موضوع: الجمل الخبریة فی مقام الانشاء
تاریخ جلسه : ١٤٠٣/٧/١٧
شماره جلسه : ۱۱
خلاصة الدرس
-
إفاضة بقیّة الرّوایات الدّالة علی وِسام «التّشریع»
-
إبادة شبهة عن مقام التّشریع
الجلسات الاخرى
-
الجلسة ۱
-
الجلسة ۲
-
الجلسة ۳
-
الجلسة ۴
-
الجلسة ۵
-
الجلسة ۶
-
الجلسة ۷
-
الجلسة ۸
-
الجلسة ۹
-
الجلسة ۱۰
-
الجلسة ۱۱
-
الجلسة ۱۲
-
الجلسة ۱۳
-
الجلسة ۱۴
-
الجلسة ۱۵
-
الجلسة ۱۶
-
الجلسة ۱۷
-
الجلسة ۱۸
-
الجلسة ۱۹
-
الجلسة ۲۰
-
الجلسة ۲۱
-
الجلسة ۲۲
-
الجلسة ۲۳
-
الجلسة ۲۴
-
الجلسة ۲۵
-
الجلسة ۲۶
-
الجلسة ۲۷
-
الجلسة ۲۸
-
الجلسة ۲۹
-
الجلسة ۳۰
-
الجلسة ۳۱
-
الجلسة ۳۲
-
الجلسة ۳۳
-
الجلسة ۳۴
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
إفاضة بقیّة الرّوایات الدّالة علی وِسام «التّشریع»
و نَستکمل الیوم شتّی الرّوایات -المفوِّضة للمعصوم- فإنّ الکافي االشّریف قد استَجلَب 10 روایات بهذا الصّدد، فدعونا الآن نسیر مسارَها کي نُعایِن هِتافَها العلنيّ -والظّاهر- بمقام التّفویض و التّشریع و التّبدیل و الإطاعة المطلقة و... المنحصرة بآل البیت علیهم السّلام، فهي کالتّالي:
1. «فَقَالَ لِي يَا اِبْنَ أَشْيَمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَوَّضَ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَقَالَ «هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ» وَ فَوَّضَ إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ: «مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» فَمَا فَوَّضَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَدْ فَوَّضَهُ إِلَيْنَا.»[1]
و عُصارة هذه الرّوایة تَتلخّص ضمن النّکات التّالیة:
· إنّ أغلب روایات باب التّفویض تُعدّ سدیدةَ الأسناد و بلا شائبة.
· إنّ الآیة المذکورة قد نَزلت ضمن السّیاق التّالي: «وَلَقَد فَتَنَّا سُلَیمَٰانَ وَأَلقَینَا عَلَىٰ كُرسِیِّهِۦ جَسَدا ثُمَّ أَنَابَ * قَالَ رَبِّ ٱغفِر لِی وَهَب لِی مُلكاً لَّا یَنۢبَغِی لِأَحَد مِّنۢ بَعدِی إِنَّكَ أَنتَ ٱلوَهَّابُ * فَسَخَّرنَا لَهُ ٱلرِّیحَ تَجرِی بِأَمرِه رُخَاءً حَیثُ أَصَابَ * وَٱلشَّیَـٰطِینَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاص * وَءَاخَرِینَ مُقَرَّنِینَ فِی ٱلأَصفَادِ * هَـٰذَا عَطَاؤُنَا فَٱمنُن أَو أَمسِك بِغَیرِ حِسَاب.»[2]
فإنّ کلمة «بغیر حساب» تَتعلّق بأقرب الأفعال -وفقاً للظّهور العرفيّ و تصریح الأدباء- فیُنتِج المعنی التّالي: «امنُن أو أمسک بلا حدود إطلاقاً فتَصرَّف کیفَما شئتَ» غیرَ أنّ:
- بعض المفسّرین قد علَّقها ب «عطائنا» بینما نُحاجِجه بأنّ الإعطاء الإلهيّ قد جاء عبرَ الحساب و الأعمال و الدّعاء فبالتّالي لم یَستلِم النّبيّ «العطاءَ الإلهيّ» بلا سبب و محاسَبة.
- بعضاً آخر قد فَسّر «بغیر حساب» بأنّ الله تعالی لا یُحاسب نبیَّها یوم القیامة، بینما هذه التّحلیل یُضادّ ظهور الآیة لأنّها تَتحدَّث حول المواهب الدّنیویّة و مدی سعة تصرّف النبيّ في هذه النّشأة -لا الآخرة- وفقاً لما أوضحنا.
فالنِّتاج: أنّه تعالی حیث قد فوَّض إلی سلیمان کافّة الشّئونات الدّنیویّة -و استَرسلَه في الأموال و الأملاک و الحیوانات و الأجنّة و... فإمّا بالمسامحة و الامتنان أو بالمؤاخذة و الإمساک- فبالتّالي قد تَسلَّل هذا «التّفویض» أیضاً إلی آل البیت علیهم السّلام بل بدرجة أرقی من النبيّ سلیمان، إذ -وفقاً لتواتر الرّوایات- قد فُوِّضَت إلی آل البیت علیهم السّلام کافّة البَوّابات علی الإطلاق و بلا حدود -دینیّاً و دنیویّاً و آخرةً-.
