درس بعد

المواسعة و المضایقة

درس قبل

المواسعة و المضایقة

درس بعد

درس قبل

موضوع: صلاة قضاء (المواسعه و المضایقه)


تاریخ جلسه : ١٤٠٣/١٠/١١


شماره جلسه : ۵۱

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • الجواب المَرموق علی سهو الشّیخ الصّدوق

الجلسات الاخرى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِين

الجواب المَرموق علی سهو الشّیخ الصّدوق

لقد تکلَّف الشّیخ الصّدوق بکلّ عَناء أن یُبرِّر روایات سهو النبيّ و نومه فقد فسَّر السّهوَ «بالإسهاء» و النّومَ «بالإنامة» قائلاً:

«وَ لَيْسَ‌ سَهْوُ النَّبِيِّ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ كَسَهْوِنَا لِأَنَّ‌ سَهْوَهُ‌ مِنَ‌ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌ وَ إِنَّمَا أَسْهَاهُ‌:

1. لِيُعْلِمَ‌ أَنَّهُ‌ بَشَرٌ مَخْلُوقٌ‌ فَلاَ يُتَّخَذَ رَبّاً مَعْبُوداً دُونَهُ‌.

2. وَ لِيَعْلَمَ‌ النَّاسُ‌ بِسَهْوِهِ‌ حُكْمَ‌ السَّهْو (شرعاً) مَتَى سَهَوْا.

وَ سَهْوُنَا مِنَ‌ الشَّيْطَانِ‌ وَ لَيْسَ‌ لِلشَّيْطَانِ‌ عَلَى النَّبِيِّ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ وَ اَلْأَئِمَّةِ‌ صَلَوَاتُ اللَّهِ‌ عَلَيْهِمْ‌ سُلْطَانٌ‌ «إِنَّمٰا سُلْطٰانُهُ‌ عَلَى الَّذِينَ‌ يَتَوَلَّوْنَهُ‌ وَ الَّذِينَ‌ هُمْ‌ بِهِ‌ مُشْرِكُونَ‌»[1] وَ عَلَى مَنْ‌ تَبِعَهُ‌ مِنَ‌ الْغَاوِينَ‌».[2]

و لکن هو الّذي بالتّحدید قد سَها تجاه مسألة الإسهاء -لا النّبيّ- فإنّا سنُحاجِجه بکلّ اعتزاز بعدّة هجَمات متوالِیات:

- أوّلاً: لم تَنحصِر معرفة أنّه «بشر مخلوق» بأن یوقعه الله تعالی في الإسهاء فإنّ النّاس المُتعایشِین مع النّبيّ قد أبصروا أکله و مشیه ضمن الأسواق و .... حیث قد صرّحت الآیة التّالیة: « «وَ قٰالُوا مٰا لِهٰذَا الرَّسُولِ‌ يَأْكُلُ‌ الطَّعٰامَ‌ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْوٰاقِ‌ لَوْ لاٰ أُنْزِلَ‌ إِلَيْهِ‌ مَلَكٌ‌»[3] و کذا الآیة: «وَ مٰا أَرْسَلْنٰا قَبْلَكَ‌ مِنَ‌ الْمُرْسَلِينَ‌ إِلاّٰ إِنَّهُمْ‌ لَيَأْكُلُونَ‌ الطَّعٰامَ‌ وَ يَمْشُونَ‌ فِي الْأَسْوٰاقِ‌»[4] فبالتّالي إنّ الأمّة برُمَّتها -آنذاک- قد ترسَّخت ببالهم أنّه «بشر مخلوق» فلا یَحقّ لنا أن نَعتقد بالإسهاء حتّی نُسجِّل به مخلوقیّة النبيّ صلوات علیه و آله بل یُعدّ نقصاً و نقضاً لعصمته تماماً -وفقاً للدلائل المُجوهَرة ضمن الجواهر-.

- ثانیاً: إنّ إبلاغ الحکم الشّرعيّ لا یَتحدَّد بإسهاء النبيّ إذ بوُسع المولی أن یُضیئ لنا أحکام السّهو و أبعاده عبرَ التّبیان و الإیضاح من دون أن یَتورّط الشّارع في هذه الزَّلات النَّکراء بحقّ نبیِّه صلوات الله علیه و آله.

