درس بعد

الجمل الخبریة فی مقام الانشاء

درس قبل

الجمل الخبریة فی مقام الانشاء

درس بعد

درس قبل

موضوع: الجمل الخبریة فی مقام الانشاء


تاریخ جلسه : ١٤٠٣/٧/٢٢


شماره جلسه : ۱۳

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • معالَجة الرّوایات المُضادّة لمقام «التّشریع»

  • جَولة محدَّدة للإجابة عن «التّبیان لکلّ شیئ»

الجلسات الاخرى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ

معالَجة الرّوایات المُضادّة لمقام «التّشریع»


حتّی الآن قد رَسّخنا منصب «التّشریع» بحقّ المعصومین الأربعةَ عشر و قرَّرنا أنّ الله تعالی قد منحَهم قوّةً خارقة لمعرفة ملاکات الأحکام، فعلی إثرِه، سیُشخِّص المعصوم الواجب و الحرام و الفساد و الصّلاح و... فلا یَفتقر لانتظار الوحي أو الإلهام لدی کلّ حادثة أو حکم جزئيّ، إذ الوِسام «التّشریعيّ» قد صدر بالإذن الإلهيّ العامّ فأهَّلَهم إلی إمکانیّة التّصرّف -في الحکم- الممتَدّ في طول مشیئة الله تعالی.[1]

بیدَ أنّا قد عَثرنا علی روایات مُشعِرة بانعدام التّشریع -في أوّل وَهلة- فهي کالتّالي:

«بَابُ‌ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ‌ وَ السُّنَّةِ‌، وَ أَنَّهُ‌ لَيْسَ‌ شَيْ‌ءٌ‌ مِنَ‌ الْحَلَالِ‌ وَ الْحَرَامِ‌ وَ جَمِيعِ‌ مَا يَحْتَاجُ‌ النَّاسُ‌ إِلَيْهِ‌ إِلَّا وَ قَدْ جَاءَ‌ فِيهِ‌ كِتَابٌ‌ أَوْ سُنَّةٌ»‌[2]

1. «مُحَمَّدُ بْنُ‌ يَحْيىٰ‌، عَنْ‌ أَحْمَدَ بْنِ‌ مُحَمَّدِ بْنِ‌ عِيسىٰ‌، عَنْ‌ عَلِيِّ‌ بْنِ‌ حَدِيدٍ، عَنْ‌ مُرَازِمٍ‌ عَنْ‌ أَبِي عَبْدِ اللّٰهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌، قَالَ‌: «إِنَّ‌ اللّٰهَ‌ - تَبَارَكَ‌ وَ تَعَالىٰ‌ - أَنْزَلَ‌ فِي الْقُرْآنِ‌ تِبْيَانَ‌ كُلِّ‌[3] شَيْ‌ءٍ‌[4]، حَتّىٰ‌ وَ اللّٰهِ‌، مَا تَرَكَ‌ اللّٰهُ‌ شَيْئاً يَحْتَاجُ‌ إِلَيْهِ‌ الْعِبَادُ حَتّىٰ‌ لَايَسْتَطِيعَ‌ عَبْدٌ يَقُولُ‌: لَوْ كَانَ‌[5] هٰذَا أُنْزِلَ‌ فِي الْقُرْآنِ‌ إِلَّا[6] وَ قَدْ أَنْزَلَهُ‌ اللّٰهُ‌ فِيهِ‌»[7]

2. عَلِيُّ‌ بْنُ‌ إِبْرَاهِيمَ‌، عَنْ‌ مُحَمَّدِ بْنِ‌ عِيسىٰ‌، عَنْ‌ يُونُسَ‌[8]، عَنْ‌ حُسَيْنِ‌ بْنِ‌ الْمُنْذِرِ، عَنْ‌ عُمَرَ بْنِ‌ قَيْسٍ‌[9] عَنْ‌ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌، قَالَ‌: سَمِعْتُهُ‌ يَقُولُ‌: «إِنَّ‌ اللّٰهَ‌ - تَبَارَكَ‌ وَ تَعَالىٰ‌ - لَمْ‌ يَدَعْ‌ شَيْئاً تَحْتَاجُ‌[10] إِلَيْهِ‌ الْأُمَّةُ‌[11] إِلَّا أَنْزَلَهُ‌ فِي كِتَابِهِ‌، وَ بَيَّنَهُ‌ لِرَسُولِهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌، وَ جَعَلَ‌ لِكُلِّ‌ شَيْ‌ءٍ‌ حَدّاً، وَ جَعَلَ‌ عَلَيْهِ‌ دَلِيلاً يَدُلُّ‌ عَلَيْهِ‌، وَ جَعَلَ‌ عَلىٰ‌ مَنْ‌ تَعَدّىٰ‌ ذٰلِكَ‌ الْحَدَّ حَدّاً».

