موضوع: المباحث الاخلاقية
تاریخ جلسه : ١٤٠٠/١١/٣٠
شماره جلسه : ۱۸
خلاصة الدرس
-
ألقى سماحة الشيخ آية الله محمد جواد فاضل اللنكراني(حفظه الله) درساً اخلاقياً تناول فيه حقوق المسلم على المسلم وذكر أنَّ أيسر تلك الحقوق هي أنْ تحب له ما تحب لنفسك.
الجلسات الاخرى
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمدلله ربّ العالمين و صلّي الله علي سيّدنا محمّد و آله الطّاهرين
تاريخ وفاة السيدة المعصومة عليها السلام غير معلوم ولا يوجد لدينا كتاب معتبر يحدد وفاتها بالضبط وفي بعض الكتب الموجودة في مكتبة مسجد النبي(ص) في المدينة المقدسة قد ذكر فيه هذا الامر وقد اشير الى هذه القضية في المواضع الاخرى. وعلى اي حال ليس هناك تاريخ محدد معتبر ولكن المرحوم والدنا (رضوان الله عليه) كان يقول ان جميع الخيرات في قم انما هي ببركة السيدة فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) ويجب علينا تحديد يوم كعطلة لتكريم هذه السيدة الجليلة.
نص الرواية في حقوق المسلم على المسلم.
«عَنْهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْهَجَرِيِّ عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ(ع) قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ قَالَ لَهُ سَبْعُ حُقُوقٍ وَاجِبَاتٍ مَا مِنْهُنَّ حَقٌّ إِلَّا وَ هُوَ عَلَيْهِ وَاجِبٌ إِنْ ضَيَّعَ مِنْهَا شَيْئاً خَرَجَ مِنْ وِلَايَةِ اللهِ وَ طَاعَتِهِ وَ لَمْ يَكُنْ لِلّهِ فِيهِ مِنْ نَصِيبٍ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا هِيَ قَالَ يَا مُعَلَّى إِنِّي عَلَيْكَ شَفِيقٌ أَخَافُ أَنْ تُضَيِّعَ وَ لَا تَحْفَظَ وَ تَعْلَمَ وَ لَا تَعْمَلَ قَالَ قُلْتُ لَهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ قَالَ أَيْسَرُ حَقٍّ مِنْهَا أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ تَكْرَهَ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ الْحَقُّ الثَّانِي أَنْ تَجْتَنِبَ سَخَطَهُ وَ تَتَّبِعَ مَرْضَاتَهُ وَ تُطِيعَ أَمْرَهُ وَ الْحَقُّ الثَّالِثُ أَنْ تُعِينَهُ بِنَفْسِكَ وَ مَالِكَ وَ لِسَانِكَ وَ يَدِكَ وَ رِجْلِكَ وَ الْحَقُّ الرَّابِعُ أَنْ تَكُونَ عَيْنَهُ وَ دَلِيلَهُ وَ مِرْآتَهُ وَ الْحَقُّ الْخَامِسُ أَنْ لَا تَشْبَعَ وَ يَجُوعُ وَ لَا تَرْوَى وَ يَظْمَأُ وَ لَا تَلْبَسَ وَ يَعْرَى وَ الْحَقُّ السَّادِسُ أَنْ يَكُونَ لَكَ خَادِمٌ وَ لَيْسَ لِأَخِيكَ خَادِمٌ فَوَاجِبٌ أَنْ تَبْعَثَ خَادِمَكَ فَيَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَ يَصْنَعَ طَعَامَهُ وَ يُمَهِّدَ فِرَاشَهُ وَ الْحَقُّ السَّابِعُ أَنْ تُبِرَّ قَسَمَهُ وَ تُجِيبَ دَعْوَتَهُ وَ تَعُودَ مَرِيضَهُ وَ تَشْهَدَ جَنَازَتَهُ وَ إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ لَهُ حَاجَةً تُبَادِرُهُ إِلَى قَضَائِهَا وَ لَا تُلْجِئُهُ أَنْ يَسْأَلَكَهَا وَ لَكِنْ تُبَادِرُهُ مُبَادَرَةً فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ وَصَلْتَ وَلَايَتَكَ بِوَلَايَتِهِ وَ وَلَايَتَهُ بِوَلَايَتِكَ»1
وبالطبع ان هناك رواية اخرى يذكر الامام سبعين حقا ولم اوردها لاننا لا نستطيع ان نعمل بها ونكتفي بالحقوق السبعة فقط ..
والعجيب ان الامام عليه السلام يقول له: «إِنِّي عَلَيْكَ شَفِيقٌ أَخَافُ أَنْ تُضَيِّعَ وَ لَا تَحْفَظَ وَ تَعْلَمَ وَ لَا تَعْمَلَ»؛.
فقال للامام عليه السلام توكلنا على الله عز وجل اذكر لنا الحقوق ونحن نسعى للعمل بها.
الحقّ الاول:
«قَالَ أَيْسَرُ حَقٍّ مِنْهَا أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ تَكْرَهَ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ»
هذا هو أول حق للمؤمن على مؤمن آخر. وكم طبَّقنا هذا الحق في أنفسنا ؟!
