درس بعد

المواسعة و المضایقة

درس قبل

المواسعة و المضایقة

درس بعد

درس قبل

موضوع: صلاة قضاء (المواسعه و المضایقه)


تاریخ جلسه : ١٤٠٣/١٠/١٠


شماره جلسه : ۵۰

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • استِتمام الاستدلال الفاخِر لصاحب الجواهِر

  • الإشکال القاهِر علی تبریر صاحب الجواهِر

الجلسات الاخرى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِين

استِتمام الاستدلال الفاخِر لصاحب الجواهِر

1. و أنّهم جُعلوا شهداءَ على النّاس في أعمالهم.[1]

2. و أنّ ملائكة الليل و النهار كانوا يَشهدون مع النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) صلاة الفجر (فکیف تَنقضي صبحه صلی الله علیه و آله)

3. و أن الملائكة كانوا يأتون الأئمة (عليهم السلام) عند وقت كل صلاة، و أنهم ما من يوم و لا ساعة و لا وقت صلاة إلا و هم يُنبِّهونهم لها ليصلّوا معهم.

4. و أنهم كانوا مؤيَّدين بروح القدس يُخبرِهم و يُسدِّدهم.[2]

5. و لا يُصيبهم الحدَثان (أي أحداث اللیل و النّهار) و لا يَلهو (الرّوح) و لا ينام و لا يغفَل (حتّی بلَحظة واحدة).

6. و به (روح القدس) علموا ما دون العرش إلى ما تحت الثرى، و رأوا ما في شرق الأرض و غربها، إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا اللّٰه، كما ورد[3] أنّهم لا يعرفهم إلا اللّٰه و لا يعرف اللّٰه حقَّ المعرفة إلا هم.

7. و ليسوا هم أقلَّ من الدِّيكة (فحل الدّجاج) التي تصرُخ في أوقات الصّلوات و في أواخر اللّيل لسماعها صوتَ تسبيح ديك السّماء الذي هو من الملائكة و عُرفُه (و تاجُه) تحتَ العرش و رجلاه (الدّیک السّماء) في تُخوم الأرض السابعة، و جناحاه يُجاوزان المشرقَ و المغرب، و آخر تسبيحه في الليل بعد طلوع الفجر «ربّنا الرّحمن لا إلهَ غيره»[4] ليقم الغافلون، تعالوا عن ذلك علوا كبيراً.»

الإشکال القاهِر علی تبریر صاحب الجواهِر

و رغمَ بَراعة إجابته علی «سهو المعصوم و نومه» إلا أنّه قد ختَم حوارَه بذَیل مهزوز -نظیر التّذییل المَشوب للشّیخ الأعظم سلفاً[5]- قائلاً:

«نعم لو أمكن دعوى ثبوت تكاليف خاصّة لهم (بحیث سوف) تَقوم مقام هذه التّكاليف (بنحو قد استُبدلَت صلاة الصّبح بذاک التّکلیف الخاصّ) اتّجه دعوى جواز نومهم عنها (إذ قد کُلِّف بتکلیف آخر أهمّ من الصّلاة) و ربما يُومي اليه قول النبي (صلى اللّٰه عليه و آله): «أصابكم فيه الغفلة» (فقد خاطبهم بالإصابة من دون أن یُدرِج نفسَه معهم) و قوله (صلى اللّٰه عليه و آله): «نِمتم بوادي الشّيطان» و اللّٰه أعلم بحقيقة الحال.»[6]

و نُهاجِم هذه الدّعوی المَنبوذة:

- أوّلاً: لم یَتسجَّل لدینا دلیل علی طروء تکلیف خاصّ في تلک الفترة- بحیث قد استُبدلت صلاة صبح النبيّ بتکلیف آخر، فلا داعيَ لتبریر هذه الرّوایات المتزلزلة -حجیّتُها و مضامینُها- و بالأخصّ أنّ روایات الفضائل و العصمة المطلَقة قد تواترَت بحقّهم بکلّ وضوح.

- ثانیاً: أساساً قد اختَلف الأعاظم بشدّة في مدالیلها و محتویَاتها -وفقاً لما سنَبسُطه لاحقاً- بحیث إنّ هذه التّشتُّتات و الانصدامات ستَجرَح حجیّتَها و ظهورها تماماً.

