درس بعد

المواسعة و المضایقة

درس قبل

المواسعة و المضایقة

درس بعد

درس قبل

موضوع: صلاة قضاء (المواسعه و المضایقه)


تاریخ جلسه : ١٤٠٣/١٠/٩


شماره جلسه : ۴۹

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • المُعتقَد الباهِر لصاحب الجواهر

الجلسات الاخرى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِين

المُعتقَد الباهِر لصاحب الجواهر

فحتّی الآن قد استَورد الجواهر بعض الرّوایات -نوم النّبيّ- ثمّ سرَد لنا مختلَفَ الآراء تجاهَها، و لکن حالیّاً سنَستعرض الرّأيَ الباهِر لصاحب الجواهر:[1]

«لكن و مع ذلك كلِّه فالإنصاف أنّه لا يجترئ على نسبته إليهم (عليهم السلام):

1. لما دل من الآيات و الأخبار[2] كما نقل على طهارة النبي و عترته (عليهم الصلاة و السلام) من جميع الأرجاس و الذنوب و تنزههم عن القبائح و العيوب و عصمتهم من العثار و الخطَل (الکلام الفاسد) في القول و العمل (نظیر الآیة إنما یرید الله لیذهب عنکنم الرجس أهل البیت و یطهرکم تطهیراً فإن الرجس هو مطلق الخباثة و الخلل و القبح، و کذا التطهیر فإنه في القمّة بلا نهایة سواء في الصغر و الکبر).

2. و بلوغِهم إلى أقصى مراتب الكمال، و أفضليَّتهم ممّن عداهم في جميع الأحوال و الأعمال (سواء في عصرهم و قبله و بعده لا في عهدهم فبالتالي لا یعقل قضاء صلاة الصّبح).

3. و أنهم تَنام أعينهم و لا تنام قلوبهم، و أنّ حالهم في المنام كحالهم في اليقظة، و أنّ النّوم لا يغيّر منهم شيئاً من جهة الإدراك و المعرفة (إلی الله تعالی).[3]

4. و أنّهم لا يَحتلِمون.

5. و لا يصيبهم لِمَّة الشّيطان (أي وسوستُه).

6. و لا يَتثاءَبون (أي لا یُصیبُه شیئٌ من التّعب و الکَسل بحیث یَفتحه فمَه تلقائیّاً و بلا إرادة، و هو بالفارسيّة: «خَمیازه») و لا يَتمطَّون (و لا یَتکبَّرون) في شيء من الأحيان.[4]

7. و أنّهم يَرون من خلفهم كما يرون من بين أيديهم.

8. و لا يكون لهم ظِلٌّ.

9. و لا يرى لهم بول و لا غائط.

10. و أنّ رائحة نَجوِهم (أي الخارج من البطن) كرائحة المسك، و أمُرِت الأرض بستره و ابتلاعه.

11. و أنهم علموا ما كان و ما يكون من أول الدّهر إلى انقراضه.[5]

12. و أنّهم جُعلوا شهداء على النّاس في أعمالهم.[6]

13. و أنّ ملائكة الليل و النهار كانوا يَشهدون مع النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) صلاة الفجر. (فکیف تَنقضي صلاة صبحه صلی الله علیه و آله)

14. و أن الملائكة كانوا يأتون الأئمة (عليهم السلام) عند وقت كل صلاة، و أنهم ما من يوم و لا ساعة و لا وقت صلاة إلا و هم يُنبِّهونهم لها ليصلّوا معهم.

15. و أنهم كانوا مؤيَّدين بروح القدس يخبرهم و يسددهم.[7]

16. و لا يصيبهم الحدثان.

17. و لا يلهو و لا ينام و لا يغفل.

18. و به علموا ما دون العرش إلى ما تحت الثرى، و رأوا ما في شرق الأرض و غربها، إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا اللّٰه، كما ورد[8] أنهم لا يعرفهم إلا اللّٰه و لا يعرف اللّٰه حق المعرفة إلا هم.