- ثالثاً: أساساً إنّ هذه الرّوایات الواهیات لا تَنسجِم لا مع السّهو و لا الإسهاء و لا النّوم و الإنامة إطلاقاً إذ قد استَفاضت روایات متکاثرة بأنّ روح القدس سیَدعَمهم تماماً فلا یَدَعهم یَسهون.[5]

- رابعاً: إنّ الدّلیل العقليّ الذي قد بَرهن لنا عصمتَهم لا یَخضَع للتّخصیص نهائیّاً حتّی بمورد واحد -في نوم النبيّ- إذ قد استَبان بل قد تسالم الأعلام بأنّ الأدلة العقلیّة لا تَستقبل الاستثناء، فلو افترَضنا -جدلاً- استثناءً واحداً لانهارَت أرکان العصمة بأسرها إذ نقیض الموجبة الکلیّة هي السالبة الجزئیّة.

- خامساً: فلنَنتَبِه بأنّ تلک الرّوایات الموهومات لا تُقاوِم تواتر روایات الفضائل و العصمة إذ قد استَیقَنّا بها تماماً من دون أن تُخدَش أو تَتزلزل، ففي هذه الحَلبة قد صرَّح الإمام الرّضا علیه السّلام ضمن روایة مفصَّلة قائلاً: «فَهُوَ مَعْصُومٌ‌ مُؤَيَّدٌ مُوَفَّقٌ‌ مُسَدَّدٌ قَدْ أَمِنَ‌ مِنَ‌ الْخَطَايَا وَ الزَّلَلِ‌ وَ الْعِثَارِ يَخُصُّهُ‌ اللَّهُ‌ بِذَلِكَ‌ لِيَكُونَ‌ حُجَّتَهُ‌ عَلَى عِبَادِهِ‌ وَ شَاهِدَهُ‌ عَلَى خَلْقِه»[6]

- سادساً: و أخیراً، إنّ انتساب الإسهاء إلی ساحة المعصوم سیَصطدِم الإرادة التّکوینیّة و العقلیّة ضمن آیة التّطهیر فإنّه تعالی قد نصّ علی إرادة إذهاب الرّجس، فکیف أراد تعالی إسهاء المعصوم الذي یُعدّ رجساً و عیباً و قبحاً و شیناً بحقّه؟[7] فلو تسلَّمنا «الإرادة التّکوینیّة للإسهاء» حسب زعم الشّیخ الصّدوق -رحمه الله- لَعارَضت «الإرادة التّکوینیّة للتّطهیر» و من المبرَم -لدی تضارب الإرادتَین أنّ صراحة الآیة الکریمة ستَتفوّق علی تلک الرّوایات -رغم تکثُّرها- غیرَ أنّه یَستحیل أساساً تعارضُ إرادتَین تکوینیَّتَین.

تسائل: هل یُسمَح لنا أن نُخصِّص الإرادةَ التّکوینیّة للتّطهیر بواسطة تلک الرّوایات -إرادة الإسهاء- بحیث نَستَنتج بأنّه تعالی قد شاءَ تطهیرهم عن الأرجاس و العیوب إلا في إسهاء المعصوم و إینامه -صوناً لمقالة الشّیخ الصّدوق-؟

الإجابة الصّارمة:

1. أوّلاً: لیست نسبة الدّلیلین من نمَط العموم و الخصوص المطلق أبداً بل یُعدّان متکافِئَین في التّصادم.