و ستَتَّضح بقیّة الإشکالات أیضاً لدی إجاباتنا علی الخطَأ الفادِح للشّیخ الصّدوق رحمه الله تعالی في هذا المضمار، حیث قد فسَّر السّهوَ «بالإسهاء» و النّومَ «بالإنامة» قائلاً:

«وَ لَيْسَ‌ سَهْوُ النَّبِيِّ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ كَسَهْوِنَا لِأَنَّ‌ سَهْوَهُ‌ مِنَ‌ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌ وَ إِنَّمَا أَسْهَاهُ‌:

1. لِيُعْلِمَ‌ أَنَّهُ‌ بَشَرٌ مَخْلُوقٌ‌ فَلاَ يُتَّخَذَ رَبّاً مَعْبُوداً دُونَهُ‌.

2. وَ لِيَعْلَمَ‌ النَّاسُ‌ بِسَهْوِهِ‌ حُكْمَ‌ السَّهْو (شرعاً) مَتَى سَهَوْا.

وَ سَهْوُنَا مِنَ‌ الشَّيْطَانِ‌ وَ لَيْسَ‌ لِلشَّيْطَانِ‌ عَلَى النَّبِيِّ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ وَ اَلْأَئِمَّةِ‌ صَلَوَاتُ اللَّهِ‌ عَلَيْهِمْ‌ سُلْطَانٌ‌ «إِنَّمٰا سُلْطٰانُهُ‌ عَلَى الَّذِينَ‌ يَتَوَلَّوْنَهُ‌ وَ الَّذِينَ‌ هُمْ‌ بِهِ‌ مُشْرِكُونَ‌»[7] وَ عَلَى مَنْ‌ تَبِعَهُ‌ مِنَ‌ الْغَاوِينَ‌».[8]

و نُحاجِجه بکلّ اعتزاز:

- أوّلاً: لم تَنحصِر معرفة أنّه «بشر مخلوق» بأن یوقعه الله تعالی في الإسهاء فإنّ النّاس المُتعایشِین مع النّبيّ قد أبصروا أکله و مشیه ضمن الأسواق و .... حیث قد صرّحت الآیة التّالیة: « «وَ قٰالُوا مٰا لِهٰذَا الرَّسُولِ‌ يَأْكُلُ‌ الطَّعٰامَ‌ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْوٰاقِ‌ لَوْ لاٰ أُنْزِلَ‌ إِلَيْهِ‌ مَلَكٌ‌»[9] و کذا الآیة: «وَ مٰا أَرْسَلْنٰا قَبْلَكَ‌ مِنَ‌ الْمُرْسَلِينَ‌ إِلاّٰ إِنَّهُمْ‌ لَيَأْكُلُونَ‌ الطَّعٰامَ‌ وَ يَمْشُونَ‌ فِي الْأَسْوٰاقِ‌»[10] فبالتّالي إنّ الأمّة برُمَّتها -آنذاک- قد ترسَّخت ببالهم أنّه «بشر مخلوق» فلا یَحقّ لنا أن نَعتقد بالإسهاء حتّی نُسجِّل به مخلوقیّة النبيّ صلوات علیه و آله بل یُعدّ نقصاً و نقضاً لعصمته تماماً -وفقاً للدلائل المُجوهَرة ضمن الجواهر-.

- ثانیاً: إنّ إبلاغ الحکم الشّرعيّ لا یَتحدَّد بإسهاء النبيّ إذ بوُسع المولی أن یُضیئ لنا أحکام السّهو و أبعاده عبرَ التّبیان و الإیضاح من دون أن یَتورّط الشّارع في هذه الزَّلات النَّکراء بحقّ نبیِّه صلوات الله علیه و آله.

- ثالثاً: أساساً إنّ هذه الرّوایات الواهیات لا تَنسجِم لا مع السّهو و لا الإسهاء و لا النّوم و الإنامة إطلاقاً إذ قد استَفاضت روایات متکاثرة بأنّ روح القدس سیَدعَمهم تماماً فلا یَدَعهم یَسهون.[11]

- رابعاً: إنّ الدّلیل العقليّ الذي قد بَرهن لنا عصمتَهم لا یَخضَع للتّخصیص نهائیّاً حتّی بمورد واحد -في نوم النبيّ- إذ قد استَبان بل قد تسالم الأعلام بأنّ الأدلة العقلیّة لا تَستقبل الاستثناء، فلو افترَضنا -جدلاً- استثناءً واحداً لانهارَت أرکان العصمة بأسرها إذ نقیض الموجبة الکلیّة هي السالبة الجزئیّة.

