درس بعد

الاوامر

درس قبل

الاوامر

درس بعد

درس قبل

موضوع: مادة الأمر و صیغته


تاریخ جلسه : ١٤٠٢/٧/١٠


شماره جلسه : ۴

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • الإمعان في بضع من الآیات المرتبطة في هذا الحقل

  • مقولة المحقق النائینيّ

  • ملاحظة السید الخوئيّ تجاه الأستاذ

  • سلک المحقق العراقي ضمن المقام

الجلسات الاخرى
 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ

الإمعان في بضع من الآیات المرتبطة في هذا الحقل
و حیث نتجوّل ضمن أبحاث مادة الأمر، یجدر بنا أن نستعرض استعمالاتها القرآنیة الوافرة لکي یتبلور معناه الحقیقيّ في شتی الحقول و ذلک وفقاً لمنظار المحقق الاصفهانيّ:

-  هل ینظرون إلا أن یأتیهم الله في ظلل من الغمام و الملائکةُ و قضي الأمر (العذاب) و إلی الله ترجع الأمور. فإن غالب المفسرین قد فسروه بالعذاب بینما هي حصة من حصص الإرادة الحتمیة الإلهیة إذ حیتما یشاء ویرید العذاب فسرعانَ ما سینقضي الأمر و یتحقق تلقائیاً.

إذن، إن قضاء الأمر لیس ظاهراً و لا محتملاً في معنی الشیئ و لا معنی الفعل، بل الظاهر هي إرادة الله المطلوبة و المتوخّاة، و أما کلمة الأمور، فتشیر إلی الأمر المذکور في الآیة، فلیست بمعنی رجوع کل الأشیاء إلی الله (رغم صحة احتمال ذلک) بل هي بمعنی قاطبة المشیئات و کافة الإرادات الإلهیة و البشریة، و هذا ما یرافق نسق الآیة و یسنجم مع سیاقها. فبالتالي، نعتقد بأن هذه الآیة توزن علی وزان: و لله عاقبة الأمور، فلیس ظاهراً في معنی الأشیاء متعینةً (إذ یصح سلب معنی الشیئ من الأمور) و لا الأفعال البحتة بل نهایة کل إرادة سابقة عن الطلب و البعث تعود إلی الله و کیفیة مشیئته سبحانه، و هذا المعنی هي المتوخاة في الآیة.

-  و کذا آیة: و إن تصبروا و تتقوا فإن ذلک من عزم الأمور. فلا نستوعب منها معنی الأشیاء أساساً، نعم یحقّ لنا اتخاذ معنی الفعل المتعقّب للإرادة و الذي قد انتحله السید البروجرديّ أیضاً. (إلا أن الفعل یعود معاده إلی معنی الإرادة مؤکَداً).

مقولة المحقق النائینيّ
لقد عمد المحقق النائیني بأن المعانيَ السبعة متساهمة و مندرجة ضمن معنی جامع و هي عبارة عن الواقعة و الحادثة التي تتمتّع بالأهمیة في الجملة، إذن فالطلب له أهمیة في الجملة و کذا الغرض و کذا الشیئ و الشأن.

ملاحظة السید الخوئيّ تجاه الأستاذ
و قد لاحظ علیه السید الخوئي بأنه لا جامع ذاتيّ بین المعنی الحدثيّ کالأفعال و غیر الحدثي کالأشیاء الجامدة، و أما اتخاذ الأهمیة في موضوع الأمر فلا دلیل علیه، فلو استعملت مادة الأمر في عدیم الأهمیة لما عدّ مجازاً إذ لا نستظهر ذلک و لا یشهد به العرف أیضاً.

و نکمّل مقولته بأن کثرة المعانيّ نظیر التعجب و الغرض و الشأن و الشیئ، قد استفیدت من القرائن و السیاق المحدّد ضمن الحوار، لا أنها دخیلة في الموضوع له، فبالتالي لم توضع مادة الأمر لجامع هذه المعاني بتقریب المحقق النائینيّ بل وضع لمعنی واحد و هو الطلب.

و قد أجیب عن إشکال امتناع اتخاذ الجامع الذاتيّ بأنا نقدر علی اتخاذ الجامع في لحاظ الحدث في جهة و اتخاذ الشیئیة و الجامدیة من جهة أخری. (نظیر اتخاذ الجامع بین المقدور و غیر المقدور).

سلک المحقق العراقي ضمن المقام
لقد تساهم المحقق العراقي أیضاً مع أستاذه في اختیار الاشتراک اللفظي ما بین الطلب و الشیئ.

و قد تم الاعتراض علیه بنفس اعتراض المحقق الاصفهانيّ بأنا لم نعثر علی مورد واحد یتعیّن فیه استعمال الأمر بمعنی الشیئ فقط دون أن تصح سائرُ المعانيّ، و هذا مما یُدلّل علی صحة سلب معنی الشیئ عن الأمر فیُنتجُ علی عدم الوضع.

و قد حسمنا النقاش بأنه لا مجال للاشتراک المعنوي وفق المحقق النائینيّ و لا اللفظي وفقاً للآخوند و السید الخوئيّ مسبقاً، بل قد وضع الأمر لمعنی واحد و هي الإرادة مطلقاً سواء تعلق به الفعل أو الطلب أم لا، فکل ما هو مراد و مُتطَلَب بأي نحو من الأنحاء یصح إطلاق الأمر علیه.

و أما الظهور الذي نشاهده في سائر المعاني المذکورة فهو نابع عن نهوض القرائن فلولا احتفاف الأمر بتلک القرائن الداخلیة لعاد إلی حقیقته الأولیة و هي الإرادة و المشیئة.[1]

و قد عمدنا في الدورة السابقة إلی معتقد المحقق الآخوند بینما في هذه الدورة قد تخرّجنا بأن منظار المحقق الاصفهانيّ هو الحق و الصواب، و قد رافقه صاحب المنتقی أیضاً.

------------
[1]  و کنوذج لسائر المعاني لاحظ نداء السیدة زینب(سلام الله علیها) حیث صرخت: أخي یا حسین إن کنت حیاً فأدرکنا فهذه الخیل قد هجمت علینا و إن کنت میّتاً فأمرنا و أمرک إلی الله، فهو هنا بمعنی العاقبة و النهایة ببرکة قرینة تلک المواقف الحرِجة المستعصیة.



الملصقات :


نظری ثبت نشده است .