درس بعد

المواسعة و المضایقة

درس قبل

المواسعة و المضایقة

درس بعد

درس قبل

موضوع: صلاة قضاء (المواسعه و المضایقه)


تاریخ جلسه : ١٤٠٣/١١/٨


شماره جلسه : ۶۳

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • الخِتام البَهيّ لأبحاث سهو النّبيّ

  • الرّوح القدسیّة تُشکِّل العصمة العالیة

الجلسات الاخرى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِين

الخِتام البَهيّ لأبحاث سهو النّبيّ

وثمّةَ روایات متکرِّرة الأرقام ضمن یَنابیع الفِرقة البکریّة، صحیحة لدیهم، حیث تصرِّح «بالغَین» علی قلب النّبيّ قائلةً:

«روي عن النبي صلى اللّه عليه و (آله) سلم أنه قال‏: «إنه‏ لَيُغانُ‏ على‏ قلبي‏ و إنّي لأستغفر اللّه في اليوم و الليلة سبعين مرة».[1]

فرغمَ صحّتها لدی الفِرقة البکریّة و لکنّ التُّراث الشّیعيّ القدیم فارغ عنها بحمدالله تعالی.

و قد فسَّر خبراء اللّغة لفظةَ «الغَین» بمعانٍ عدیدة کالتّالي:

1. اعتقَد البعض بأنّ: الغَین هي الهالة الواقعة علی شیئ کالغُبار و الغَمام إلا أنّه یُغایر «الغیم بمعنی السَّحاب» بینما البعض الآخر قد أدمَجَهما معتقِداً بأنّ کلَیهما یَصنعان حاجزاً نظیر السّحاب الذي یُقلِّل أنوارَ الشّمس.

2. و ادّعی البعض الآخر بأنّ «الغَین» هي السّکینة و الوَقار و التّوقف، فالمُغان هو یُغشَی بغشاءٍ علی قلبه، ففي تلک الآنات لا یَنشغِل النّبيّ بالعبودیّة و التّذکّر و الخضوع بل یَتوجَّه إلی متطلَّبات النّاس فحسب فالاستغفار لإظهار العبودية والافتقار والشكر لما أولاه، لقوله تعالى «فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ».[2]

3. و قد أشار أَبو معاذ النّحويّ إلی درجات الغَین و الرَّین و الطّبع و الخَتم و القُفل، قائلاً: «الرَّیْن أَن یسودّ القلب من الذنوب،و الطَّبع أَن یُطْبَع علی القلب، و هو أَشد من الرَّیْن (کما قال تعالی: «کلا بل ران علی قلوبهم ما کانوا یکسبون») قال: و هو (أي الأشدّ هو) الختم (کما قال تعالی: «ختم الله علی قلوبهم») قال: و الإقفال أَشد من الطَّبْع، و هو أَن یُقْفَل علی القلب (کما قال تعالی: «أم علی قلوب أقفالها») و قال الزجاج: رٰانَ بمعنی غَطَّی علی قلوبهم. یقال: رَانَ علی قلبه الذنبُ إذا غُشِیَ علی قلبه»[3]

4. و قال بعض آخر:[4] «و يحتمل أنّ الغَين، وهو حال حسنة وافتقار فالاستغفار شكر لها قال المحاسبي خوف المقربين خوف إجلال وإعظام.

5. إنّ الغَین هو الهَمّ حیث إنّ همَّه کان بسبب أمّته و مصیرها و مستقبلها فکان يَستغفر لهم.

6. إنّ الغین هو شیئ یَغشی القلب -بغشاء خفیف- و لا یغطّیه -أي لا یُری داخله-.

7. إنّ الغَین هو اشتغاله بالمَنظر في مطالب أمّته وأمورهم ومحاربة العدوّ ومداراتِهم وتأليف المؤلَّفة، ونحو ذلك من معاشرة الأزواج، والأكل والشّرب والنّوم وذلك كلُّه ممّا يَحجُبه عن حضيرة القدس، وفراغه مع الله، فکان يَستغفر لأجلها.