19. و ليسوا هم أقل من الدِّيكة (فحل الدّجاج) التي تصرخ في أوقات الصلوات و في أواخر الليل لسماعها صوت تسبيح ديك السماء الذي هو من الملائكة و عرفه تحت العرش و رجلاه في تخوم الأرض السابعة، و جناحاه يجاوزان المشرق و المغرب، و آخر تسبيحه في الليل بعد طلوع الفجر «ربنا الرحمن لا إله غيره»[9] ليقم الغافلون، تعالوا عن ذلك علوا كبيرا.

نعم لو أمكن دعوى ثبوت تكاليف خاصة لهم تقوم مقام هذه التكاليف اتجه دعوى جواز نومهم عنها، و ربما يومي اليه قول النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) «أصابكم فيه الغفلة» و قوله (صلى اللّٰه عليه و آله): «نمتم بوادي الشيطان» و اللّٰه أعلم بحقيقة الحال.»[10]

-------------------
[1] صاحب جواهر محمدحسن بن باقر. جواهر الکلام (ط. القدیمة). Vol. 13. ص72 بیروت - لبنان: دار إحياء التراث العربي.
[2] و هي قوله تعالى المذكور في سورة الأحزاب - الآية ٣٣ «إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ‌ لِيُذْهِبَ‌ عَنْكُمُ‌ الرِّجْسَ‌ أَهْلَ‌ الْبَيْتِ‌ وَ يُطَهِّرَكُمْ‌ تَطْهِيراً» و خبر عبد العزيز بن مسلم المروي في أصول الكافي ج ١ ص ١٩٨ الطبع الحديث، قال: «كنا مع الرضا عليه السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في يده مقدمنا، فأرادوا أمر الإمامة، و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيدي عليه السلام فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسم عليه السلام ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن آرائهم، إن اللّٰه عز و جل لم يقبض نبيه صلى اللّٰه عليه و آله حتى أكمل له الدين، و أنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء - إلى أن قال في ص ٢٠٠ -: الإمام المطهر من الذنوب و المبرإ عن العيوب - و إلى أن قال أيضا في ص ٢٠٢ - فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن من الخطايا و الزلل و العثار».
و قوله عليه السلام في زيارة الجامعة الكبيرة المعروفة: «فبلغ اللّٰه بكم أشرف محل المكرمين و أعلى منازل المقربين و أرفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لا حق و لا يفوقه فائق. إلخ».
و خبر محمد بن الأقرع المروي في كشف الغمة ج ٣ ص ٣٠٢ - الطبع الحديث - في أحوالات أبى محمد العسكري عليه السلام عن كتاب الدلائل للحميري، قال: «كتبت إلى أبي محمد عليه السلام أسأله عن الإمام هل يحتلم‌؟ و قلت في نفسي بعد ما فصل الكتاب: الاحتلام شيطنة و قد أعاذ اللّٰه أولياءه من ذلك، فرد الجواب: الأئمة حالهم في المنام حالهم في اليقظة لا يغير النوم منهم شيئا، قد أعاذ اللّٰه أولياءه من لمة الشيطان كما حدثتك نفسك».
و ما رواه الكليني (قده) أيضا في الكافي ج ١ ص ٢٦١ عن عدة من الأصحاب منهم عبد الأعلى و أبو عبيدة و عبد اللّٰه بن بشر الخثعمي أنهم سمعوا أبا عبد اللّٰه عليه السلام يقول: «إنى لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض، و أعلم ما في الجنة، و أعلم ما في النار، و أعلم ما كان و ما يكون. إلخ».