· إنّ الآیة: «مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» تُعدّ أصلَبَ الآیات دلالة علی التّقویض التّام:
Ø إذ أوّلاً: لا یُعقل أن نَفترِض «الأخذ و الانتهاء» إرشادیّین -أي من جانب الله- وإلا لتَورَّطنا في «الدّور» إذ لو افترضنا أنّ إیتاء الرّسول قد جاء من قِبل الله تعالی و أنّ الله تعالی أیضاً قد أمر النّاس باتّباع النّبيّ و ثمّ النّبيّ قد أمر النّاس باتّباع الله تعالی لدارَت المسألة بلا نهایة، و لهذا قد استَنتَجنا التّفویض کي لا تَحدث أیّة مأساة أخری.
Ø وثانیاً: إنّ المعصوم -وفقاً لتواتر الرّوایات و درءاً للدّور- قد تَمتَّعت «أوامره و نواهیه» بالحیثیّة التّقییدیّة ذاتِ رکنیّة لدی الله تعالی، ولهذا قد استَشهدنا -لموضوعیّة أوامره- بشتّی الدّلائل الرّوائیّة الصّارخة بوجود «القوّة القدسیّة» ضمن ذواتهم الرّاقیة، فبالتّالي سنَتّخِذ کلِمتا: «فخذوه أو انتهوا» مولویَّتَین تماماً، إذن لا تلازم بین رسالة النبيّ من قبل الله و بین المولویّة حیث إنّ رسالة المعصوم لا تَستدعي أنّه مبلِّغ و ناطق رسميّ لله بحتاً -زعماً من المحقّق البروجرديّ و السّیستانيّ و...- بل بوُسعه -غالباً- أن یَتصرّف في الدّین من البعد القدسيّ المفوَّض إلیه تماماً.
· و أمّا أسلوب الإمام علیه السّلام -حینَما استدلّ بالآیة المذکورة لتَسجیل التّفویض- فقد دلَّنا علی أنّ وسام «التّفویض» قد ورد ضمن القرآن الکریم -أیضاً- في عبارة «فخذوه و انتَهوا» فبالتّالي قد اُفهِمنا أنّ جذر هذه المسألة قرآنيّ تماماً.
· بل إنّ إحدی الشّواهد الأخری الدّالّة علی وسام «التّشریع» أنّه لا یَستَکمل معنی «خاتمیّة النّبوّة أو الإمامة» إلا بوصولهم لمقام «التّشریع» نظیر ما ورد بحقّ الإمام المنتَظَر -عجّل الله فرجه- «یأتي بدین جدید»[3] فإنّ تجدید الشّریعة و تحدیث المسائل و الوقائع المستَجِدّة لا یَتمّ إلا بترسیخ «التّشریع التّامّ» المترابِط بالقوّة القدسیّة و الرّوح الخاصّ.
· و قد استَغربنا من مفسّري أهل العامّة إذ رغمَ غزارة علم بعضهم -کالفخر الرّازيّ- و إمعانه في الآیات، و لکنّه حینما تَصدّی لهذه الآیة فقد حصَر «ما آتاکم الرّسول» بالغنائم الحربیّة، بینما تفسیره هذه تفسیر ساذَج و سطحيّ تماماً إذ بهذا الأسلوب قد أنزَل مستوی القرآن الکریم إلی حدّ الکتب الاعتیاديّة البسیطة، بینما قد ذَهل عن أنّ «استلام الغنائم» یُعدّ إحدی مصادیقِ الآیة فحسب، و لکنّها بإطلاقها المستَحکَم قد أهدَتنا ضابطةً عامّة و هي منصّة «التّشریع».
2. «مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ وَجَدْتُ فِي نَوَادِرِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لاَ وَ اللَّهِ مَا فَوَّضَ اللَّهُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلاَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ إِلَى اَلْأَئِمَّةِ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِنّٰا أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ الْكِتٰابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّٰاسِ بِمٰا أَرٰاكَ اللّٰهُ[4]» وَ هِيَ جَارِيَةٌ فِي اَلْأَوْصِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ.»[5]
· بدایةً، علینا أنّ نُرکِّز علی «بما أراک الله» حیث إنّ کیفیّة استشهاد الإمام علیه السّلام -للتّفویض- قد أضاء معنی «الإرائة» فإنّها تَبدو جلیّةً أنّ یَنابیع التّشریع شیئان: «الکتاب و إرائة الله» فنظراً للاثنَینیّة قد اتَضح أنّ «الباء» في «بما أراک الله» بمعنی المعیّة -لا الاستعانة أو السّببیّة- إذ نظراً لهات الرّوایات المتواترة التي قد سجَّلت «روح القدس» للمعصومین خاصّة، فبالتّالي قد استبان لنا أنّ «رؤیة النّبيّ» تُمثِّل تشریعاته و تأسیساته في نطاق الدّین، فلا تعدّ «رؤیته و أوامره» إرشادیّة تبلیغیّة عن الله فحسب بل ذات موضوعیّة مولویّة.
