذ فترة الغلاة ولم يكن هذا البحث موجودا في عصر الائمة المعصومين عليهم السلام وان اصحاب الائمة لا يعتقدون بهذا الامر وانما طرحه الغلاة . مع ان صريح القران الكريم يقول: «إِنَّمَا يرِيدُ اللهُ لِيذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ»، فالله عز وجل ينفي الرجس على مستوى الاعتقاد والعمل معاً، وهذا يعني ان الائمة عليهم السلام لا يخطأون لا في الفكر ولا في العمل، ولا يرتكبون المعصية ومما يؤكد هذه العصمة قوله تعالى: «وَيطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»
إن ما نريد ان نستفيده هو ان طهارة النفس وطهارة القلب قد نسبهما الله عز وجل اليه وان كان قد ورد في ايات الزكاة: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ»  حيث ان اخذ الزكاة من الناس يوجب طهارة نفس الانسان ولكن هذه الطهارة نشأت من امتثال امر الله عز وجل.
الاية 41 من سورة المائدة ترتبط بقضية بني النضير وبني قريظة الذين كان لديهم عهد وميثاق على انه كان شخص من بني النضير متمكن ماليا وقتل شخصا من بني قريظة فليس لبني قريضة حق الاقتصاص من القاتل وانما يعاقب القاتل عقوبة طفيفة، وعلى العكس من ذلك اذا قتل احد من بني قريظة رجلا من بني النضير فله حق القصاص فيقتل القاتل ويأخذ ولي المقتول الدية ايضا. وفي فترة هيمنة الاسلام حصل قتل من هذا القبيل حيث قتل رجل من بني قريضة رجلا من بني النضير فقالوا اقتلوا القاتل وعطونا دية المقتول فاختلفوا فذهب رجل الى رسول الله ص وطلب من النبي (ص) ان يجعل بينهم حكما وقد نزلت هذه الاية في هذه القضية.

فسلى الله تعالى خاطر النبي فقال: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ» ثم بين المراد من الذين  «يسارعون فی الکفر» فقال ان هؤلاء مؤمنون على مستوى اللسان فحسب ولم ينفذ الايمان الى قلوبهم. «‌مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ» فالمنافقون يؤمنون بحسب الظاهر فيقولون نحن مسلمون ولكن قلوبهم لم تؤمن ، ولذا حينما تتهيأ الارضية المناسبة يسارعون في الكفر، والقسم الاخر هم اليهود «سمّاعون للکَذِب» فكانوا يسمعون كلام النبي الاكرم (ص) ويستفيدون منه لصنع الاكاذيب واشاعته وصنع الفتنة، «سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يأْتُوكَ»، او انهم اشخاص مبعوثون عن مجموعة من كبار اليهود لا يمكنهم المجيء لدى النبي (ص) ليحكم بينهم على اساس التوراة، فيقول الله انهم قد غيروا توارتهم وحرفوها, «يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ».

«يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ» يقولون ان بين لكم الحكم الذي نحن نريده فخذوه واعملوا به، واما اذا لم يحكم بما نريد فلا تأخذوه ولا تطيعوه واحذروا منه. «وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا».

والشاهد في هذا الكلام هو ان الله تعالى يقول: «وَمَنْ يرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيئًا» اذا أراد الله ان يمتحن شخصا فلا يمكنك ايها النبي ان تحول دون ذلك وهذا يعني انه يجب ان يدخل في هذا الامتحان ويخرج من هذا الامتحان. فان هؤلاء الذين انزلنا عليهم التوراة وحرفوها فان الله تعالى لا يريد ان يطهر قلوبهم«أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ».
كل كلامنا ينصب على ان تطهير القلب بيد الله عز وجل وتوجد آيات كثيرة تدل على هذا المعنى فانه جاء في آية الوضوء«مَا يرِيدُ اللَّهُ لِيجْعَلَ عَلَيكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يرِيدُ لِيطَهِّرَكُمْ...»(المائده: 6)