و خبر الحسن بن برة الأصم المروي في بصائر الدرجات الجزء الثاني - الباب ١٧ - الحديث ١٧ ص ٩٤ - المطبوعة عام ١٣٨٠ عن أبى عبد اللّٰه عليه السلام، قال: «سمعته يقول: إن الملائكة لتتنزل علينا في رحالنا، و تنقلب على فرشنا، و تحضر موائدنا، و تأتينا في كل نبات في زمانه رطب و يابس و تقلب علينا أجنحتها، و تقلب أجنحتها على صبياننا، و تمنع الدواب أن تصل إلينا، و تأتينا في وقت كل صلاة لتصليها معنا، و ما من يوم يأتي علينا و لا ليل إلا و أخبار أهل الأرض عندنا، و ما يحدث فيها. إلخ».
و في عيون الأخبار ج ١ ص ٢١٣ الباب ١٩ الحديث ٢ «إن الإمام مؤيد بروح القدس إلخ».
و خبر أبى بصير المروي في بصائر الدرجات الجزء التاسع الباب ١٦ - الحديث ١ ص ٤٥٥ قال: «قلت لأبي عبد اللّٰه عليه السلام جعلت فداك عن قول اللّٰه تبارك و تعالى «وَ كَذٰلِكَ‌ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ‌ رُوحاً مِنْ‌ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ‌ تَدْرِي مَا الْكِتٰابُ‌ وَ لاَ الْإِيمٰانُ‌ وَ لٰكِنْ‌ جَعَلْنٰاهُ‌ نُوراً نَهْدِي بِهِ‌ مَنْ‌ نَشٰاءُ‌ مِنْ‌ عِبٰادِنٰا وَ إِنَّكَ‌ لَتَهْدِي إِلىٰ‌ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ‌، صِرٰاطِ اللّٰهِ‌ الَّذِي لَهُ‌ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ‌ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ‌ أَلاٰ إِلَى اللّٰهِ‌ تَصِيرُ الْأُمُورُ» قال: يا أبا محمد خلق و اللّٰه أعظم من جبرئيل و ميكائيل، و قد كان مع رسول اللّٰه (ص) يخبره و يسدده و هو مع الأئمة (ع) يخبرهم و يسددهم».
[3] و خبر الحسن بن على بن فضال المروي في عيون أخبار الرضا عليه السلام ج ١ ص ٢١٣ من الطبع الحديث عن أبى الحسن الرضا عليه السلام، قال: «للإمام علامات، يكون أعلم الناس، و أحكم الناس، و أتقى الناس، و أحلم الناس، و أشجع الناس، و أسخى الناس، و أعبد الناس، و يلد مختونا و يكون مطهرا، و يرى من خلفه كما يرى من بين يديه، و لا يكون له ظل، و إذا وقع إلى الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين و لا يحتلم، و ينام عينه و لا ينام قلبه، و يكون محدثا، و يستوي عليه درع رسول اللّٰه (ص) و لا يرى له بول و لا غائط لأن اللّٰه عز و جل قد و كل الأرض بابتلاع ما يخرج منه، و يكون رائحته أطيب من رائحة المسك، و يكون أولى الناس منهم بأنفسهم. إلخ».
[4] و قد شرح ملا صالح المازندرانيّ هذه العبارة المأثورة قائلاً: « قوله (و لا يتثاءب و لا يتمطى) هذه علامة خامسة التثاؤب معروف و هو من الشيطان لانه انما يكون مع ثقل البدن و امتلائه و استرخائه و ميله الى الكسل و اعطاء النفس و شهواتها و توسع فى المطعم و الاكثار فيه فيثقل عن الطاعات و يكسل عن الخيرات كما صرح به فى النهاية و التمطى التمدد و التبختر باليدين على نحو معروف و أصل تمطى تمطط من المط و هو المد و هو أيضا من الشيطان.» (شرح الکافي ج6 ص366.).
و ذلک وفقاً لخبر زرارة المروي في أصول الكافي ج ١ ص ٣٨٨ عن أبى جعفر عليه السلام، قال: «للإمام عشر علامات يولد مطهرا مختونا، و إذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين، و لا يجنب، و تنام عينه و لا ينام قلبه، و لا يتثأب و لا يتمطى، و يرى من خلفه كما يرى من أمامه، و نجوه كرائحة المسك، و الأرض موكلة بستره و ابتلاعه، و إذا لبس درع رسول اللّٰه (ص) كانت عليه وفقا و إذا لبسها غيره من الناس طويلهم و قصيرهم زادت عليه شبرا، و هو محدث إلى أن تنقضي أيامه».