3. «قَالَ‌ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌: «إِذَا حَدَّثْتُكُمْ‌ بِشَيْ‌ءٍ‌، فَاسْأَلُونِي مِنْ‌[12] كِتَابِ‌ اللّٰهِ‌». ثُمَّ‌ قَالَ‌ فِي بَعْضِ‌ حَدِيثِهِ‌: «إِنَّ‌ رَسُولَ‌ اللّٰهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌[13] نَهىٰ‌ عَنِ‌ الْقِيلِ‌ وَ الْقَالِ‌، وَ فَسَادِ الْمَالِ‌، وَ كَثْرَةِ‌ السُّؤَالِ‌» فَقِيلَ‌ لَهُ‌: يَا ابْنَ‌ رَسُولِ‌ اللّٰهِ‌، أَيْنَ‌ هٰذَا مِنْ‌ كِتَابِ‌ اللّٰهِ‌؟ قَالَ‌: «إِنَّ‌ اللّٰهَ‌ - عَزَّ وَ جَلَّ‌ - يَقُولُ‌: «لاٰ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ‌ نَجْوٰاهُمْ‌ إِلاّٰ مَنْ‌ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ‌ أَوْ مَعْرُوفٍ‌ أَوْ إِصْلاٰحٍ‌ بَيْنَ‌ النّٰاسِ‌»[14]وَ قَالَ‌: «وَ لاٰ تُؤْتُوا السُّفَهٰاءَ‌ أَمْوٰالَكُمُ‌ الَّتِي جَعَلَ‌ اللّٰهُ‌ لَكُمْ‌ قِيٰاماً»[15]وَ قَالَ‌: «لاٰ تَسْئَلُوا عَنْ‌ أَشْيٰاءَ‌ إِنْ‌ تُبْدَ لَكُمْ‌ تَسُؤْكُمْ‌»[16]»[17]

4. «عَنْ‌ عَبْدِ الاعلى بْنِ‌ اعين قَالَ‌: سَمِعْتُ‌ ابا عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ يَقُولُ‌: قَدْ وَلَدَنِي [18]رَسُولُ‌ اللَّهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌، وَ انا اعْلَمْ‌ كِتَابِ‌ اللَّهِ‌ وَ فِيهِ‌ بَدْءُ‌ الْخَلْقِ‌ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ‌ الى يَوْمَ‌ الْقِيَامَةِ‌ وَ فِيهِ‌ خَبَرُ السَّمَاءِ‌ وَ الارض، وَ خَبَرُ اَلْجَنَّةِ‌، وَ خَبَرُ اَلنَّارِ، وَ خَبَرُ مَا كَانَ‌ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ‌، اعْلَمْ‌ ذَلِكَ‌ كَأَنِّي انْظُرْ الى كُفِيَ‌، ان اللَّهِ‌ يَقُولُ‌: فِيهِ‌ تِبْيَانُ‌ كُلِّ‌ شَيْ‌ءٌ‌.»[19]

و ستَنجلي إجابتنا عن هذه الرّوایات من خلال الإجابة عن الآیة التّالیة -بعدَ لحظات-.