لنبدأ من نفس دائرة طلاب الحوزة العلمية. لا ريب كل واحد من عندنا يحب ان يتقدم في مجال العلم وينمو ويرتقي ويصبح عالما في المستقبل ومن هنا يطرح السؤال التالي هل نحب هذا الامر ونود ان يكون المؤمن الفلاني ان يتقدم كما نتقدم علميا ويرتقي حتى يصبح عالما او اننا حينما نسمع انه لم يتقدم في العلم لسبب من الاسباب كالمرض مثلا لا نحزن عليه بل نعتبر ذلك تقدما لنا دونه.
كما لا شك اننا نكره لانفسنا الفقر والفاقة فهل اننا حينما نرى مؤمنا ابتلى بالفقر والمسكنة هل نكره له هذا الامر بقدر ما نكرهه لانفسنا ؟! قد لا نكون نكره ذلك بالمقدار الذي نكرهه لانفسنا، متى ما اصبحنا نرى ان فقره فقرنا وراحته راحتنا حينئذ نكون قد ادينا اقل الحقوق كما قال الامام الصادق عليه السلام ايسرها ان تحب له ما تحب لنفسك وتكره له ما تكره لها.
نحن لا نحب ان يتحدث عنا بسوء بظهر الغيب، فلو افترضنا ان شخصا قال لنا ان فلان نسب اليك الكذب فما مقدار الاذى الذي يصيبنا ؟ ولكننا في الوقت ذاته نفعل هذا العمل تجاه غيرنا ونسمح لانفسنا بذلك ونتحدث عن غيرنا بما لا يليق بظهر الغيب.
وعلى سبيل المثال ان بعض من يدعي انه ينتمي الى الحوزة العلمية نراه يتحدث على المنبر حول شخصية معينة وينالها بشيء من التهم التي قد لا تكون ثابتة فهل هذا يعد من الدين فهل انت قاض وتحكم على الاخرين وهل ثبت لك ذلك بالادلة القطعية؟ فهذا في الحقيقة فاجعة مؤلمة اذا صدرت ممن يدعي الدين.
فهل يحب الانسان ذلك لنفسه؟ لا ريب انه يكره ذلك لنفسه فلا يقبل من احد ان يرتقي المنبر وينال منه فكيف نسمح لأنفسنا ان ننال من الاخرين من دون تحقيق ومن دون ادلة وبرهان.
وقد ذكرت في محاضرات سابقة ان النبي الاكرم (ص) حينما اسري به في الحديث القدسي ان الله تعالى قال له: يا محمد من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة... وهذا الامر يعد من مصاديق اهانة المؤمن. فاذا كنت احب ان اكون مالكا لدار بهذا المقدار احب ان يكون غيري من الطلاب يملكون دارا واذا احببت ان اكون استاذا في الحوزة بنفس هذا المقدار احب ان يكون غيري من الطلاب يكونون اساتذة وهكذا.
واني اتذكر ان والدي المرحوم(رضوان الله تعالى عليه) حينما مرض لم يوفق للتدريس بسبب مرضه وكان قد سمع ان اية الله جواد التبريزي(رضوان الله تعالى عليه) ايضا مرض وقد عطل درسه بسبب المرض فكان والدي يتأسف كثيرا على تعطيل درس الشيخ جواد التبريزي بقدر تأسفه على تعطيل درسه، وهذا الشعور حقيقة هو تطبيق لهذا الحديث ان تكره له ما تكره لها فينبغي ان نكون هكذا.
فالقاسم المشترك بيننا هو الايمان فاذا استطعنا ان نحفظ هذا المقدار المشترك فيجب ان نحافظ على هذه الحقوق ولا ينبغي ان نرفع من نشاء من دون معيار وميزان ونحط من نشاء بلا ميزان ولا معيار، ينبغي ان يكون كلامنا على اساس الشرع والمعيار في كلامنا هو ما تسمع به الشريعة.
كمستشار ، قد يُسأل شخص ما سؤالاً عن شخص ما وقد يعرف الشخص السر منه ، مرة أخرى ، إلى حد معين لا ينبغي أن يُخون به في منصب مستشار ، يمكنك القول ، لا يمكنك قول كل شيء . في مرحلة ما ، سألوا عما إذا كنا نريد إعطاء ابنتنا لرجل نبيل. أعرف مائة عيب عن هذا الرجل ، لكن إذا قلت واحدة منها ، يكفي أن يتوقف ، يجب أن أقول نفس الشيء. الآن ، إذا كان بإمكاني أن أقولها بإيجاز ، فليس لي الحق في أن أقولها بالتفصيل. إن قضايانا الدينية دقيقة للغاية.
وينبغي ان نتأسف كثيرا على ابتعادنا عن المسائل الاخلاقية كثيرا وينبغي لنا ان نعمل بهذه الاخلاق وندعو الناس اليها حتى يكون دعوتنا لها الاثر على الناس.
وعلى اي حال ان الامام عليه السلام قد بين سبعة حقوق للمؤمن واقلها «أَيْسَرُ حَقٍّ مِنْهَا أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ تَكْرَهَ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ»؛
ساتحدث عن تكملة الرواية في الدرس الاخلاقي القادم ان شاء الله تعالى نسال الله عز وجل ان يجعلنا من العاملين بهذه الروايات. ان شاء الله.
___________________
1-الکافی، ج 2، ص170، ح 2
نظری ثبت نشده است .