موضوع: المباحث الاخلاقية
تاریخ جلسه : ١٣٩٠/١٠/١٣
شماره جلسه : ۱۳
خلاصة الدرس
-
يقول النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) في رواية اخرى: «مَنْ حَفِظَ لِسَانَهُ فَكَأَنَّمَا عَمِلَ بِالْقُرْآن»؛ تعبير عجيب جداً من حفظ لسانه فكانما عمل بالقران الكريم. أي عمل بجميع القران الكريم واصبح من المتقين والصالحين الابرار. فمثل هذا الانسان لا يستغيب ولا يتهم، لا يكذب ولا يظلم ان سبب كثير من الذنوب انما هو اللسان.
الجلسات الاخرى
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين.
الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين.
موضوع البحث: اللسان وعقابه
هناك رواية ترتبط باللسان لا بأس بذكرها كي نستفيد جميعنا من هذه الروايات.
فعن السسكوني عن الامام صادق(ع) عن النبي الاكرم(ص):
«يُعَذِّبُ اللَّهُ اللِّسَانَ بِعَذَابٍ لَا يُعَذِّبُ بِهِ شَيْئاً مِنَ الْجَوَارِحِ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ عَذَّبْتَنِي بِعَذَابٍ لَمْ تُعَذِّبْ بِهِ شَيْئاً فَيُقَالُ لَهُ خَرَجَتْ مِنْكَ كَلِمَةٌ فَبَلَغَتْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا فَسُفِكَ بِهَا الدَّمُ الْحَرَامُ وَ انْتُهِبَ بِهَا الْمَالُ الْحَرَامُ وَ انْتُهِكَ بِهَا الْفَرْجُ الْحَرَامُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأُعَذِّبَنَّكَ بِعَذَابٍ لَا أُعَذِّبُ بِهِ شَيْئاً مِنْ جَوَارِحِك»(وسائل الشيعة18: 10)؛
ان عذاب اللسان هو عذاب خاص فهو العذاب الذي قد خصه الله للسان يوم القيامة فهو عذاب يختلف عن جميع عذابات بقية جوارح البدن.
وهذا يكون سببا لان نلتفت اكثر ونراقب لساننا، وان نحجم عن الكلام قدر المستطاع، وقد المستطاع نجعل السكوت عادة لنا، وطبعاً صعب جداً وهذا يحتاج الى التمرين والرياضة.
اذا كان الانسان بامكانه ان يتكلم الا انه يضبط نفسه ولا يتكلم، ويحجم عن الكلام ويصمت ولا يتكلم.
ويقول في ذيل الرواية: «فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ عَذَّبْتَنِي بِعَذَابٍ لَمْ تُعَذِّبْ بِهِ شَيْئاً» اي ان نفس اللسان يعترض نستجير بالله حقيقة.
وهناك الوان للعذاب كثيرة ونفس العذاب الاخروي لا يمكننا ان ندرك معناه، فكيف بعذاب اللسان اللذي هو اشد. فيعلم انه يختلف كثير بحيث يمكن التفريق بينهما. فعذاب اللسان ليس موجودا بالنسبة الى بقية الجوارح «فَيُقَالُ لَهُ خَرَجَتْ مِنْكَ كَلِمَةٌ» فحينما يعترض هذا اللسان في يوم القيامة يجاب انه خرجت منك كلمة فلا يقال له تكلمت ساعة او عشر ساعات. «فَبَلَغَتْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا»؛ هذه الكلمة قد وصلت الى المشرق والمغرب «فَسُفِكَ بِهَا الدَّمُ الْحَرَامُ وَ انْتُهِبَ بِهَا الْمَالُ الْحَرَامُ وَ انْتُهِكَ بِهَا الْفَرْجُ الْحَرَامُ» فيقال للسان قد خرجت منك كلمة لها هذه الاثار، ثم يقول الله تعالى: «وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأُعَذِّبَنَّكَ بِعَذَابٍ لَا أُعَذِّبُ بِهِ شَيْئاً مِنْ جَوَارِحِك»؛ وخصوصا في زماننا هذا فان الانسان الذي تكثر فيه وسائل الاعلام لو تكلمه بكلمة تنتشر هذه الكلمة بعد ساعة في جميع ارجاء العالم فكل من اراد ان يسمع هذه الكلمة يتمكن من ذلك فاذا تكلمنا بكلمة حللنا بها حرام الله فلها هذه الاثار.
فاذا حرم الانسان حلالا بكلمة او يقول كلمة او يشهد بحيث يخرج المال عن كونه محترماً، او يتكلم كلمة بحيث يراق الدم لا سامح الله، علينا ان نراقب انفسنا جيداً، وعلينا ان نضبط لساننا.
يقول النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) في رواية اخرى: «مَنْ حَفِظَ لِسَانَهُ فَكَأَنَّمَا عَمِلَ بِالْقُرْآن»؛ تعبير عجيب جداً من حفظ لسانه فكانما عمل بالقران الكريم. أي عمل بجميع القران الكريم واصبح من المتقين والصالحين الابرار. فمثل هذا الانسان لا يستغيب ولا يتهم، لا يكذب ولا يظلم ان سبب كثير من الذنوب انما هو اللسان.