جَولة محدَّدة للإجابة عن «التّبیان لکلّ شیئ»

5. و قد استدلّ البعض لرَفض مقام «التّشریع» بالآیة التّالیة: ««و یومَ نَبعَث في کلِّ أمّة شَهیداً علیهم من أنفسهم و جِئنا بکَ شَهیداً علی هؤلاء وَ نَزَّلْنٰا عَلَيْكَ‌ الْكِتٰابَ‌ تِبْيٰاناً لِكُلِّ‌ شَيْ‌ء و هدی و رحمةً و بشری للمسلمین»[20] حیث قد زَعم الزّاعم أنّ لفظة «الشّیئ» تَستبطن کافّة العلوم المادیّة -کالکیمیاء و السّحر و الهندسة و...- و المعنویّة و الأحکام الفرعیّة و أسرار السّماوات السّبع و الأرضین و...

فإن حَللنا عُقدة هذه الآیة الکریمة فسوف یَتصحَّح معنی الرّوایات الماضیة -الموهِمة لرفض التّشریع-.

و نَنطلِق الآن بالإجابة عن الآیة -و عن الرّوایات الماضیة المُستشهِدة بالآیة أیضاً-: إنّ الظّهور التّبادريّ و السّیاقيّ -لکلمة «الشّیئ»- قد انصرَف إلی العلوم الدّینیّة المُرشدة نحوَ الهدایة و الکمال -فحسب- فإنّها لم تُطرَح ضمن القرآن الکریم بجزَیئاتها، إلا أنّ حقیقتَها متوفّر في بطونه و مطاویه، و لکنّ الشّخص اللّائِق لاستخراجها و تبیانها للنّاس فهو المعصوم بتّاً، فلولاه لَاندَرست معالم القرآن الکریم بأکملها، إذن لا یَنطبق «الشّیئ» علی الأخبار الجزئیّة فإنها لم تُبیَّن ضمن القرآن، بل المستَهدَف هو الإنباء عن المعلومات الکلیّة کخلق السّموات و أسس الاعتقادات و کلیّات الأحکام، و ممّا یُحکِّم إجابتنا:

1. أنّ لفظة «التّبیان» تَعني أنّ القرآن الکریم قد بیَّن لنا قاطبة الأمور عبرَ الدّلالات المطابقیّة أو الملازمیّة أو عبرَ الملاک، بینما عقول البشر عاجزة عن إدراکها نهائیّاً، فبالتّالي لا یُعدّ القرآن الکریم تبیاناً لکلّ شیئ بالنّسبة إلینا -النّاقصة عقولنا- ممّا یُنتِج أنّه یُعدّ تبیاناً لکلّ شیئ تجاه المعصوم فحسب، فإذن، قد احتَشَدت حقائقُ الأمور الحقّة أو المزیَّفة و جذور الوقائع النّورانیّة أو المُظلمة و أسُس العلوم الدّینیّة، برُمَّتها ضمن بطون القرآن الکریم و من ثَمَّ سیَتفعّل دور المعصوم کي یُبیِّن جوهرتَها و أسرارها للنّاس، ولهذا قد استَوردت بعض المجامع الحدیثیّة روایةً کالتّالي:[21]

«وَ رُوِيَ‌ عَنْ‌ عَلِيٍّ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ أَنَّهُ‌ قَالَ‌: إِنَّ‌ كِتَابَ‌ اللَّهِ‌ عَلَى أَرْبَعَةِ‌ أَشْيَاءَ‌ عَلَى الْعِبَارَةِ‌ وَ الْإِشَارَةِ‌ وَ اللَّطَائِفِ‌ وَ الْحَقَائِقِ‌ فَالْعِبَارَةُ‌ لِلْعَوَامِّ‌ وَ الْإِشَارَةُ‌ لِلْخَوَاصِّ‌ وَ اللَّطَائِفُ‌ لِلْأَوْلِيَاءِ‌ وَ الْحَقَائِقُ‌ لِلْأَنْبِيَاءِ‌»[22]

2. و الرّوایة التّالیة [23]: «عَنِ‌ الْمُعَلَّى بْنِ‌ خُنَيْسٍ‌، قَالَ‌: قَالَ‌ أَبُو عَبْدِ اللّٰهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌: «مَا مِنْ‌ أَمْرٍ يَخْتَلِفُ‌ فِيهِ‌ اثْنَانِ‌ إِلَّا وَ لَهُ‌ أَصْلٌ‌ فِي كِتَابِ‌ اللّٰهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ لٰكِنْ‌ لَاتَبْلُغُهُ‌ عُقُولُ‌ الرِّجَالِ‌»[24].»