و أمّا الإجابة النّهائیّة فهي:

· أوّلاً: یَتوجَّب أن نُمحِّص هذه الرّوایة و نقیِّمها وفقاً للمحَکمات القرآنیّة التي هي أمّ الکتاب -فالفرع یعود إلی الأمّ و الأصل- کما أسلفناه مبسَّطاً.

ثانیاً: إنّ الغَین لا یَعني «وسوسةَ الشّیطان و نفوذَه في النّبيّ» کي یَستغفر ربَّه لأجلها، بل تَعني أنّ النّبيّ کان مُغتمَّاً و منزعِجاً لأجل مُستقبَل أمّته و مئالِها و تحقّق أهدافه و آماله فبالتّالي کان یَستغفر لأمّته لا لنفسه فإنّ جَبرائیل علیه السّلام لَطالَما کان یُنبأه بما سیَحدث عقیبَ استشهاده، و لهذا قد استَوردَت یَنابیع الشّیعة أنّ‌ «رَسُولَ‌ اللّٰهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ كَانَ‌ يَتُوبُ‌ إِلَى اللّٰهِ‌ فِي كُلِّ‌ يَوْمٍ‌ سَبْعِينَ‌ مَرَّةً‌ مِنْ‌ غَيْرِ ذَنْبٍ‌».[5] فبالتّالي إنّ هذه الرّوایة تُعدّ تعریضة سدیدةً تجاه المُعتقَد البکريّ.

الرّوح القدسیّة تُشکِّل العصمة العالیة

و هناک جَمّة غفیرة من الرّوایات قد استَکشَفت لنا عن الرّوح القدسیّة التي تَصطَحِب المعصوم دوماً، فهي کالتّالي:

«بَابٌ‌ فِيهِ‌ ذِكْرُ الْأَرْوَاحِ‌ الَّتِي فِي اَلْأَئِمَّةِ‌ عَلَيْهِمُ‌ السَّلاَمُ‌:

1. مُحَمَّدُ بْنُ‌ يَحْيَى عَنْ‌ أَحْمَدَ بْنِ‌ مُحَمَّدٍ عَنِ‌ اَلْحُسَيْنِ‌ بْنِ‌ سَعِيدٍ عَنْ‌ حَمَّادِ بْنِ‌ عِيسَى عَنْ‌ إِبْرَاهِيمَ‌ بْنِ‌ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ‌ عَنْ‌ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ‌ قَالَ‌ قَالَ‌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌: يَا جَابِرُ إِنَّ‌ اللَّهَ‌ تَبَارَكَ‌ وَ تَعَالَى خَلَقَ‌ الْخَلْقَ‌ ثَلاَثَةَ‌ أَصْنَافٍ‌ وَ هُوَ قَوْلُ‌ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌: «وَ كُنْتُمْ‌ أَزْوٰاجاً ثَلاٰثَةً‌ فَأَصْحٰابُ‌ الْمَيْمَنَةِ‌ مٰا أَصْحٰابُ‌ الْمَيْمَنَةِ‌ وَ أَصْحٰابُ‌ الْمَشْئَمَةِ‌ مٰا أَصْحٰابُ‌ الْمَشْئَمَةِ‌ وَ السّٰابِقُونَ‌ السّٰابِقُونَ‌ أُولٰئِكَ‌ الْمُقَرَّبُونَ»‌[6] فَالسَّابِقُونَ‌ هُمْ‌ رُسُلُ‌ اللَّهِ‌ عَلَيْهِمُ‌ السَّلاَمُ‌ وَ خَاصَّةُ‌ اللَّهِ‌ مِنْ‌ خَلْقِهِ‌ جَعَلَ‌ فِيهِمْ‌ خَمْسَةَ‌ أَرْوَاحٍ‌ أَيَّدَهُمْ‌ بِرُوحِ‌ الْقُدُسِ‌ فَبِهِ‌ عَرَفُوا الْأَشْيَاءَ‌ وَ أَيَّدَهُمْ‌ بِرُوحِ‌ الْإِيمَانِ‌، فَبِهِ‌ خَافُوا اللَّهَ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌ وَ أَيَّدَهُمْ‌ بِرُوحِ‌ الْقُوَّةِ‌ فَبِهِ‌ قَدَرُوا عَلَى طَاعَةِ‌ اللَّهِ‌ وَ أَيَّدَهُمْ‌ بِرُوحِ‌ الشَّهْوَةِ‌ فَبِهِ‌ اشْتَهَوْا طَاعَةَ‌ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌ وَ كَرِهُوا مَعْصِيَتَهُ‌ وَ جَعَلَ‌ فِيهِمْ‌ رُوحَ‌ الْمَدْرَجِ‌ الَّذِي بِهِ‌ يَذْهَبُ‌ النَّاسُ‌ وَ يَجِيئُونَ‌ وَ جَعَلَ‌ فِي الْمُؤْمِنِينَ‌ وَ أَصْحَابِ‌ الْمَيْمَنَةِ‌ رُوحَ‌ الْإِيمَانِ‌ فَبِهِ‌ خَافُوا اللَّهَ‌ وَ جَعَلَ‌ فِيهِمْ‌ رُوحَ‌ الْقُوَّةِ‌ فَبِهِ‌ قَدَرُوا عَلَى طَاعَةِ‌ اللَّهِ‌ وَ جَعَلَ‌ فِيهِمْ‌ رُوحَ‌ الشَّهْوَةِ‌ فَبِهِ‌ اشْتَهَوْا طَاعَةَ‌ اللَّهِ‌ وَ جَعَلَ‌ فِيهِمْ‌ رُوحَ‌ الْمَدْرَجِ‌ الَّذِي بِهِ‌ يَذْهَبُ‌ النَّاسُ‌ وَ يَجِيئُونَ‌.»[7]

و قد تَمتَّعت بسند مسدَّد للغایة و الشّاهد هي الفِقرة التّالیة: «وَ أَيَّدَهُمْ‌ بِرُوحِ‌ الْقُوَّةِ‌ فَبِهِ‌ قَدَرُوا عَلَى طَاعَةِ‌ اللَّهِ‌ وَ أَيَّدَهُمْ‌ بِرُوحِ‌ الشَّهْوَةِ‌ فَبِهِ‌ اشْتَهَوْا طَاعَةَ‌ اللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌ وَ كَرِهُوا مَعْصِيَتَهُ‌».