«الصُّمت أرفع العبادة»؛
وقد رأينا في حالات العلماء الكبار وقد رأينا العلماء العظام احيانا يجلسون في مجلس ساعة أو ساعتين ما لم يسأل منهم شخص لا يتكلمون، واما نحن الان اذا ذهبنا الى مكان ورأينا شخص نظهر فضلنا وننفي الاخرين ونهتك الاخرين ولا سامح الله قد يصل الامر الى هتك النظام الاسلامي، وان لا اقصد انه لا ينبغي الاشكال، فانه في بعض الاحيان يقترح الانسان شيء او ينتقد شيئاً اخر في الاثناء يكون مؤثراً فمثل هذا ضروري وهو واجب بعنوان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن فيما لو لم يكن للاشكال اي اثر ايجابي كما لو ينتقد عالم او مسؤول او اي شخص اخر فلا بد ان نرقب كلامنا.
وزماننا وللاسف اصبح هكذا، الثرثرة والكلام الفارغ كثير، سوء الخلق كثير، كل ان انسان على حسب ذهنه وغروره يتكلم بما يحلو له.
فعلينا ان نتذكر هذه الرواية فهذه الرواية توجهنا فان قوله «لا يُعَذِّب» اي ان الله قد جعل للساننا عذاباً لم يجعله لاي جارحة اخرى من جوارحنا، فاذا تذكر الانسان هذه الرواية فعليه ان يتفكر قليلاً.
فلو فرضنا ان انسان لديه عيب ويكون الشخص الاخر في صدد اظهار ذلك العيب، فكم هذا العمل خيطر؟ واي عمل قبيح هذا؟ اليس الانسان عنده عيوب؟ فلو كان للانسان حقيقة وينظر الى ما لديه من العيوب والنقص فعليه ان ينظر ويفكر في حل مشاكله فمالك وعيب فلان؟ فان كنا اصحاب فهم ونظر فعلينا بمعرفة عيوبنا، فلنفكر في معالجة عيوبنا، فماذا بقي من عمر الانسان والزمان يمضي بسرعة بحيث يشعر الانسان كلما يمضي منه يوم انه قد وصل الى خط النهاية وهكذا يشعر في كل لحظة. ينبغي الالتفات الى انفسنا ولساننا، ومن الان نبدأ ونرى كم بامكننا السكوت، في البيت في الخارج في الجلسات، علينا ان نجلس ونفكر كم تكلمنا كلاماً صحيحاً؟ ونرى كم اعددنا للساننا؟ «مَن أرَادَ أن يَسلَمَ فَليَحفَظ لِسانَه»؛ .
هذا اللسان هو طريق لـ «تطهير القلب» وهو سبب ( لقذارة القلب) فالانسان حينما يتكلم بكلام وبمجرد ان يأخذ غيبة انسان يصير قلبه قذراً وبمجرد ان يتكلم على احد مباشرة يتكدر قلبه. فاذا توقف هذا اللسان اصبح هذا القلب اكثر طهارة وزينة ونظافة.
وعليه فمن الجهات التي ينبغي لنا ـ خصوصا نحن الطلبة ـ ان نلتفت اليها هي مسألة اللسان. وانا اتذكر المرحوم الوالد (رضوان الله عليه) في مباحثه التي كان في يوم الاربعاء ملتزماً بالقاء حديث اخلاقي، وكان يؤكد على الاساتذة مراراً ويذكر ذلك نقلا عن السيد الامام(قدس سره) بان السيد الامام كان يؤكد كثيراً على انه ينبغي للاساتذة ان يقرأوا حديثاً اخلاقياً ويوجهوا الطلاب الى المسائل الاخلاقية، وانه ذات يوم تكلم عما يتعلق باللسان بمقدار بحيث يصل الانسان الى حد انه ينذر ان لا يتكلم الا في الموارد الضرورية.
فاذا نحن وصلنا الى هذا الحد بحيث نلزم انفسنا، لا بمعنى ان ننذر بل نلتزم فحسب ان نتكلم في المسائل الضرورية ولا نتكلم في غير الموارد الضرورية ونحفظ السنتنا فهذه الكلمة التي عندما يعترض اللسان بها ويقول الهي لماذا جعلت لي عذاباً لم تجعله لسائر الاعضاء؟ فيقول «خَرَجَتْ مِنْكَ كَلِمَةٌ فَبَلَغَتْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا فَسُفِكَ بِهَا الدَّمُ الْحَرَامُ»
وهذا المعنى ليس هو المعنى الظاهر الاولي الذي ذكرناه فنقول اذا وصلت الكلمة الى جميع العالم احيانا تكون الكلمة سيئة وقذرة بحيث تملأ راحتها مشارق الارض ومغاربها فاذا التفت الانسان الى هذه الامور حينئذ سيراقب كلامه.
نسأل الله ان يتلطف علينا بان نتمكن ان نستعمل لساننا لعبادة الله والامور الضرورية فحسب.
وصلى الله على محمد و آله الطاهرين.
نظری ثبت نشده است .