3. تَنصیص بعض المفسّرین -بتضیّق کلمة «الشّیئ»- حیث قد هَتف مجمع البیان قائلاً:

«وَ نَزَّلْنا عَلَیْکَ الْکِتابَ» یعنی القرآن «تِبْیاناً لِکُلِّ شَیْ ءٍ» أی بیانا لکل أمر مشکل و معناه لیبین کل شی ء یحتاج إلیه من أمور الشرع فإنه ما من شی ء یحتاج الخلق إلیه فی أمر من أمور دینهم إلا و هو مبین فی الکتاب إما بالتنصیص علیه أو بالإحالة علی ما یوجب العلم من بیان النبی ص و الحجج القائمین مقامه أو إجماع الأمة فیکون حکم الجمیع فی الحاصل مستفادا من القرآن»[25]

و قد مال صاحب المیزان إلی هذه التّفسیرة قائلاً:

«و قوله: «وَ نَزَّلْنٰا عَلَیْکَ الْکِتٰابَ تِبْیٰاناً لِکُلِّ شَیْءٍ وَ هُدیً وَ رَحْمَةً وَ بُشْریٰ لِلْمُسْلِمِینَ» ذکروا أنه استئناف یصف القرآن بکرائم صفاته فصفته العامة أنه تبیان لکل شیء و التبیان و البیان واحد-کما قیل-و إذ کان کتاب هدایة لعامة الناس و ذلک شأنه کان الظاهر أن المراد بکل شیء کل ما یرجع إلی أمر الهدایة مما یحتاج إلیه الناس في اهتدائهم من المعارف الحقیقیة المتعلقة بالمبدإ و المعاد و الأخلاق الفاضلة و الشرائع الإلهیة و القصص و المواعظ فهو تبیان لذلک کله، و من صفته الخاصة أی المتعلقة بالمسلمین الذین یسلمون للحق أنه هدی یهتدون به إلی مستقیم الصراط و رحمة لهم من الله سبحانه یحوزون بالعمل بما فیه خیر الدنیا و الآخرة و ینالون به ثواب الله و رضوانه، و بشری لهم یبشرهم بمغفرة من الله و رضوان و جنات لهم فیها نعیم مقیم.

هذا ما ذکروه و هو مبنی علی ما هو ظاهر التبیان من البیان المعهود من الکلام و هو إظهار المقاصد من طریق الدلالة اللفظیة فإنا لا نهتدی من دلالة لفظ القرآن الکریم إلا علی کلیات ما تقدم، لکن فی الروایات ما یدل علی أن القرآن فیه علم ما کان و ما یکون و ما هو کائن إلی یوم القیامة، و لو صحت الروایات لکان من اللازم أن یکون المراد بالتبیان الأعم مما یکون من طریق الدلالة اللفظیة فلعل هناک إشارات من غیر طریق الدلالة اللفظیة تکشف عن أسرار و خبایا لا سبیل للفهم المتعارف إلیها.»[26]

و عقیب ما اتَّضحت الإجابة عن الآیة الکریمة، فببرکتها ستَنهار أیضاً شبهة «انعدام التّشریع» فإنّه -مزیداً للإجابات السّالفة- قد بدا ساطعاً:

- أوّلاً: إنّ إثبات الشّیئ -أي شمولیّة الکتاب لکافّة العلوم- لا یَنفي ما عداه -أي تشریع المعصوم- فلو افتَرضنا أنّ کافّة الأحکام الإلهیّة قد توفَّرت في الکتاب إلا أنّ لسانه لا یُحطِّم أبداً القوة القدسیّة المکنونة في آل البیت علیهم السّلام -إذ لا مفهوم له- کما هو نیِّر تماماً.