2. ثانیاً: إنّ الإرادة التکوینیّة العقلیّة لا تَخضَع للتَّخصیص و الاستثناء بتاتاً -و ذلک وفقاً للبُرهان السّالف في «رابعاً»-.[8]

فبالتّالي و ببرکة هذه الأجوبة الصّائبة قد انهارت عقیدة الشّیخ الصدوق و انثَلَمت تبریرات صاحب الجواهر و الشّیخ الأعظم تماماً.[9]
تَحشید الرّوایات لإمحاق السّهو و الإسهاء

لقد حشَّد الشّیخ الکلینيّ بوّاباتٍ حول «الاضطرار إلی الحجّة» و... بحیث تُدلِّل بکلّ وضوح انعدام السّهو و الإسهاء تجاه المعصوم، و إلا لَلغت الحجیّة المطلقة في حقّهم بالکامل، فاستَعرضها قائلاً:

1. «بابُ الحجَّة: مُحَمَّدُ بْنُ‌ إِسْمَاعِيلَ‌ عَنِ‌ اَلْفَضْلِ‌ بْنِ‌ شَاذَانَ‌ عَنْ‌ صَفْوَانَ‌ بْنِ‌ يَحْيَى عَنْ‌ مَنْصُورِ بْنِ‌ حَازِمٍ‌ قَالَ‌: قُلْتُ‌ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ إِنَّ‌ اللَّهَ‌ أَجَلُّ‌ وَ أَكْرَمُ‌ مِنْ‌ أَنْ‌ يُعْرَفَ‌ بِخَلْقِهِ‌ بَلِ‌ الْخَلْقُ‌ يُعْرَفُونَ‌ بِاللَّهِ‌ قَالَ‌ صَدَقْتَ‌.

قُلْتُ‌: إِنَّ‌ مَنْ‌ عَرَفَ‌ أَنَّ‌ لَهُ‌ رَبّاً فَيَنْبَغِي لَهُ‌ أَنْ‌ يَعْرِفَ‌ أَنَّ‌ لِذَلِكَ‌ الرَّبِّ‌ رِضًا وَ سَخَطاً وَ أَنَّهُ‌ لاَ يُعْرَفُ‌ رِضَاهُ‌ وَ سَخَطُهُ‌ إِلاَّ بِوَحْيٍ‌ أَوْ رَسُولٍ‌ فَمَنْ‌ لَمْ‌ يَأْتِهِ‌ الْوَحْيُ‌ فَقَدْ يَنْبَغِي لَهُ‌ أَنْ‌ يَطْلُبَ‌ الرُّسُلَ‌ فَإِذَا لَقِيَهُمْ‌ عَرَفَ‌ أَنَّهُمُ‌ الْحُجَّةُ‌ وَ أَنَّ‌ لَهُمُ‌ الطَّاعَةَ‌ الْمُفْتَرَضَةَ‌.

وَ قُلْتُ‌ لِلنَّاسِ (أهل العامّة)‌ تَعْلَمُونَ‌ أَنَّ‌ رَسُولَ‌ اللَّهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ كَانَ‌ هُوَ الْحُجَّةَ‌ مِنَ‌ اللَّهِ‌ عَلَى خَلْقِهِ‌ قَالُوا بَلَى، قُلْتُ:‌ فَحِينَ‌ مَضَى رَسُولُ‌ اللَّهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ مَنْ‌ كَانَ‌ الْحُجَّةَ‌ عَلَى خَلْقِهِ‌ فَقَالُوا اَلْقُرْآنُ‌ فَنَظَرْتُ‌ فِي اَلْقُرْآنِ‌ فَإِذَا هُوَ يُخَاصِمُ (و یَستدلّ)‌ بِهِ‌ اَلْمُرْجِئُ‌ [10] وَ اَلْقَدَرِيُّ‌ وَ اَلزِّنْدِيقُ‌ الَّذِي لاَ يُؤْمِنُ‌ بِهِ‌ حَتَّى يَغْلِبَ‌ الرِّجَالَ‌ بِخُصُومَتِهِ‌ فَعَرَفْتُ‌ أَنَّ‌ اَلْقُرْآنَ‌ لاَ يَكُونُ‌ حُجَّةً‌ إِلاَّ بِقَيِّمٍ‌ فَمَا قَالَ‌ فِيهِ‌ مِنْ‌ شَيْ‌ءٍ‌ كَانَ‌ حَقّاً، فَقُلْتُ‌ لَهُمْ‌ مَنْ‌ قَيِّمُ‌ اَلْقُرْآنِ‌؟ [11] فَقَالُوا اِبْنُ‌ مَسْعُودٍ قَدْ كَانَ‌ يَعْلَمُ‌ وَ عُمَرُ يَعْلَمُ‌ وَ حُذَيْفَةُ‌ يَعْلَمُ‌ قُلْتُ‌ كُلَّهُ‌ قَالُوا لاَ؛ فَلَمْ‌ أَجِدْ أَحَداً يُقَالُ‌ إِنَّهُ‌ يَعْرِفُ‌ ذَلِكَ‌ كُلَّهُ‌ إِلاَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ وَ إِذَا كَانَ‌ الشَّيْ‌ءُ‌ بَيْنَ‌ الْقَوْمِ‌ فَقَالَ‌ هَذَا لاَ أَدْرِي وَ قَالَ‌ هَذَا لاَ أَدْرِي وَ قَالَ‌ هَذَا لاَ أَدْرِي وَ قَالَ‌ هَذَا أَنَا أَدْرِي فَأَشْهَدُ أَنَّ‌ عَلِيّاً عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ كَانَ‌ قَيِّمَ‌ اَلْقُرْآنِ‌ وَ كَانَتْ‌ طَاعَتُهُ‌ مُفْتَرَضَةً‌ وَ كَانَ‌ الْحُجَّةَ‌ عَلَى النَّاسِ‌ بَعْدَ رَسُولِ‌ اللَّهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ وَ أَنَّ‌ مَا قَالَ‌ فِي اَلْقُرْآنِ‌ فَهُوَ حَقٌّ‌ فَقَالَ‌ رَحِمَكَ‌ اللَّهُ‌.»[12]