[5] و ذلک وفقاً لخبر جابر المروي في بصائر الدرجات أيضا - الجزء التاسع - الباب ١٥ - الحديث ١٢ ص ٤٥٤ قال: «قال أبو جعفر عليه السلام: إن اللّٰه خلق الأنبياء و الأئمة (ع) على خمسة أرواح: روح القوة و روح الإيمان و روح الحياة و روح الشهوة و روح القدس، فروح القدس من اللّٰه، و سائر هذه الأرواح يصيبها الحدثان، فروح القدس لا يلهو و لا يتغير و لا يلعب، و بروح القدس علموا يا جابر ما دون العرش إلى ما تحت الثرى».
[6] و ذلک وفقاً لتظافر الآیات الکریمة بهذا الشّأن نظیر: «يَوْمَ‌ نَدْعُوا كُلَّ‌ أُنٰاسٍ‌ بِإِمٰامِهِمْ‌» (سورة الإسراء الآیة71). و نظیر: «وَ قُلِ‌ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّٰهُ‌ عَمَلَكُمْ‌ وَ رَسُولُهُ‌ وَ الْمُؤْمِنُونَ‌ وَ سَتُرَدُّونَ‌ إِلىٰ‌ عٰالِمِ‌ الْغَيْبِ‌ وَ الشَّهٰادَةِ‌ فَيُنَبِّئُكُمْ‌ بِمٰا كُنْتُمْ‌ تَعْمَلُونَ‌» (سورة التّوبة الآیة 105). ونظیر «فَكَيْفَ‌ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ‌ كُلِّ‌ أُمَّةٍ‌ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ‌ عَلىٰ‌ هٰؤُلاٰءِ‌ شَهِيداً» (سورة النّساء الآیة 41). و نظیر «وَ كَذٰلِكَ‌ جَعَلْنٰاكُمْ‌ أُمَّةً‌ وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ‌ عَلَى النّٰاسِ‌ وَ يَكُونَ‌ الرَّسُولُ‌ عَلَيْكُمْ‌ شَهِيداً» (سورة البقرة الآیة 143).
و خبر بريد العجلي المروي في أصول الكافي أيضا ج ١ ص ١٩٠ قال: «سألت أبا عبد اللّٰه عليه السلام عن قول اللّٰه عز و جل «وَ كَذٰلِكَ‌ جَعَلْنٰاكُمْ‌ أُمَّةً‌ وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ‌ عَلَى النّٰاسِ‌» قال: نحن الأمة الوسطى و نحن شهداء اللّٰه على خلقه و حججه في أرضه، قلت: قول اللّٰه عز و جل «مِلَّةَ‌ أَبِيكُمْ‌ إِبْرٰاهِيمَ‌» قال: إيانا عنى خاصة هو سماكم المسلمين من قبل في الكتب التي مضت و في هذا القرآن ليكون الرسول عليكم شهيدا فرسول اللّٰه (ص) الشهيد علينا بما بلغنا عن اللّٰه عز و جل و نحن الشهداء على الناس، فمن صدق صدقناه يوم القيامة و من كذب كذبناه يوم القيامة».
[7] و خبر مفضل ابن عمر المروي في بصائر الدرجات في الموضع المشار اليه - الحديث ٣ قال: «قلت لأبي عبد اللّٰه عليه السلام سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض و هو في بيته مرخى عليه ستره، فقال: يا مفضل ان اللّٰه تبارك و تعالى جعل للنبي (ص) خمسة أرواح: روح الحياة فيه دب و درج، و روح القوة فيه نهض و جاهد و روح الشهوة فيه أكل و شرب و أتى النساء من الحلال، و روح الإيمان فيه أمر و عدل، و روح القدس فيه حمل النبوة، فإذا قبض النبي (ص) انتقل روح القدس فصار في الإمام عليه السلام، و روح القدس لا ينام و لا يغفل و لا يلهو و لا يسهو، و الأربعة الأرواح تنام و تلهو و تغفل و تسهو، و روح القدس ثابت يرى به ما في شرق الأرض و غربها و برها و بحرها، قلت: جعلت فداك يتناول الإمام عليه السلام ما ببغداد بيده‌؟ قال: نعم و ما دون العرش».
[8] البحار ج ٣٩ ص ٨٤ المطبوعة عام ١٣٨١ عن المناقب لابن شهرآشوب.
[9] روضة الكافي ص ٢٧٢ - الرقم ٤٠٦ الطبع الحديث مع اختلاف يسير.
[10] صاحب جواهر محمدحسن بن باقر. جواهر الکلام (ط. القدیمة). Vol. 13. ص76 بیروت - لبنان: دار إحياء التراث العربي.




الملصقات :


نظری ثبت نشده است .