- ثانیاً: إنّ لفظ «الجمیع» ضمن عبارة الشّیخ الکلینيّ: «الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ‌ وَ السُّنَّةِ‌، وَ أَنَّهُ‌ لَيْسَ‌ شَيْ‌ءٌ‌ مِنَ‌ الْحَلَالِ‌ وَ الْحَرَامِ‌ وَ جَمِيعِ‌ مَا يَحْتَاجُ‌ النَّاسُ‌ إِلَيْهِ‌ إِلَّا وَ قَدْ جَاءَ‌ فِيهِ‌ كِتَابٌ‌ أَوْ سُنَّةٌ»‌[27] لا یَجحَد قولَه تعالی: «فآمنوا بالله و رسوله و النّور الذي أنزلنا»[28] و لا قولَه تعالی أیضاً: «الّذین یَتّبعون الرّسول النّبيّ الأُمِّيَّ... فالّذین آمنوا به و عزّروه و نصروه و اتّبعوا النّور الذي أنزِل معه»[29] فرغمَ الظّهور المطابقيّ -للنّور- هو القرآن الکریم إلا أنّ الإمام الباقر علیه السّلام قد زاد مصداقیّة أخری أیضاً للنّور قائلاً: «النّور، و الله الأئمة من آل محمد إلی یوم القیامة»[30] ممّا یعني أنّ المعصوم علیه السّلام یُمثِّل المصدر الأساسيّ للتّشریع بوزان القرآن الکریم حذواً بحذو، وفقاً لهذه الرّوایة، بل و ممّا یُرسِّخ شأنیّة «التّشریع» أیضاً هو تواتر روایات التّفویض -السّالفة-.

فبالتّالي و رغمَ تعبیره تعالی: «بأُنزِل أو أنزلنا» تجاه القرآن الکریم إلا أنّه تعالی قد وَهبَ المعصومین أیضاً -وفقاً لتواتر الرّوایات- الرّوح القدسیّة المنوَّرة، فعَیار آل البیت عین عَیار القرآن الکریم غیرَ أنّ الکتاب السّمائيّ حیث یُعدّ قرآناً صامتاً فافتَقَر إلی معصومٍ یُعدّ قرآناً ناطقاً مبیِّناً، و بما أنّه لم یَتضیَّق بحدود أبداً فبالتّالي سنَستَکشف أنّ هذا النّور السّاطع -المعصوم- قد اتّسَع نطاقُه فأُتیح له التّصرف و التّشریع في الأحکام الشّرعیّة بکلّ تأکید.

