موضوع: المباحث الاخلاقية
تاریخ جلسه : ١٤٠٠/٢/٢٩
شماره جلسه : ۱۶
خلاصة الدرس
-
ان بعض الايات القرانية الكريمة تامرنا بضرورة التمسك بالامام صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف) مثلا في سورة الحج جاء هذه الاية: «الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَوةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور»، «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ».
الجلسات الاخرى
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمدلله ربّ العالمين و صلّي الله علي سيّدنا محمّد و آله الطّاهرين
ان بعض الايات القرانية الكريمة تامرنا بضرورة التمسك بالامام صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف) مثلا في سورة الحج جاء هذه الاية: «الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَوةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور»، «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ».
وقد ورد ذيل هذه الاية الثانية ثلاث روايات وفيها الصحيح والمعتبر وقد قال الباقر او الامام الصادق(ع) ان العامة يقولون: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا» ان هذه الاية نزلت في قريش لما اخرجوا النبي الاكرم من مكة وبقي النبي الاكرم (ص) واصحابه لمدة لا يؤذن لهم بقتال قريش ويقال ان هه الاية هي اول اية نزلت في اعطائهم الاذن بالقتال.
وفي تكملة رواية الامام الباقر(ع) يقول ان هذا الكلام غير تام وان لم يصرح الامام بذلك حيث يقول انما هي اي هذه الاية الكريمة تعني اخر الحجج الامام المهدي(ع) حيث تقول له: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا»؛ اي ياذن للخلف بعد الخلف ويطلب بدم الحسين (ع) اي أن ولي الدم هو الامام صاحب الزمان عج يظهر ويطالب بدم ابي عبد الله الحسين(ع) وحتى يطلق احيانا ( طلاب الدية) اي طلاب دية الامام الحسين(ع).
والرواية الاخرى المروية عن الامام الباقر عليه السلام والامام الصادق عليه السلام حيث يقول: «إِنَّ الْقُرْآنَ حَيٌّ لَا يَمُوت»؛ وبناء على هذا فاذا قلنا بان الايات نازلة في اشخاص محددين فحينما يموت اولائك الاشخاص فلا بد ان تموت تلك الايات ايضا فالقران يموت ولا فائدة منه.
ويبدو ان هاتين الروايتين والروايات التي وردت عن الائمة (ع) في زمانهم وصرحو ا فيها ان العامة قد اخطأوا في تفسيرها فهذه الملاحظة مهمة جدا فهي علمية وهي ايضا ذات اهمية من الناحية الاخلاقية والتربوية. وما هو خطأهم؟ ان خطأهم هو ان العامة يعتقدون بان شأن نزول الايات منحصر بنفس المورد وهذا قد جعل القران الكريم في مواضع عديدة غير خالدا وليس له قابلة لمواكبة الحياة.
مثلا بالنسبة الى هذه الاية الكريمة«أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا» فان الله تعالى يطرحها بعنوان قضية كلية واذن عام بحيث كل انسان يظلم فهو ماذون له ان يقاتل ولا حاجة لان يأخذ اذنا من شخص معين فالمظلوم يمكنه ان يدافع عن نفسه ويقاتل والله يقول «وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» واما لو قلنا ان هذه ا لاية منحصرة فقط بشأن النزول وان قريش قد اخرجوا النبي من مكة ثم بعد ذلك ذهب النبي (ص) الى المدينة ثم اذن الله تعالى له بالقتال وان الله ينصره وانتهى امد هذه الاية الكريمة.
ويستفاد من هذه الروايات ان الائمة عليهم السلام كانوا يصححون تفسيرات العامة لانهم اماتوا القران الكريم ثم بعد ذلك يتهم الشيعة بانهم هم الذين اسقطوا القران عن الاعتبار ولا يقبلون القران ولا يهتمون بالقران الكريم.
ينبغي للانسان ان ينظر في باطن هذه الروايات ويرى سيرة الائمة عليهم السلام ويعرف عقائد الامامية تجاه القران الكريم ويعرف ان القران الكريم لا يتحدد بسبب النزول ويطلع على معتقدات الشيعة تجاه القران الكريم.
وقد وردت رواية في الكافي ج2، ص156 جاء فيها:
«يَجْرِي كَمَا يَجْرِي اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ وَ كَمَا يَجْرِي الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ يَجْرِي عَلَى آخِرِنَا كَمَا يَجْرِي عَلَى أَوَّلِنَا»؛ وهذا يعني ان القران الكريم حي دائما والقران الذي نقرأه الان هو نفسه القران الذي نزل على قلب رسول الله (ص) وهو يتجدد ويواكب الحياة.
اردت ان اصل الى هذه النتيجة التربوية بأنه يجب أن يكون لنا علاقة أكبر بهذا القرآن ، ويجب أن نعترف بأن مجالنا ، طلابنا ، مع الدعم العميق الذي لدينا للقرآن ببركات أهل البيت (عليهم السلام). ولكننا لا نستفيد من القران الكريم كما ينبغي الاقتصار على قراءة القران الكريم فحسب بل يجب التدبر فيه ، وان كان لقراءة القران الكريم ثواب عظيم ويقال لقارئ القران يوم القيامة اقرأ وارقى لكن هذا لا ينفي ان نتدبر القران الكريم ونتلفت الى روايات اهل البيت عليهم السلام بشأنه وعظمته ومواكبته للحياة.
كقولهم عليهم السلام «إنّ القُرآنَ حيًّ لا يَمُوت»، وقولهم عليهم السلام «يَجْرِي كَمَا يَجْرِي اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ» وهذا يعني انه في كل زمان لهذه الاية معنى جديد ومطلب جديد وفهم جديد.
ومن هنا ينبغي لطلاب العلم ان يكون لديهم علاقة وارتباط وثيق بالقران الكريم ليس فحسب تلاوة القران بل التدبر فيه ولا ينبغي الابتعاد عن القران فان الابتعاد عن القران الكريم يعني الابتعاد عن النور والعلم والتقوى والعيش في حياة مظلمة لا يمكن ان نهتدي الطريق المستقيم فيها.
نسأل الله عز وجل ان يوفقنا للارتباط بالقران الكريم قلبيا وعقليا وروحيا ونفسيا.
و صلّي الله علي محمّد و آله الطّاهرين
نظری ثبت نشده است .