- رابعاً: فلنَنتَبِه بأنّ تلک الرّوایات الموهومات لا تُقاوِم تواتر روایات الفضائل و العصمة إذ قد استَیقَنّا بها تماماً من دون أن تُخدَش أو تَتزلزل، ففي هذه الحَلبة قد صرَّح الإمام الرّضا علیه السّلام ضمن روایة مفصَّلة قائلاً: «فَهُوَ مَعْصُومٌ‌ مُؤَيَّدٌ مُوَفَّقٌ‌ مُسَدَّدٌ قَدْ أَمِنَ‌ مِنَ‌ الْخَطَايَا وَ الزَّلَلِ‌ وَ الْعِثَارِ يَخُصُّهُ‌ اللَّهُ‌ بِذَلِكَ‌ لِيَكُونَ‌ حُجَّتَهُ‌ عَلَى عِبَادِهِ‌ وَ شَاهِدَهُ‌ عَلَى خَلْقِه»[12]

------------------------
[1] و ذلک وفقاً لتظافر الآیات الکریمة بهذا الشّأن نظیر: «يَوْمَ‌ نَدْعُوا كُلَّ‌ أُنٰاسٍ‌ بِإِمٰامِهِمْ‌» (سورة الإسراء الآیة71). و نظیر: «وَ قُلِ‌ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّٰهُ‌ عَمَلَكُمْ‌ وَ رَسُولُهُ‌ وَ الْمُؤْمِنُونَ‌ وَ سَتُرَدُّونَ‌ إِلىٰ‌ عٰالِمِ‌ الْغَيْبِ‌ وَ الشَّهٰادَةِ‌ فَيُنَبِّئُكُمْ‌ بِمٰا كُنْتُمْ‌ تَعْمَلُونَ‌» (سورة التّوبة الآیة 105). ونظیر «فَكَيْفَ‌ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ‌ كُلِّ‌ أُمَّةٍ‌ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ‌ عَلىٰ‌ هٰؤُلاٰءِ‌ شَهِيداً» (سورة النّساء الآیة 41). و نظیر «وَ كَذٰلِكَ‌ جَعَلْنٰاكُمْ‌ أُمَّةً‌ وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ‌ عَلَى النّٰاسِ‌ وَ يَكُونَ‌ الرَّسُولُ‌ عَلَيْكُمْ‌ شَهِيداً» (سورة البقرة الآیة 143).
و خبر بريد العجلي المروي في أصول الكافي أيضا ج ١ ص ١٩٠ قال: «سألت أبا عبد اللّٰه عليه السلام عن قول اللّٰه عز و جل «وَ كَذٰلِكَ‌ جَعَلْنٰاكُمْ‌ أُمَّةً‌ وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ‌ عَلَى النّٰاسِ‌» قال: نحن الأمة الوسطى و نحن شهداء اللّٰه على خلقه و حججه في أرضه، قلت: قول اللّٰه عز و جل «مِلَّةَ‌ أَبِيكُمْ‌ إِبْرٰاهِيمَ‌» قال: إيانا عنى خاصة هو سماكم المسلمين من قبل في الكتب التي مضت و في هذا القرآن ليكون الرسول عليكم شهيدا فرسول اللّٰه (ص) الشهيد علينا بما بلغنا عن اللّٰه عز و جل و نحن الشهداء على الناس، فمن صدق صدقناه يوم القيامة و من كذب كذبناه يوم القيامة».
[2] و خبر مفضل ابن عمر المروي في بصائر الدرجات في الموضع المشار اليه - الحديث ٣ قال: «قلت لأبي عبد اللّٰه عليه السلام سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض و هو في بيته مرخى عليه ستره، فقال: يا مفضل ان اللّٰه تبارك و تعالى جعل للنبي (ص) خمسة أرواح: روح الحياة فيه دب و درج، و روح القوة فيه نهض و جاهد و روح الشهوة فيه أكل و شرب و أتى النساء من الحلال، و روح الإيمان فيه أمر و عدل، و روح القدس فيه حمل النبوة، فإذا قبض النبي (ص) انتقل روح القدس فصار في الإمام عليه السلام، و روح القدس لا ينام و لا يغفل و لا يلهو و لا يسهو، و الأربعة الأرواح تنام و تلهو و تغفل و تسهو، و روح القدس ثابت يرى به ما في شرق الأرض و غربها و برها و بحرها، قلت: جعلت فداك يتناول الإمام عليه السلام ما ببغداد بيده‌؟ قال: نعم و ما دون العرش».