2. «الْحُسَيْنُ‌ بْنُ‌ مُحَمَّدٍ عَنِ‌ اَلْمُعَلَّى بْنِ‌ مُحَمَّدٍ عَنْ‌ عَبْدِ اللَّهِ‌ بْنِ‌ إِدْرِيسَ‌ عَنْ‌ مُحَمَّدِ بْنِ‌ سِنَانٍ‌ عَنِ‌ اَلْمُفَضَّلِ‌ بْنِ‌ عُمَرَ عَنْ‌ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ قَالَ‌: سَأَلْتُهُ‌ عَنْ‌ عِلْمِ‌ الْإِمَامِ‌ بِمَا فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ‌ وَ هُوَ فِي بَيْتِهِ‌ مُرْخًى عَلَيْهِ‌ سِتْرُهُ‌ فَقَالَ‌ يَا مُفَضَّلُ‌ إِنَّ‌ اللَّهَ‌ تَبَارَكَ‌ وَ تَعَالَى جَعَلَ‌ فِي النَّبِيِّ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ خَمْسَةَ‌ أَرْوَاحٍ‌ رُوحَ‌ الْحَيَاةِ‌ فَبِهِ‌ دَبَّ‌ وَ دَرَجَ‌ وَ رُوحَ‌ الْقُوَّةِ‌ فَبِهِ‌ نَهَضَ‌ وَ جَاهَدَ وَ رُوحَ‌ الشَّهْوَةِ‌ فَبِهِ‌ أَكَلَ‌ وَ شَرِبَ‌ وَ أَتَى النِّسَاءَ‌ مِنَ‌ الْحَلاَلِ‌ وَ رُوحَ‌ الْإِيمَانِ‌ فَبِهِ‌ آمَنَ‌ وَ عَدَلَ‌ وَ رُوحَ‌ الْقُدُسِ‌ فَبِهِ‌ حَمَلَ‌ النُّبُوَّةَ‌ فَإِذَا قُبِضَ‌ النَّبِيُّ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ انْتَقَلَ‌ رُوحُ‌ الْقُدُسِ‌[8]فَصَارَ إِلَى الْإِمَامِ‌ وَ رُوحُ‌ الْقُدُسِ‌ لاَ يَنَامُ‌ وَ لاَ يَغْفُلُ‌ وَ لاَ يَلْهُو وَ لاَ يَزْهُو [9]وَ الْأَرْبَعَةُ‌ الْأَرْوَاحِ‌ تَنَامُ‌ وَ تَغْفُلُ‌ وَ تَزْهُو وَ تَلْهُو وَ رُوحُ‌ الْقُدُسِ‌ كَانَ‌ يَرَى بِهِ‌».[10]

--------------------------
[1] التفسير الكبير، ج‏7، ص: 114 و قد ذکرتها کتبُهم الصِّحاح أیضاً کصحیح البخاري و مسلم و...
[2] بینما هذه المعاني تَتضارَب مع الآیة الصّریحة التّالیة: «رجالٌ لا تُلهِیهِم تجارةٌ و لا بیعٌ عن ذکر الله» (سورة النّور الآیة 37)
[3] نقلاً عن لسان العرب ج۱۳ ص۱۹۳. و في امتداده أیضاً قد صرّح بعض خبراء اللّغة قائلاً: «الغين‏ هو الحجاب الرقيق الذي يزول عن كثب و مثله الغيم. و الرين هو الغليظ الذي لا يرجى زواله و لهذا جاء في الحديث‏ «إنه ليغان على قلبي» و أما الرين فمن صفة الكفار الذين صارت ملكاتهم الذميمة في غاية الرسوخ حتى أظلم سطوح قلوبهم بل دخلت الظلمة أجوافها و بلغت الكدورة صفاقها.» (تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان، ج‏6، ص: 465)
[4] و قد ذکره الأستاذ المبجَّل نقلاً عن القاضي عیّاض، و لکن لم نَعثُر علیه، و لکنّا قد ظَفرنا بمُشابهه ضمن کتاب «التحفة العلیة في شرح الخطابات الحیدریة ج۲ ص ۲۶۹».
[5] کلینی محمد بن یعقوب. الکافي (دارالحدیث). Vol. 4. ص261 قم - ایران: مؤسسه علمی فرهنگی دار الحديث. سازمان چاپ و نشر.
[6] الواقعة: ٦-١١
[7] کلینی، محمد بن یعقوب الکافي (اسلامیه)، جلد: ۱، صفحه: ۲۷۱، تهران - ایران، دار الکتب الإسلامیة
[8] انتقال هذا الروح ان حملناه على خلق آخر غير النفس فانتقاله ظاهرة و إن حملناه على النفس الكاملة، فانتقاله مجاز عن انتقال حالته و حصول شبه تلك الحالة في نفس اخرى.
[9] الزهو: الرجاء الباطل و الكذب و الاستخفاف.
[10] کلینی محمد بن یعقوب. الکافي (اسلامیه). Vol. 1. ص272 تهران - ایران: دار الکتب الإسلامیة.



الملصقات :


نظری ثبت نشده است .