درس بعد

فضيلة طلب العلم

درس قبل

فضيلة طلب العلم

درس بعد

درس قبل

موضوع: المباحث الاخلاقية


تاریخ جلسه : ١٣٩٠/٧/٥


شماره جلسه : ۱۰

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • قال الامام الصادق(ع) في وصيته لحماد: «فَكُنْ يَا حَمَّادُ طَالِباً لِلْعِلْمِ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَقِرَّ عَيْنُكَ وَ تَنَالَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَاقْطَعِ الطَّمَعَ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَ عُدَّ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى وَ لَا تُحَدِّثْ لِنَفْسِكَ أَنَّكَ فَوْقَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَ اخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ مَالَكَ»(بحارالأنوار‏13: 416)

الجلسات الاخرى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلّى الله على سيّدنا محمّد و آله الطّاهرين

موضع البحث: فضيلة طلب علم

قال الامام الصادق(ع) في وصيته لحماد: «فَكُنْ يَا حَمَّادُ طَالِباً لِلْعِلْمِ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَقِرَّ عَيْنُكَ وَ تَنَالَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَاقْطَعِ الطَّمَعَ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَ عُدَّ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى وَ لَا تُحَدِّثْ لِنَفْسِكَ أَنَّكَ فَوْقَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَ اخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ مَالَكَ».(بحارالأنوار‏13: 416)

لا اتذكر انه قد ورد في ما يتعلق بالترغيب في طلب العلم في كلمات الائمة المعصومين(عليهم السلام) مثل هذا التعبير حيث ان الوارد في الترغيب في طلب العلم هو «أطْلُبُوا الْعِلْمَ مِنَ الْمَهْدِ إِلَى اللَّحْد» او تعبير اخر، واما هذا التعبير «فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ»؛ اي في جميع  لحظات الليل والنهار لا بمعنى اني اضع وقتاً معينا لطلب العلم بان يقال اضع اربع ساعات لطلب العلم و اجعل الساعات الاخرى في طلب الامور الاخرى بل لا اضع وقتاً لطلب العلم فمن يطلب العلم فهو يطلب العلم ليلاً ونهاراً ولا يفرق عنده بين العطلة والدوام، ولا بين الشباب والكبر.

ثم يقول ان كنت تريد ان تقر عينك وان لا تحزن وتكون دائماً نشيطاً فان هذا الكلام كناية عن النشاط وعدم الحزن وهو دائماً مرتاح نفسياً وان كنت تريد خير الدنيا والاخرة «فَاقْطَعِ الطَّمَعَ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ».

فان رأيت شخصاً يملك بيتا جيداً، و ملابس أو سيارة فاخرة، وعنده منزلة ومنصب رائع، فلا تطمع ولا تطلب ذلك، ولا تقل اني اريد اصل الى هذه الامور يوماً، فمتى اطلب ذلك؟

والطمع هو امر ـ حسب ما ورد في الروايات ـ يزداد في نفس الانسان يوما بعد يوم، فمن جملة الخصال تزداد كلما كبر الانسان هو الطمع، ولا يفرق في ذلك اي كان متعلق الطمع المال او المنصب او الشهوة او الاكل.

فاذا تمكن الانسان ان يصل الى هذه المرحلة وهي ان يكون وجود الخير في ايدي الناس وعدمه في عينه شيء امر واحد فهذا مرتبة عالية. واحياناً يتفوق الانسان الى اعلى من ذلك، فاذا رأى الانسان ان احداً متمولاً يتأسف لذلك لماذا قد صرف هذا الانسان عمره في جمع المال، ولمَ لم يصرف عمره في سبيل العلم والمعارف الدينية؟ فاذا لم يكن الانسان يتأسف لذلك، فلا اقل من قطع الطمع، ومعنى (قطع الطمع) هو ان لا يكون لديه ميل نحو ذلك ولا لحظة، فهذا هو (قطع الطمع).

فيجب علينا ان نحاسب انفسنا ونصلح انفسنا، ونطلب من الله تعالى حقيقة ان نقطع الطمع من المال والمنصب والامور الدنيوية. يقولون تريدون ان تصلوا الى اي مقام في المستقبل؟ انا اقول ان هذا التفكير وهو ان يصل الانسان الى الجاه والمنصب خاطيء جداً، جداً.

نحن لا ندري هل نعيش بعد دقيقة او لا، حتى نريد ـ لا سامح الله ـ ان نمهد المقدمات لأجل نحصل على منزلة او مقام. نتوسل بهذا وذاك كي نعطى منصباً في الدولة او نحصل على منزلة اخرى.