ان جميع احكام الشرع وامتثالها من اجل طهارة نفس الانسان اذن فيجب على الانسان ان يعرف اولا: عوامل طهارة النفس، وثانيا: يجب ان يعرف موانع طهارة القلب. وقد تبين وفقا للاية الكريمة 41 من سورة المائدة ان احد موانع طهارة القلب تحريف كتاب الله: «يحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ» فان هذا الاية بالرغم من انها تتحدث عن التوراة لكن التحريف في القران الكريم يكون من باب اولى من موانع طهارة القلب. فاذا اردنا مثلا ان نغير قوله تعالى: «لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيينِ» يجب ان نعلم ان القرآن يقول: «تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (البقره: 229) فهذه الاحكام هي  حدود الله فاذا اراد الانسان يحرفها كما فعل اليهود في كتابهم التوراة فهو ظالم.

واذا اردنا اليوم ان نغير حكم الحجاب ونقول ان القرآن الكريم اوجب الحجاب على الناس في الزمن السابق واما في هذا العصر فان النساء احرار ولهن حق الاختيار او نقول لا علاقة لنا بالنساء سواء حفظن الحجاب ام لم يحفظن حجابهن ولا يجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فان هذا يعني التجاوز على حدود الله عز وجل، مع ان القران الكريم يقول: «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَينَا إِلَيكَ» فالله يقول ان هذا الدين اوحيناه اليك والى جميع الانبياء لكي تقيموا الدين فان وظيفة الانبياء وظيفة الحكومات الدينية والامة المتدينة هي اقامة الدين. 
ومن هذه الناحية فلا يحق لاحد ان يهمل احكام الله . واليوم بالرغم من وجود شك في موت شخصية مهمة لانها نفس محترمة ولا ينبغي للانسان لا يهتم بذلك، لكن لماذا لا نبالي بأحكام الله. انا لا اريد ان اعاتب شخصا، وانما اخاطب نفسي، ان المعيار الاساسي لطهارة القلب هو ان يتوجه الانسان اولا وبالذات وقبل كل شيء الى الله عز وجل وينظر ماذا اراد الله منه؟

فماذا امر الله ؟ وماذا قال؟ وماذا ينبغي ان يكون الموقف وماذا ينبغي ان ينادي؟ وطبقا لهذه الاية من سورة المائدة ان الذين يتعرضون للامتحان الالهي يفشلون في هذا الامتحان من خلال تحريف احكام الله«أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يرِدِ اللَّهُ أَنْ يطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ» وهذا يعني خسارة الانسان وفشله.

كلنا نواجه هذا الخطر، فنحن الانسان بحسب الظاهر ندرس علوم اهل البيت وندرسها ونحقق ونستنبط، فيجب ان نستجير بالله تعالى من ان نبتعد عن طهارة القلب. 

ان الروايات التي وردت بشأن القلب لو احصينها نجد ان متعلق التطهير هو قلب الانسان. 
قال الامام الصادق(علیه‌‌السلام): «إنَّ لِلقَلبِ أذُنَین فَإذا هَمَّ العَبدُ بذَنبٍ»[1]، «قالَ لَهُ رُوحُ الإيمانِ لا تَفعَل». 

فحينما نفكر في المعصية، باعتبار اننا غير معصومين ويحدث هذا الامر قد نفكر في صغيرة وقد نفكر في كبيرة، واحيانا حينما يريدون ان يتكلموا عن كمالات شخصية من الشخصيات  يقولون ان فلان من اول عمره حتى اخره لم يفكر في الذنب هذا الكلام غير صحيح. وينبغي ان يقولوا لم يصدر منه ذنب، من اين لنا العلم بانه لم يفكر في الذنب، فان العصمة في الفكر والتفكير في الذنب يختص بالائمة المعصومين (ع) او يقال مثلا لم يصدر منه مكروه.

