موضوع: صلاة قضاء (المواسعه و المضایقه)
تاریخ جلسه : ١٤٠٣/١١/٦
شماره جلسه : ۶۲
-
دِراسة الآیة الأخیرة حول وسوسة المعصوم الشِّرِّیرَة
-
الجلسة ۱
-
الجلسة ۲
-
الجلسة ۳
-
الجلسة ۴
-
الجلسة ۵
-
الجلسة ۶
-
الجلسة ۷
-
الجلسة ۸
-
الجلسة ۹
-
الجلسة ۱۰
-
الجلسة ۱۱
-
الجلسة ۱۲
-
الجلسة ۱۳
-
الجلسة ۱۴
-
الجلسة ۱۵
-
الجلسة ۱۶
-
الجلسة ۱۷
-
الجلسة ۱۸
-
الجلسة ۱۹
-
الجلسة ۲۰
-
الجلسة ۲۱
-
الجلسة ۲۲
-
الجلسة ۲۳
-
الجلسة ۲۴
-
الجلسة ۲۵
-
الجلسة ۲۶
-
الجلسة ۲۷
-
الجلسة ۲۸
-
الجلسة ۲۹
-
الجلسة ۳۰
-
الجلسة ۳۱
-
الجلسة ۳۲
-
الجلسة ۳۳
-
الجلسة ۳۴
-
الجلسة ۳۵
-
الجلسة ۳۶
-
الجلسة ۳۷
-
الجلسة ۳۸
-
الجلسة ۳۹
-
الجلسة ۴۰
-
الجلسة ۴۱
-
الجلسة ۴۲
-
الجلسة ۴۳
-
الجلسة ۴۴
-
الجلسة ۴۵
-
الجلسة ۴۶
-
الجلسة ۴۷
-
الجلسة ۴۸
-
الجلسة ۴۹
-
الجلسة ۵۰
-
الجلسة ۵۱
-
الجلسة ۵۲
-
الجلسة ۵۳
-
الجلسة ۵۴
-
الجلسة ۵۵
-
الجلسة ۵۶
-
الجلسة ۵۷
-
الجلسة ۵۸
-
الجلسة ۵۹
-
الجلسة ۶۰
-
الجلسة ۶۱
-
الجلسة ۶۲
-
الجلسة ۶۳
-
الجلسة ۶۴
-
الجلسة ۶۵
-
الجلسة ۶۶
-
الجلسة ۶۷
-
الجلسة ۶۸
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِين
دِراسة الآیة الأخیرة حول وسوسة المعصوم الشِّرِّیرَة
لقد ترقَّینا فرسَّخنا أنّ الشّیطان لا یُطیق التّدخُّل في حریمهم الفکريّ و الإراديّ أبداً حیث قد صرَّح تعالی عن لسان إبلیس: «إلا عبادک منهم المخلَصین». فلا یُمکنه عقلاً أن یَنفُذَ فیَمُسَّ هذه المنزلة الشّامخة إطلاقاً، ففي ضوئه، قد فسَّرنا غموضَ آیات «إلقاءات الشّیطان» و «نزغه» تماماً.
و قد حان الأوان کي نُعالج الآیةَ المتشابهة التّالیة: «وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزٰاتِ الشَّيٰاطِينِ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ»[1] حیث قد ترجَم المعظَمُ «الهَمَزات» بمعنی «الوَساوِس الشّیطانیّة حینما یَحضُرون لدی المعصوم» و ذلک نظراً لتوضیحات کتب اللّغة:
1. بأنّ «الهَمَزت» جمعُ «هَمزَة» و همزة الشّیطان أي غَمزُه و بعثُه نحوَ الآثام.
2. و قد فسَّرها صحاح اللّغة أیضاً قائلاً: همزَه أي دَفعه و ضربه.
3. و قد نقَّحه الشّیخ الطّبرسيّ أیضاً قائلاً: «الهمزة شدة الدفع و منه الهمزة للحرف الذي يخرج من أقصى الحلق باعتماد شديد و دفع و همزة الشيطان دفعه بالإغواء إلى المعاصي و قوس همزي: شديدة الدفع للسّهم.»[2] و الدّاعم لهذه الدَّفعات الشّدیدة هو أنّ الآیة المجیدة قد جَمعت لفظة «الشّیاطین» هاتفةً بأنّهم أجمع قد هاجَموا المعصومَ من کلّ حَدَب و صَوب.
بینما قد فشِلَ هؤلاء المترجمون أن یَعُوا مغزی الآیة الکریمة، فإنّ صاحب المیزان قد فسَّرها بطَرافة و ظَرافة قائلاً:
«قوله تعالى: «وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ» ...... و في تفسير القميّ، عنه (ع): «أنّه ما يقع في قلبك (فهو) من وسوسة الشّياطين» و في الآيتَين (الله تعالی قد) أمرَه صلّی الله علیه و آله أن يستعيذ بربه من إغواء الشّياطين و من أن يحضُروه «و فيه إيهام إلى أن ما ابتُلي به المشركون (فهو) من الشّرك و التّكذيب من همزات الشّياطين و إحاطتهم بهم بالحضور (لا استحواذِهم علی نفس النّبيّ الأکرم و إرادته).»[3]
فعُصارة الأجوبة الصّائبة ستَتجلّی بالنِّقاط التّالية:
1. یَبدو أنّ التّفسیر المزبور منتسِبٌ إلی عليّ بن إبراهیم القميّ لا إلی نُطق المعصوم، و لهذا نُشاهد ضمن بعض نسخ الکتاب أنّه لم تَرد لفظة «علیه السّلام».