فإنّ تسمیة الباب »بالاضطرار إلی الحجّة» یَنصُّ علی اضطرارنا إلی المعصوم الحجّة فإنّ القرآن الکریم بمفرده سیُوافِق بعض المذاهب الزّائفة أیضاً و لهذا قد توجَّب ملاحظة قیِّم معصوم عن العیوب و النُّقصان کي لا نَتزحلَق في الأغلاط و البُرکان، فنظراً لذلک لا نَتعقّل صدورُ السّهو و لا إصدار الإسهاء أبداً إذ لا یَنسجمان مع الحجّة المطلقة ذاتِ العصمة التّامّة.

2. «بَابُ‌ أَنَّ‌ الْحُجَّةَ‌ لاَ تَقُومُ‌ لِلَّهِ‌ عَلَى خَلْقِهِ‌ إِلاَّ بِإِمَامٍ‌: مُحَمَّدُ بْنُ‌ يَحْيَى الْعَطَّارُ عَنْ‌ أَحْمَدَ بْنِ‌ مُحَمَّدِ بْنِ‌ عِيسَى عَنِ‌ اِبْنِ‌ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ‌ اَلْحَسَنِ‌ بْنِ‌ مَحْبُوبٍ‌ عَنْ‌ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ‌ عَنِ‌ اَلْعَبْدِ الصَّالِحِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ قَالَ‌: إِنَّ‌ الْحُجَّةَ‌ لاَ تَقُومُ‌ لِلَّهِ‌ عَلَى خَلْقِهِ‌ إِلاَّ بِإِمَامٍ‌ حَتَّى يُعْرَفَ‌».[13]