بینما من المؤسِف أن تَجد بعض المفسّرین یُفسِّرها بتفسیرة دانیة کالتّالي: «أراک الله أي ألهمَک الله» أو «أراک الله: أي علّمک الله».
إبادة شبهة عن مقام التّشریع
لقد هَاجم بعض الأعلام «أساس منصب تفویض النبيّ» زاعماً أنّ کافّة تشریعاته صلی الله علیه و آلة قد تَعقَّبها «إمضاء الله» فبالتّالي إنّها لا تُسجِّل التّفویض بمعنی التّشریع الاستقلاليّ بل المعصوم مبلِّغ فحسب، ثمّ استَشهد بالرّوایة التّالیة:
3. «عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ... وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَانَ مُسَدَّداً مُوَفَّقاً مُؤَيَّداً بِرُوحِ الْقُدُسِ لاَ يَزِلُّ وَ لاَ يُخْطِئُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَسُوسُ بِهِ الْخَلْقَ فَتَأَدَّبَ بِآدَابِ اللَّهِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَضَ الصَّلاَةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ فَأَضَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:
- إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ وَ إِلَى الْمَغْرِبِ رَكْعَةً فَصَارَتْ عَدِيلَ الْفَرِيضَةِ لاَ يَجُوزُ تَرْكُهُنَّ إِلاَّ فِي سَفَرٍ .
- وَ أَفْرَدَ الرَّكْعَةَ فِي الْمَغْرِبِ فَتَرَكَهَا قَائِمَةً فِي السَّفَرِ وَ الْحَضَرِ «فَأَجَازَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ ذَلِكَ كُلَّهُ» فَصَارَتِ الْفَرِيضَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
- ثُمَّ سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ النَّوَافِلَ أَرْبَعاً وَ ثَلاَثِينَ رَكْعَةً مِثْلَيِ الْفَرِيضَةِ «فَأَجَازَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ ذَلِكَ» وَ الْفَرِيضَةُ وَ النَّافِلَةُ إِحْدَى وَ خَمْسُونَ رَكْعَةً مِنْهَا رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعَتَمَةِ جَالِساً تُعَدُّ بِرَكْعَةٍ مَكَانَ الْوَتْرِ.
- وَ فَرَضَ اللَّهُ فِي السَّنَةِ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَوْمَ شَعْبَانَ وَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ مِثْلَيِ الْفَرِيضَةِ فَأَجَازَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ ذَلِكَ.
- وَ حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَمْرَ بِعَيْنِهَا وَ حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْمُسْكِرَ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ فَأَجَازَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ كُلَّهُ».
و تَحطیماً لإیهامه، سنُوضِّح عبارة «فأجازه الله له» فإنّها لا تُعدّ قیداً احترازیّاً -و تکمیلاً لتشریع النّبيّ- نظیر استجازة الفضوليّ -و التي ذات موضوعیّة للعقد- فلا یُناط التّشریع علی «الإجازة الإلهیّة» بل عبارة «فأجازه الله له» تُعدّ قیداً تشریفيّاً أو تحکیماً لاعتقاد النّاس فإنّ عهد النّبيّ الأکرم قد تَزامَن مع بدایة التّشریعات الإسلامیّة فربما کان النّاس یَستوحِشون منها، فأیّد الله تعالی تشریعات النّبيّ بهذه الإجازات.
· و أمّا آیة «الیوم أکملت لکم دینَکم» فربما توهِم ألّا حاجة إلی تشریع المعصوم باستقلاله فإنّ الله تعالی هو الّذي قد أکمَل دینَه تماماً، بینما الإجابة نیّرة فإنّ الدّین قد تکامل ببرکة «جعل الإمام یومَ الغدیر» لأنّه قد حائز القوّة القدسیّة و المشرّعیّة و النّور الإلهيّ فتَسبَّب باکتمال الدّین حینئذ، فکلّ ذلک نظراً لتواجد الإمام في أواسطنا.
------------------------
[1] کلینی محمد بن یعقوب. الکافي (اسلامیه). Vol. 1. ص265 دار الکتب الإسلامیة.
[2] سورة «ص» الآیة 34-39.
[3] لم أعثر علی یَنبوعه، إلا أنّه قد ورد نظیره ضمن دعاء العهد أیضاً قائلاً: «و أوسِع منهجَه» أو «و مجدِّداً لِما عطِّلَ من أحکام کتابِک»
[4] النساء: ١٦٠.
[5] کلینی محمد بن یعقوب.. الکافي (اسلامیه). Vol. 1. ص267 تهران - ایران: دار الکتب الإسلامیة.
نظری ثبت نشده است .