أحد المعاير  لكي يفهم الانسان ان الله تعالى هل يقصد طهارة قلبه او لا هو انه لو اراد ان يرتكب ذنبا او غيبة يوجد شيء في ضميره يقول له لا تفعل؟ فان كان هذا الامر موجودا في اعماقنا نفهم ان روح الايمان موجود في اعماقنا واما اذا شعرنا ننا نحب ان نفضح انسانا ونذهب بماء وجهه او نحط من شخصية وجيهة او نحط من منزلته نعلم بقضية خاصة تجاهه ونريد نسقطه في نظر الناس، فاذا لم يتم كبح جماح النفس الامارة فان نفوس الناس تميل الى السوء تميل الى الغيبة والتهمة والحط من الاخرين. 
يجب ان نراقب انفسنا لا سيما واننا يوميا نبحث ونواجه اراء واستدلالات وكلمات اصحاب النظر وانفسنا توسوسنا لنا ان نخرب كلام فلان وكلام فلان والتقليل من شأنه العلمي ولا نتصور اننا حينما ندرس اننا لا علاقة لنا بالاخير لا نغتاب ولا نحط من انسان ولكننا دائما نتحدث عن الافراد ونتحدث عن تقواهم واعلميتهم ومواقفهم السياسية. 

نعم ، يجب على الشخص أن يتحدث في مكان ما ، ولكن ما علاقة بنا إذا كان رجل معين بهذا الشكل ولديه هذه الخصال والخصوصيات أو إذا قال شيئًا ما في اجتماع خاص ، يجب أن أروي هذه الكلمة للآخرين؟ تطبيق هذه الحالات يترتبط بنا. يجب أن ننتبه إلى نفسنا الامارة بالسوء وننتبه الى النفس اللوامة عندما نريد أن نغتاب شخص آخر أو نتحدث عن شخص بسوء ، ونلاحظ مدى غليان هذه القيل والقال في داخلنا.

ممنا يثير الانتباه في بحث روح الايمان هذه الرواية المروية عن الامام الرضا عليه السلام حيث يقول: «من أفطر يوما من شهر رمضان خرج روح الايمان من قبله» واذا القينا الخصوصية عن الصيام في قوله«من افطر يوماً من شهر رمضان» فيمكن ان نقول:  «من ترك واجباً من الواجبات» فقد خرج روح الايمان منه فان الانسان حينما يرتكب ذنبا يخرج روح الايمان منه لان مكان روح الايمان هو قلب الانسان وهو ينهى الانسان عن ارتكاب الذنب فاذا لم يعبأ الانسان وقال انا لا علاقة لي بذلك ويذهب فان هذا بداية العاقبة السيئة لهذا الانسان. ان الواجبات والمحرمات كلها تشترك في هذه الجهة  ولا خصوصية للصيام. 

«قالَ لَهُ رُوحُ الإيمانِ: لا تَفعَلْ، و قالَ لَهُ الشَّيطانُ إفعل»، فالشيطان يقول للانسان ارتكب الذنب«إفعل». نقول ان الشيطان ليس شيء في قبال النفس حيث ان النبي الاكرم (ص) يقول: «أَعْدَى عَدُوِّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْك‏»، حيث تقول النفس لك استغب واذهب بماء وجهه واسخر منه وآذه فان نفسك الامارة بالسوء قد اصبحت تحت امر الشيطان. 

ومن الاحاديث اللطيفة التي وردت بشأن القلب عن الامام الصادق عليه السلام: [2] قال: «إِعْرَابُ الْقُلُوبِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْوَاعٍ رَفْعٍ وَ فَتْحٍ وَ خَفْضٍ وَ وَقْفٍ فَرَفْعُ الْقَلْبِ فِي ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَ فَتْحُ الْقَلْبِ فِي الرِّضَا عَنِ اللَّهِ تَعَالَى وَ خَفْضُ الْقَلْبِ فِي الِاشْتِغَالِ بِغَيْرِ اللَّهِ وَ وَقْفُ الْقَلْبِ فِي الْغَفْلَة عَنِ اللَّه‏».
من الامور التي توجب طهارة قلب الانسان هي ذكر الله تعالى واليوم اصبح هذا الامر وللاسف في الحوزات العلمية قليلا. وأنا لا اقول ان الانسان ينبغي ان يذكر الله تعالى امام الناس ويبين لهم انه يذكر الله عز وجل كلا ولعله لا يكون عملا صحيحا، لكن الانسان ينبغي ان يكون دائما ذاكرا لله عز وجل عند الدرس وعند التدريس ويطلب من الله عز وجل العون على تحقيق ذلك. فحينما يأكل ويشرب والاتيان بجميع الاعمال يطلب من الله تعالى المعونة.