3. «بَابٌ‌ فِي أَنَّ‌ اَلْأَئِمَّةَ‌ شُهَدَاءُ‌ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌ عَلَى خَلْقِه: الْحُسَيْنُ‌ بْنُ‌ مُحَمَّدٍ عَنْ‌ مُعَلَّى بْنِ‌ مُحَمَّدٍ عَنِ‌ اَلْحَسَنِ‌ بْنِ‌ عَلِيٍّ‌ الْوَشَّاءِ‌ عَنْ‌ أَحْمَدَ بْنِ‌ عَائِذٍ عَنْ‌ عُمَرَ بْنِ‌ أُذَيْنَةَ‌ عَنْ‌ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ‌ قَالَ‌: سَأَلْتُ‌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ عَنْ‌ قَوْلِ‌ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌: «وَ كَذٰلِكَ‌ جَعَلْنٰاكُمْ‌ أُمَّةً‌ وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ‌ عَلَى النّٰاسِ‌[14]» قَالَ‌ نَحْنُ‌ الْأُمَّةُ‌ الْوُسْطَى وَ نَحْنُ‌ شُهَدَاءُ‌ اللَّهِ‌ عَلَى خَلْقِهِ‌ وَ حُجَجُهُ‌ فِي أَرْضِهِ‌ قُلْتُ‌ قَوْلُ‌ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌: «مِلَّةَ‌ أَبِيكُمْ‌ إِبْرٰاهِيمَ‌» قَالَ‌ إِيَّانَا عَنَى خَاصَّةً‌: «هُوَ سَمّٰاكُمُ‌ الْمُسْلِمِينَ‌ مِنْ‌ قَبْلُ‌» فِي الْكُتُبِ‌ الَّتِي مَضَتْ‌ وَ فِي هَذَا اَلْقُرْآنِ‌: «لِيَكُونَ‌ الرَّسُولُ‌ شَهِيداً عَلَيْكُمْ‌[15]» فَرَسُولُ‌ اللَّهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا عَنِ‌ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌ وَ نَحْنُ‌ الشُّهَدَاءُ‌ عَلَى النَّاسِ‌ فَمَنْ‌ صَدَّقَ‌ صَدَّقْنَاهُ‌ يَوْمَ‌ الْقِيَامَةِ‌ وَ مَنْ‌ كَذَّبَ‌ كَذَّبْنَاهُ‌ يَوْمَ‌ الْقِيَامَةِ‌.»[16]

و قد قرَّرنا أسلوب الاستدلال بها ضمن الرّوایة الأولی -فلاحِظها-.