--------------------
[1] و هو الذي قد أهداه الله تعالی إلیهم مشیراً ضمن الآیة التّالیة: «وَ كَذٰلِكَ‌ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ‌ رُوحاً مِنْ‌ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ‌ تَدْرِي مَا الْكِتٰابُ‌ وَ لاَ الْإِيمٰانُ و لکن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا‌» (سورة الشّوری الآیة 52)
[2] کلینی محمد بن یعقوب. الکافي (دارالحدیث). Vol. 1. قم ص149 مؤسسه علمی فرهنگی دار الحديث. سازمان چاپ و نشر.
[3] . في المحاسن: «تبياناً لكلّ‌».
[4] . إشارة إلى الآية ٨٩ من سورة النحل (١٦): «و یوم نبعث في کلّ أمّة شهیداً علیهم من أنفسهم و جئنا بک شهیداً علی هؤلاء وَ نَزَّلْنٰا عَلَيْكَ‌ الْكِتٰابَ‌ تِبْيٰاناً لِكُلِّ‌ شَيْ‌ءٍ‌».
[5] . «لو»: للتمنّي، أو للشرط، و الجزاء محذوف، أو جزاؤه «أُنزل». و «كان» تامّة أو ناقصة و خبره مقدّر. انظر: شرح المازندراني، ج ٢، ص ٣٣٥؛ الوافي، ج ١، ص ٢٦٦؛ مرآة العقول، ج ١، ص ٢٠٢.
[6] . الاستثناء منقطع و «إلّا» حرف استثناء بمعنى لكنّ‌، أو الكلام استيناف لتأكيد ماسبق. و «ألا» حرف تنبيه. و الأوّل أولى. انظر شروح الكافي.
[7] . المحاسن، ص ٢٦٧، كتاب مصابيح الظلم، ح ٣٥٢، عن عليّ‌ بن حديد؛ تفسير القمّي، ج ٢، ص ٤٥١، بسنده عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن عليّ‌ بن حديد الوافي، ج ١، ص ٢٦٥، ح ٢٠٥.
[8] . الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص ٦، ح ٣، عن عبداللّٰه بن جعفر، عن محمّد بن عيسى، عن‌الحسين بن المنذر، لكنّ‌ المذكور في بعض نسخه المعتبرة: «محمّد بن عيسى، عن يونس، عن الحسين بن المنذر».
[9] . في «ب، بح، بر»: «عمرو بن قيس». و الصواب ما في المتن و أكثر النسخ؛ فإنّ‌ ابن قيس هذا، هو عمر بن قيس الماصر أبوالصباح. راجع: التاريخ الكبير، ج ٦، ص ١٨٦، الرقم ٢١٢١؛ الثقات لابن حيّان، ج ٧، ص ١٨١؛ تهذيب التهذيب، ج ٧، ص ٤٣٠، الرقم ٨١٥؛ تهذيب الكمال،ج٢١،ص٤٨٤،الرقم٤٢٩٦؛تاريخ الإسلام للذهبي، ج ٨، ص ١٨٤.
هذا، و الظاهر بل الصريح من تهذيب التهذيب و تهذيب الكمال أنّ‌ الماصر لقب لقيس. و هذا الأمر يفيدنا في ما يأتي في الكافي، ح ٤٣٧.
[10] . هكذا في «ألف، ج، و، بح» و الكافي، ح ١٣٦٦٠. و في المطبوع و سائر النسخ «يحتاج».
[11] . في الكافي، ح ١٣٦٦٠ و البصائر و العيّاشي: + \ «إلى يوم القيامة».
[12] . في الكافي، ح ٩٣٤٧ و التهذيب: «عن».
[13] . في الكافي، ح ٩٣٤٧ و التهذيب: «إنّ‌ اللّٰه» بدل «إنّ‌ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله».
[14] . النساء (٤):١١٤. فهذه الآِیة تنهی عن القیل و القال و انعدام الخیر في النّجاوی المزیّفة و اللاغیة.
[15] . النساء (٤):٥. و قد علَّق الأستاذ المعظَّم علی النّهي الوارد قائلاً: «إنّه نهيٌ وضعيّ بحیث یَفصَح عن البطلان و انعدام ملکیّة السّفهاء، و لهذا تُعدّ هذه الآیة مخصّصةً لعموم «النّاس مسلّطون علی أموالهم» فلا یَسوغ لهم أن یُسلّموا مالاً للسّفهاء کي یُفضي إلی اضمحلال الأموال»
[16] . المائدة (٥):١٠١.
[17] . الكافي، كتاب المعيشة، باب آخر منه في حفظ المال و كراهة الإضاعة، ح ٩٣٤٧: «عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس؛ و عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّٰه، عن أبيه جميعاً، عن يونس، عن عبداللّٰه بن سنان و ابن مسكان، عن أبي الجارود». و «عن يونس» في الطريق الأوّل زائد كما يأتي في موضعه. و في المحاسن، ص ٢٦٩، كتاب مصابيح الظلم، ح ٣٥٨، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبداللّٰه بن سنان، عن أبي الجارود؛ التهذيب، ج ٧، ص ٢٣١، ح ١٠١٠، بسنده عن يونس، عن عبداللّٰه بن سنان أو ابن مسكان، عن أبي الجارود. راجع: الكافي، كتاب المعيشة، باب آخر منه في حفظ المال و كراهة الإضاعة، ح ٩٣٥٠؛ و تحف العقول، ص ٤٤٣ الوافي، ج ١، ص ٢٦٩، ح ٢١٠؛ الوسائل، ج ١٩، ص ٨٣، ح ٢٤٢٠٨؛ البحار، ج ٤٦، ص ٣٠٣، ح ٥٠.