[3] البحار ج ٣٩ ص ٨٤ المطبوعة عام ١٣٨١ عن المناقب لابن شهرآشوب.
[4] روضة الكافي ص ٢٧٢ - الرقم ٤٠٦ الطبع الحديث مع اختلاف يسير.
[5] حیث قد برَّر هذه الرّوایات الشّائنة قائلاً: «اللّهمّ‌ إلاّ أن يقال (في تبریر هذه الرّوایات): بإمكان سقوط أداء الصلاة عنه صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم في ذلك الوقت لمصلحة علِمَها اللّٰه سبحانه (ففي خصوص النّبيّ فقط، قد سقطت فعلیّة الصّلاة آنذاک لنکتة غیبیّة إلهیّة) فإنّ‌ اشتراكه صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم مع غيره في هذا التكليف الخاصّ‌ ليس الدليلُ عليه أوضحَ من الأخبار المذكورة (إذن فلا یَجري قانون الاشتراک) حتّى يوجبَ (الاشتراک) طرحَها (بل یجب حفظ الرّوایة بحیث سنتصرَّف في دلیل الاشتراک» (رسالة في المواسعة و المضایقة ص323.)
[6] صاحب جواهر محمدحسن بن باقر. جواهر الکلام (ط. القدیمة). Vol. 13. ص76 بیروت - لبنان: دار إحياء التراث العربي.
[7] یَبدو أنّ الآية لا تُلائم محط حوارنا -السّهو من الشّیطان- لأنّها تتحدّث حول الفسّاق أو الكفّار الّذين يتولّونَه بینما الصّلحاء و المؤمنون و أقرانهم کثیراً ما تَعرُضهم الشّكوک و السّهو و الغفلات و الوسوسات ضمن الصلاة في حین أنّهم لم يَتّخذوا الشيطان وليّاً و سلطانا، فکان من الأجدر ألّا یَستشهِد بهذه الآیة الکریمة.
[8] ابن‌بابویه محمد بن علی. من لا يحضره الفقيه. Vol. 1. ص360 جماعة المدرسين في الحوزة العلمیة بقم. مؤسسة النشر الإسلامي.
[9] سورة الفرقان الآیة 7.
[10] نفس السّورة الآیة 20.
[11] و ذلک وفقاً لخبر مفضل ابن عمر المروي في بصائر الدرجات في الموضع المشار اليه مسبقاً - الحديث ٣ قال: «قلت لأبي عبد اللّٰه عليه السلام سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض و هو في بيته مرخى عليه ستره، فقال: يا مفضل ان اللّٰه تبارك و تعالى جعل للنبي (ص) خمسة أرواح: روح الحياة فيه دب و درج، و روح القوة فيه نهض و جاهد و روح الشهوة فيه أكل و شرب و أتى النساء من الحلال، و روح الإيمان فيه أمر و عدل، و روح القدس فيه حمل النبوة، فإذا قبض النبي (ص) انتقل روح القدس فصار في الإمام عليه السلام، و روح القدس لا ينام و لا يغفل و لا يلهو و لا يسهو، و الأربعة الأرواح تنام و تلهو و تغفل و تسهو، و روح القدس ثابت يرى به ما في شرق الأرض و غربها و برها و بحرها، قلت: جعلت فداك يتناول الإمام عليه السلام ما ببغداد بيده‌؟ قال: نعم و ما دون العرش».
[12] کلینی محمد بن یعقوب. الکافي (اسلامیه). Vol. 1. ص202 تهران - ایران: دار الکتب الإسلامیة.



الملصقات :


نظری ثبت نشده است .