----------------------
[1] یَبدو أنّ الآية لا تُلائم محط حوارنا -السّهو من الشّیطان- لأنّها تتحدّث حول الفسّاق أو الكفّار الّذين يتولّونَه بینما الصّلحاء و المؤمنون و أقرانهم کثیراً ما تَعرُضهم الشّكوک و السّهو و الغفلات و الوسوسات ضمن الصلاة في حین أنّهم لم يَتّخذوا الشيطان وليّاً و سلطانا، فکان من الأجدر ألّا یَستشهِد بهذه الآیة الکریمة.
[2] ابن‌بابویه محمد بن علی. من لا يحضره الفقيه. Vol. 1. ص360 جماعة المدرسين في الحوزة العلمیة بقم. مؤسسة النشر الإسلامي.
[3] سورة الفرقان الآیة 7.
[4] نفس السّورة الآیة 20.
[5] و ذلک وفقاً لخبر مفضل ابن عمر المروي في بصائر الدرجات في الموضع المشار اليه مسبقاً - الحديث ٣ قال: «قلت لأبي عبد اللّٰه عليه السلام سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض و هو في بيته مرخى عليه ستره، فقال: يا مفضل ان اللّٰه تبارك و تعالى جعل للنبي (ص) خمسة أرواح: روح الحياة فيه دب و درج، و روح القوة فيه نهض و جاهد و روح الشهوة فيه أكل و شرب و أتى النساء من الحلال، و روح الإيمان فيه أمر و عدل، و روح القدس فيه حمل النبوة، فإذا قبض النبي (ص) انتقل روح القدس فصار في الإمام عليه السلام، و روح القدس لا ينام و لا يغفل و لا يلهو و لا يسهو، و الأربعة الأرواح تنام و تلهو و تغفل و تسهو، و روح القدس ثابت يرى به ما في شرق الأرض و غربها و برها و بحرها، قلت: جعلت فداك يتناول الإمام عليه السلام ما ببغداد بيده‌؟ قال: نعم و ما دون العرش».
[6] کلینی محمد بن یعقوب. الکافي (اسلامیه). Vol. 1. ص202 تهران - ایران: دار الکتب الإسلامیة.
[7] و قد تَجاهر الشّیخ الأعظم مسبقاً بهذه النّقطة المتمیِّزة أیضاً قائلاً: «وكون نفس السهو نقصاً (ذاتاً) دون نفس النوم (کما اعتقَده الشّیخ المفید، ولکنّه) لا ينافي كونَ هذا الفرد (الخاصّ) من النوم (التّارک للصّلاة) أنقصَ (و أشنعَ في حقّ النّبيّ فحسب) لكشفه عن تقصير صاحبه و لو في المقدِّمات (و هذا مرفوض في حقّ المعصوم بتّاً»
[8] ثمّ هنا قد علَّق الأستاذ المبجَّل شارحاً معنی الإرادة التّکوینیّة للتّطهیر ناقلاً عن والده المرحوم شبهةً قائلة: «لا فضیلة للإرادة التکوینیّة بالتّطهیر للمعصوم إذ لو انصبَّت هذه الإرادة الخارقة علی شخص لَسلَبت منه اختیار المعصیة و التّخلّف فبالتّالي سیُجبَر المعصوم علی الطّاعة و الامتثال دوماً و إنّما الفضیلة و الشّرف في اکتساب العصمة و وجود الاختیار لمغادَرة المعصیة.
و قد أجابه الوالد المحقّق الأستاذ: بأنّ متعلق الإرادة التکوینیة متفاوِتة:
1. فأحیاناً یرید تعالی انعدام قدرته علی الذّنب و الإثم، فحینئذ ستَنهدهم الفضیلة و سیَتَّجه الإستشکال.
2. بینما الإرادة التکوینیّة الإلهیّة قد تعلَّقت بنفس التّطهیر و إعدام الرّجس مع انحفاظ قدرتهم علی المعصیة -فهنا ستَتجلّی الفضیلة- فإنّهم علیهم السّلام یُطیقون التّمرّد و التّخلّف بکل سهولة و لکن حیث یُبصِرون واقعیّةَ قبائح الأفعال و قذاراتها بنحو متکامل، فبالتّالي قد تَجنّبوها باختیارهم الذّاتيّ، فنحن أیضاً لم نفکِّر أبداً بالخروج عریاناً أو باقتحام النار فکذلک المعصوم، فبالتّالي ستُعدّ هذه فضیلة سامیة للغایة.
[9] و بالختام أوّد أیضاً أن أجیب بإجابة رائعة تالیة: و هي أنّا لو فَتحنا بَوّابة «جواز الإسهاء» بحقّ المعصوم لَتفتَّحت للأعداء -کالبکریّة و...- مختلَف أبواب التّوجیه و التّبریر حیث سیَستغِلّون فُرَصاً وافرة لتنقیص النّبيّ و إعابته لدی بقیّة الوقائع و الأحداث کما تظافَرت روایاتهم المزیَّفة ضمن صِحاحهم المُعترَفة.
[10] المرجئة فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنّه لا يضر مع الايمان معصية و لا ينفع مع الكفر طاعة سموا مرجئة لانهم يرجئون العمل عن النية أي يؤخرونه في الرتبة عنها و عن الاعتقاد و قد تطلق المرجئة على من أخر أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) عن مرتبته و القدرى قد يطلق على الجبرى و على التفويضى. و الزنديق هو النافى للصانع أو الثنوى.
[11] في الفائق «قيم القوم من يقوم بسياسة أمورهم» و المراد هنا من يقوم بأمر القرآن و يعرف ظاهره و باطنه و مجمله و مؤوله و محكمه و متشابهه و ناسخه و منسوخه بوحى الهى أو بالهام ربانى او بتعليم نبوى.
[12] کلینی محمد بن یعقوب. الکافي (اسلامیه). Vol. 1. ص168 تهران - ایران: دار الکتب الإسلامیة.
[13] نفس الیَنبوع ص177.
[14] البقرة: ١٣٨.
[15] الحجّ‌: ٧٨-٧٩ و في المصحف «شَهِيداً عَلَيْكُمْ‌».»
[16] کلینی محمد بن یعقوب. الکافي (اسلامیه). Vol. 1. ص189 تهران - ایران: دار الکتب الإسلامیة.




الملصقات :


نظری ثبت نشده است .