2. لم یُستظَهر من الآیة -أبداً- أنّ «الهَمَزات» قد انصبَّت علی تفکیر المعصوم و إرادته، بل حینما الشّیاطین کانوا یَحضُرون لدی محادَثات النّبيّ الأکرم فکانوا یَهمِزون الأشخاص الغاوین کالمشرکین و المنافقین، فلمّا کانوا یُکذِّبون النّبيّ فقد أصبحوا أجندةَ «الشّیاطین» و مصادیقها، فنظراً لأعدادِهم، قد جَمع تعالی لفظة «الشّیاطین» ممّا یُدلِّل علی استِتباع هؤلاء لأمر الشّیطان في سبیل صدّ النّاس و امتناعهم و تکذیبهم و استهزائهم و إیذائهم و... تجاه أهداف النّبيّ و مَتاعبه.[4]
3. أساساً إنّ الآیة قد أُنزِلَت لأجل تعلیم النّاس تجاه إغوائات الشّیطان و وَساوِسه حتّی یَمحوا آثار السّیّئات و الموانع -وفقاً لما استَورَدته روایات الفریقَین الآتیة-.
4. بل الآیة التي تَلیها ستَشهَد لتفسیرنا أیضاً: «حَتّٰى إِذٰا جٰاءَ أَحَدَهُمُ اَلْمَوْتُ قٰالَ رَبِّ اِرْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صٰالِحاً فِيمٰا تَرَكْتُ كَلاّٰ إِنَّهٰا كَلِمَةٌ هُوَ قٰائِلُهٰا وَ مِنْ وَرٰائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ.»[5] فإنّ ضمیر «أَحَدُهُمُ» یَنعطِف علی «شیاطین الإنس» و هم المشرکون و أضرابُهم بالتّحدید، فبالتّالي لم یتمّ استظهار «وقوع الهَمزة علی قلب النّبي» بتاتاً.
5. و الوَثیقة الأخری الدّاعمة لمتَّجَهنا هي روایات کتاب الدّر المنثور ناقلاً:: «قوله تعالى: «وَ قُلْ رَبِ» الآيةَ... أخرج ابن أبى شيبة ..... عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم «يُعلّمنا» كلمات نقولُهنّ عند النّوم من الفزع: بسم الله أعوذ بكلمات الله التّامّة من غضبه و عقابه و شرّ عباده و مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ و أَنْ يَحْضُرُونِ.» و (أیضاً قد) أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله: «وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ» قال: يحضرون في شي من أمري. و أخرج أحمد عن خالد بن الوليد أنه قال: يا رسول الله إنّي أجد وحشة قال: إذا أخذت مضجَعَك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه و عقابه و شر عباده و مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ و أَنْ يَحْضُرُونِ فإنّه لا يضرك و بالحَري أن لا يضرَّك».[6]
6. و الشّاهد التّالي هي بیانات صاحب الکشّاف قائلاً: «الهمز: النَّخس. و الهَمزات: جمع المَرَّة منه. و منه: مهماز الرّائض. و المعنى أنّ الشياطين «يحثون النّاس على المعاصي و يغرونهم عليها» (لا نفس النّبيّ الباطنیّة) كما تَهمِز الرّاضة (و الرّاعي) الدّوابَّ حثاً لها على المشي. و نحو الهمز «الأزّ» في قوله تعالى: «تَؤُزُّهُمْ أَزًّا» أمر بالتعوّذ من نخساتهم بلفظ المبتهل إلى ربه، المكرّر لندائه، و بالتعوذ من أن يحضروه أصلا و يحوموا حوله. و عن ابن عباس رضى اللّه عنهما: عند تلاوة القرآن. و عن عكرمة: عند النزع.»[7]
7. و المؤیِّد التّالي مقالة فخر الرّازيّ قائلاً: «اعلم أنه سبحانه لما أدب رسوله بقوله: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ»[8] أتبعه بما به يقوى على ذلك و هو الاستعاذة باللَّه من أمرين: أحدهما: من همزات الشياطين، و الهمزات جمع الهمزة، و هو الدفع و التحريك الشديد، و هو كالهز و الأز، و منه مهماز الرائض، و همزاته هو كيده بالوسوسة، و يكون ذلك منه في الرسول بوجهين: أحدهما: بالوسوسة (بینما قد رفضناه للتَّوّ) و الآخر بأن يبعث أعداءه على إيذائه (و هو الذي قد تقبَّلناه فقط) و كذلك القول في المؤمنين، لأن الشيطان يكيدهم بهذين الوجهين، و معلوم أن من ينقطع إلى اللَّه تعالى و يسأله أن يعيذه من الشيطان».[9]