رحمة الله الاستاذ المحروم اية الله حسن زاده الآملي كان يقول في درسه انظروا ان الاسلام كيف دخل الى جميع الحياة وحتى عندما نريد ان نقضي الحاجة في بيت الخلاء يعلمنا ماذا نقول: «اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي أَمَاطَ عَنِّي اَلْأَذَى وَ هَنَّأَنِي طَعَامِي وَ شَرَابِي وَ عَافَانِي مِنَ اَلْبَلْوَى» فلا ينبغي للانسان ان يغفل عن ذكر الله تعالى في اي مكان كان حتى في مثل هذا المكان الذي يرى عقل الانسان انه بحسب الظاهر لا يوجد تناسب بين ذكر الله عز وجل والمكان الذي يجلس فيه. 
علينا ان نزيد من ذكر الله عز وجل في حياتنا، حينما ننام نذكر الله ونقرأ ايات من القران الكريم وعند الجلوس ننظر اولا ما هي الكلمات التي تجري على لساننا؟ فان عودنا انفسنا اننا حينما نستيقظ نذكر الله عز وجل ولكن حينما تكون نفس الانسان غير مأنوسة بذكر الله سيجري على لسانه امور اخرى. 
وَ فَتْحُ الْقَلْبِ فِي الرِّضَا عَنِ اللهِ» ان فتح القلب وانفتاحه نشعر به حينما نرضى بما يجري علينا من تقديرات الهية. ان الانشغال عن ذكر اله يكسر القلب ويحصل الكسر والانكسار«وَ خَفْضُ الْقَلْبِ فِي الِاشْتِغَالِ بِغَيْرِ اللهِ وَ وَقْفُ الْقَلْبِ فِي الْغَفْلَة عَنِ الله» وان السكون عدم تحرك القلب في الغفلة عن الله عز وجل. 

اذن من اجل طهارة النفس يقول المرحوم الطباطبائي ان اول عامل لذلك ويعد علة العلل هو الله تبارك وتعالى والطهارة يعني ازاحة الارجاس والادناس من القلب وحينئذ يقول ان للقلب جهتين «ما یدرک و ما يريد»، يعني العقل النظري والعقل العملي. فحينما يقولون طهارة القلب ونظافة نفس الانسان في الاعتقاد والعمل. 