فاذا قطع الانسان طمعه، فهذه الافكار لا تأتي الى فكره، فالامام قد ذكر لحماد مسألة مهمة جداً، وحماد كان يقضي اكثر اوقاته عند الامام الصادق( عليه السلام) ولم يكن حماد حينما اوصاه الامام شاباً يبلغ من العمر 20 بل كان عمره يتجاوز الاربعين سنة.

«وَ عُدَّ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى»؛ اي افرض نفسك ان قد مت وقد تركت الدنيا فأي عمل عندك ؟ فانظر هل عندك صلاة ؟ وما عندك من العلم و القران؟

«وَ لَا تُحَدِّثْ لِنَفْسِكَ أَنَّكَ فَوْقَ أَحَدٍ مِنَ النَّاس»؛ لا تتصور ابداً افضل من غيرك، وهذا ايضا امر اخلاقي مهم جداً.

«وَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ مَالَكَ» فكما تخزن اموالك وتصونها، فصن واحفظ لسانك فان كثيراً من الذنوب تصدر عن طريق هذا اللسان. فكثير من الفتن سببها اللسان . وكثير من الحروب والنزاعات تحصل بسبب اللسان.

فهذه وصية قالها الامام (ع) لحماد، وبالتاكيد ان لهذه الوصية توضيحات اخرى والاخوة يفهمون هذه الاحاديث اكثر مما نفهمه ويعرفون معانها جيداً ولكن ينبغي حقيقة ان نتأمل في هذه الاحاديث ونجعلها هذه الاحاديث ملكة لنا . فحينما نمشي نتذكر وصية الامام الصادق( عليه السلام): «فَكُنْ يَا حَمَّادُ طَالِباً لِلْعِلْمِ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ» وبعد ذلك نفكر اذا اردنا حقيقة ان نكون من طلاب العلم فمن  يساعدنا ؟ وماذا يجب ان نصنع ؟ يجب ان نتوسل بنفس الامام الصادق (عليه السلام).

اما ان يقول الانسان اني من اليوم اريد ان اكون طالباً للعلم «آناء الليل و النهار» فهذا الامر لا يكون، اي ينبغي الانسان ان يعمل عملاً بحيث يصبح لا هدوء له بالنسبة الى المسائل العلمية، فهو مشغول بالعلم في البيت وفي كل مكان، حتى في حالة المرض، وللاسف في الوقت الحاضر يغيب طالب العلم اسبوعاً عن الدروس العلمية اين كنت؟ كنت مريضاً فهذا غير صحيح.

بعض اساتذتنا تصل درجة الحمى عنده الى 40 درجة و بالرغم من ذلك ياتي الى الدرس، كنا نقول له: اهتم بنفسك، فيقول: اذا لم ات الى الدرس فاعلموا اني في حالة الاحتضار، والا فالحمى لا ينبغي ان تكون مانعاً عن الدرس.

واما نحن الطلبة نترك الدرس بادنى اقل مناسبة، فهذه المسالة صارت مشكلة الحوزة، ينبغي ان نراقب انفسنا قليلاً.

كان والدنا (رضوان الله عليه) يقول في الدرس قولوا للعمل عندنا درس ولا تقولوا للدرس عندنا عمل، والان نحن صرنا هكذا نقول للدرس عندنا عمل، وطبعاً هناك بعض الامور الضرورية (مما لا بد منها) ولا ينبغي للانسان ان يغفل عنها. ولكن ينبغي جعل الدرس في الدرجة الاولى ويقدم على كل شيء، فاذا رأانا الله تعالى قد جئنا الى الميدان بهمة فسوف يأخذ بأيدنا، وحينئذ يتحقق قول الامام (ع) «الْعِلْمُ نُورٌ يَقْذِفُهُ اللَّهُ فِي قَلْبِ مَنْ يَشَاء» واما لاجل اي عذر نأتي يوما ولا نأتي يوم، يوم نتباحث ويوم لا نتباحث يوم نحقق ويوم لا نحقق فالله تعالى حينما يرى الانسان لا يعتني بهذه النعمة فسوف لا يشمل لطف الله حال هذا الانسان.

ان شاء الله تعالى نأتي الى ميدان العلم بكل وجودنا.

و صلّى الله على محمّد و آله الطّاهرين.



الملصقات :


نظری ثبت نشده است .