Ø فرغمَ أنّ فخر الرّازيّ ضمن تفسیرته المذکورة احتَمل انتساب الوسوسة إلی النّبيّ الأکرم إلا أنّه قد أجاد ضمن آیة النّزغ، حیث قد أزالَ «شبهة الوسوسة» عن المعصوم قائلاً: «الأوّل: أنّ حاصل هذا الكلام أنه تعالى قال له: إن حصل في قلبك من الشيطان نزغ (لا أنّه قد تحقَّق) كما أنه تعالى قال: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ [الزمر: 65] و لم يدل ذلك على أنه أشرك. و قال: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا [الأنبياء: 22] و لم يدل ذلك على أنه حصل فيهما آلهة. الثاني (و هو أفضَل من سابقه): هَب أنا سلّمنا أن الشيطان يوسوس للرسول عليه السلام، إلا أن هذا لا يقدح في عصمته، إنما القادح في عصمته لو قبل الرسول وسوسته، و الآية لا تدل على ذلك (قبوله). عن الشعبي قال: «قال رسول اللَّه صَلَّى اللّه عليه و سلّم: «ما من إنسان إلا و معه شيطان» قالوا: و أنت يا رسول اللَّه قال: و أنا، و لكنّه أُسلَم بعَون اللَّه، فلقد أتاني فأخذت بحلقه، و لولا دعوة سليمان لأصبح في المسجد طريحاً» و هذا كالدلالة على أن الشيطان يوسوس إلى الرسول صَلَّى اللّه عليه و سلّم، و قال تعالى: «وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ»[10] الثالث: هب أنا سلمنا أن الشيطان يوسوس، و أنه عليه الصلاة و السلام يقبل أثر وسوسته، إلا أنا نخص هذه الحالة بترك الأفضل و الأولى.»[11]
و نلاحظ علیه بأنّ الوسواس الخنّاس لا یَنفُذ في ساحة المعصوم أبداً حتّی تصِل النّوبة إلی قبوله، و أمّا الرّوایات المذکورة فلم یَستحضِرها الشّیعة ضمن کتبهم أساساً، سوی ما استَورده صاحب البرهان ناقلاً:
«فِي كِتَابِ عِلَلِ الشَّرَائِعِ أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَبَّاسٍ عَنْ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِنَّي رُبَّمَا حَزِنْتُ فَلَا أَعْرِفُ فِي أَهْلٍ وَ لَا مَالٍ وَ لَا وَلَدٍ، وَ رُبَّمَا فَرِحْتُ فَلَا أَعْرِفُ فِي أَهْلٍ وَ لَا مَالٍ وَ لَا وَلَدٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ مَعَهُ مَلَكٌ وَ شَيْطَانٌ، فَإِذَا كَانَ فَرَحُهُ كَانَ دُنُوَّ الْمَلَكِ مِنْهُ وَ إِذَا كَانَ حَزَنَهُ كَانَ دُنُوَّ الشَّيْطَانِ مِنْهُ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَ اللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلًا وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ.»[12]
و نُجیب بأنّا لو سلَّمنا أساس صدورها لَتوجَّب تطبیقها علی غیر المعصوم نظراً للانصراف المحتوم، و لهذا إنّ آیة «الشّیطان یعدکم الفقر و یأمرکم بالفحشاء» تَهتِف جهاراً بأنّ خطابها إلی سائر العباد -دون المعصوم- نظراً للمحکَمات السّالفة نظیر: «لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاّٰ عِبٰادَكَ مِنْهُمُ اَلْمُخْلَصِينَ»[13] و «بُيُوتٍ أَذِنَ اَللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اِسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهٰا بِالْغُدُوِّ وَ اَلْآصٰالِ * رِجٰالٌ لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اَللّٰهِ وَ إِقٰامِ اَلصَّلاٰةِ وَ إِيتٰاءِ اَلزَّكٰاةِ....»[14]
-----------------------------
[1] سورة المؤمنون الآیة97-98.
[2] مجمع البيان في تفسير القرآن، ج7، ص: 185
[3] الميزان في تفسير القرآن، ج15، ص: 65
[4] و تشییداً لتفسیر الأستاذ الجلیل، لاحظ الآیة التّالیة: «وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيٰاطِينَ اَلْإِنْسِ وَ اَلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ اَلْقَوْلِ غُرُوراً. (سورة الأنعام الآیة112.). و کذا: «وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ» (سورة الفرقان الآیة 31).
[5] سورة المؤمنون الآیة التّالیة: 99-100.
[6] الدر المنثور للسّیوطيّ، ج5 ص64.
[7] الکشّاف ج3 ص98
[8] سورة المؤمنون الآیة 96.
[9] التفسير الكبير، ج23، ص: 292
[10] سورة الحج الآیة 52.
[11] التفسير الكبير، ج15، ص: 436
[12] تفسير نور الثقلين، ج1، ص: 286
[13] سورة الحِجر الآیة 39-40.
[14] سورة النّور الآیة 36-37.
نظری ثبت نشده است .