غريب جدا ، تفكيرنا محدود جدا ، العديد من المعتقدات التي لدينا الآن خارج هذا العنوان ، ما هي النسبة التي نتمتع بها من التوحيد الذي يريده الله منا ؟ لذا انظروا ، كثير منا ليس لديه نقاء وعلينا أن نعمل بجد لتحقيق ذلك ، أنا لا أقول باليأس والطريق مغلق! لا ، دعونا نفهم المرض من أجل البحث عن علاجه. إلى أي مدى نؤمن بالتوحيد الافعالي في الأمور الدينية؟ الآن فيما يتعلق بتوحيد الذات وتوحيد الصفات ، يمكن أن نقول إننا لا نفهم ، ولكن ماذا عن توحيد الأفعال؟ إذا وقع حادث في حياتنا نشعر بالقلق على أي حال ، عندما حدث كورونا ، ما هو نوع القلق الذي نشأ في المجتمع؟
رحم الله السيد الامام الخميني(رضوان الله تعالى عليه) ان المرحوم الحاج السيد احمد الخميني(رحمة الله عليه) كان يقول حينما حدثت واقعة الشهيد بهشتي 72 من اصحابه وفي وقت كان كلما تحدث حادثة تواجه الثورة ازمة ونحن تحيرنا كيف نذكر هذه الحادثة للسيد الامام الخميني(قدس سره). حيث انه في يوم واحد استشد 72 شهيد من اعضاده الاقوياء وحينما وصلت اليه اتضح لي انه كان عالما بذلك الخبر منذ الصباح عن طريق راديو بي بي سي.
فقال لي من دون جزع وفزع يا احمد قد تقاربت الاجال وقد اصبح زمن الاجل والموت قريبا من الناس.
وهذا في الحقيقة مثال للتوحيد الافعالي. وحينما استشد ولده الارشد الحاج السيد مصطفى وكان حقيقة في قمة التفقه والتضلع في الاصول والتفسير والفلسفة والعرفان والادب. وقد سأل طالب حوزة والدنا المرحوم حينما كان منفيا الى يزد عام(51و52) لو ان السيد الامام الخميني توفي فمن يكون بنظركم لائقا للمرجعية؟ فقال والدي مباشرة السيد مصطفى الخميني لانهما كانا معا يتباحثون لسنوات كثيرة.
وحينما يخسر السيد الامام ولده وفلذة كبده ويخسر هكذا شخصية مهمة في النجف حيث كان المحروم السيد الخوئي يطلب منه ان تكون بينه وبينه كل اسبوع جلسة خاصة واذا لم يأت كان يرسل اليه لماذا لم تأت؟ وقد قال السيد الخوئي عنه انه من حيث الاستعداد لم اره مثله في هذا العمر، وحينئذ فمثل هذه الشخصية حينما تنال الشهادة ماذا ينبغي ان يفعل السيد الامام الخميني؟ قال: ان هذا الامر من الالطاف الالهية الخفية والسلام.  وهذا يعني طهارة النفس والطهارة في الاعتقاد والطهارة في العمل.

في هذا اللقاء ما سأقوله لنفسي أولاً ثم إليكم هو مراجعة عقائدنا ، والحذر الحذر في أفعالنا ، وإيجاد عوامل تنقية الذات ، ومن عوامل التطهير ذكر الله ، والآخر هو الصمت ، فكلما لا يتدخل الإنسان فيما لا قيمة له أو في ما لا قيمة له أو فيه قيمة دنيوية فقط وليس الآخرة ، كلما ابتعد عن ذلك واجتنب ذلك وجد الطهارة في روحه. يجب أن نحاول إزالة العقبات التي تعترض طهارة الروح. دعونا لا نلعب بدين الله!  ولا ينبغي ان نتلاعب بحكم الله تعالى من خلال اشكالات واهية ولا قيمة لها ، فهذا أسوأ من مئات الجرائم ويعوق طهارة الروح.

وبطبيعة الحال باب الاجتهاد مفتوح ولا ينبغي لاحد ان يقف امام الاجتهاد، ولكن علمونا منذ البداية ان الاجتهاد لا طريق له في الضروريات وجوب الحجاب من ضروريات الدين. فكيف يسمح الانسان لنفسه ان يقول اني راجعت فوجدت انه في زمن النبي الاكرم ص لم يقل احد لامراة احفظي حجابك اذن فلا يوجد هكذا حكم هذا الحكم مختلق، وبهذا المغالطات يطرح القرآن الكريم جانبا او نحاول تغيير معنى الاية القرانية من خلال امر تاريخي؟ فهل هذا اجتهاد؟ يجب ان نراقب انفسنا جيدا ونحذر.

اطلب من الله تعالى العون ان شاء الله بدعاء الامام صاحب العصر والزمان والائمة المعصومين عليهم السلام وبداء النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) ان يجلنا من الذين يريد الله تعالى تطهير قلوبهم. 

والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته

https://fazellankarani.com/persian/news/24678/

الملصقات :

درس اخلاق طهارة القلب القلب

نظری ثبت نشده است .