[18] اى حصلنى، سمع منه (م).
[19] حر عاملی محمد بن حسن. الفصول المهمة في أصول الأئمة (تکملة الوسائل). Vol. 1. قم ص483 مؤسسه معارف اسلامی امام رضا (علیه السلام).
[20] سورة النّحل، الآیة التّالیة: 89.
[21] ابن‌ابی‌جمهور محمد بن زین‌الدین. عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية. Vol. 4. قم ص104 مؤسسه سيد الشهداء (ع).
[22] تفسير الصافي، ج ٢٩/١، المقدّمة الرابعة، في نبذ ممّا جاء في معاني وجوه الآيات و تحقيق القول في المتشابه و تأويله. و رواه في مصباح الشريعة، الباب المائة في حقيقة العبودية، و هو آخر أحاديث الكتاب.
[23] کلینی محمد بن یعقوب. الکافي (دارالحدیث). Vol. 1. قم ص152مؤسسه علمی فرهنگی دار الحديث. سازمان چاپ و نشر.
[24] . المحاسن، ص ٢٦٧، كتاب مصابيح الظلم، ح ٣٥٥ عن الحسن بن علي بن فضّال. و في الكافي، كتاب المواريث، باب آخر منه، ح ١٣٥٩٦، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال و الحجّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللّٰه عليه السلام؛ التهذيب، ج ٩، ص ٣٥٧ ح ١٢٧٥، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال و الحجّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللّٰه عليه السلام و فيهما مع زيادة في أوّلهما. و راجع: الكافي، كتاب المواريث، باب نادر، ح ١٣٣٤١ الوافي، ج ١، ص ٢٦٧، ح ٢٠٦؛ الوسائل، ج ٢٦، ص ٢٩٣، ح ٣٣٠٢٥.
[25] مجمع البیان في تفسیر القرآن ج6 ص171. و لکن لاحظ نهایة عبارته حیث یُصرّح بأنّ کافّة الأحکام و البیانات الدّینیّة و... قد اقتُطِعَت من القرآن بحیث لا یوجد شیئ لا یَکتنفه القرآن، إلا أنّ منهجة الأستاذ المعظّم حول مقام التّشریع ستُجیب علی هذه النّقطة لأنّا نتملک روایات التّفویض و شواهد التّزوید في الأحکام و... فهي لا تُضادّ محتویات القرآن الکریم بل تَنسجم معه تماماً لعلم المعصوم بالملاکات العامّة بأکملها.
[26] المیزان فی تفسیر القرآن، مجلد ۱۲، صفحه ۳۲۵.
[27] الکافي (دارالحدیث). Vol. 1. قم ص149 مؤسسه علمی فرهنگی دار الحديث. سازمان چاپ و نشر.
[28] سورة التّغابن، الآیة 8.
[29] سورة الأعراف، الآیة157.
[30] أصول الکافي، ج1، ص111. و تفسیر القميّ ج2 ص371. و کذا قد ورد: «بَابُ‌ أَنَّ‌ اَلْأَئِمَّةَ‌ عَلَيهِمُ‌ السَّلاَمُ‌ نُورُ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌»: «الْحُسَيْنُ‌ بْنُ‌ مُحَمَّدٍ عَنْ‌ مُعَلَّى بْنِ‌ مُحَمَّدٍ عَنْ‌ عَلِيِّ‌ بْنِ‌ مِرْدَاسٍ‌ قَالَ‌ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ‌ بْنُ‌ يَحْيَى وَ اَلْحَسَنُ‌ بْنُ‌ مَحْبُوبٍ‌ عَنْ‌ أَبِي أَيُّوبَ‌ عَنْ‌ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ‌ قَالَ‌: سَأَلْتُ‌ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ عَنْ‌ قَوْلِ‌ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌: «فَآمِنُوا بِاللّٰهِ‌ وَ رَسُولِهِ‌ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنٰا[30]» فَقَالَ‌ يَا أَبَا خَالِدٍ النُّورُ وَ اللَّهِ‌ اَلْأَئِمَّةُ‌ مِنْ‌ آلِ‌ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ إِلَى يَوْمِ‌ الْقِيَامَةِ‌ وَ هُمْ‌ وَ اللَّهِ‌ نُورُ اللَّهِ‌ الَّذِي أَنْزَلَ‌ وَ هُمْ‌ وَ اللَّهِ‌ نُورُ اللَّهِ‌ فِي السَّمَاوَاتِ‌ وَ فِي الْأَرْض» (کلینی محمد بن یعقوب. الکافي (اسلامیه). Vol. 1. تهران ص194 دار الکتب الإسلامیة)

الملصقات :


نظری ثبت نشده است .