درس بعد

المواسعة و المضایقة

درس قبل

المواسعة و المضایقة

درس بعد

درس قبل

موضوع: صلاة قضاء (المواسعه و المضایقه)


تاریخ جلسه : ١٤٠٣/١١/٢


شماره جلسه : ۶۱

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • ‌‌تَتمیم الاستدلال البُرهانيّ تجاه النَّزغ الشّیطانيّ

الجلسات الاخرى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِين

‌‌تَتمیم الاستدلال البُرهانيّ تجاه النَّزغ الشّیطانيّ

لازِلنا نَتحاوَر حول آیة النّزغ الشّیطانيّ، حیث:

1. إنّه تعالی قد خَتم الآیة معلِّلاً قائلاً: «إنّه سمیع علیم» فیُعدّ قرینة أخری علی معرفته تعالی بنزغ من جانب الشّیطان علی المعاندین و الجاهلین الهادِمین لأمنیّات النّبيّ و أهدافه، فلا یَرتبط التّعلیل ب «فاستعِذ بالله» إذ لا یَتلائمان بل یرتبط بعبارة «من الشّیطان نزغ».[1]

2. فلو عارَضتنا روایة دالة علی «وسوسة المعصوم» لَتوجَّب تبریرُها بشَکل مّا أو نبذُها تماماً، نظراً للعصمة المطلقة العقلیّة، و للآیات المحکَمات السّالفة، و للقوّة القدسیّة -روح القدس- التي یَمتلکونها[2] فکما أنّا لا یَخطُر ببالنا أبداً أن نَخرُج أمامَ النّاس بحالة عریانیّة و لا یَطرُق أذهانَنا أیضاً أن نَتذوَّق القَذارات بتاتاً، بحیث لا نوسوَس بهذه الأفاعیل، فما بالُک بساحة المعصوم النّورانیّة -قبالَ ظلمة الوسوسة- حیث قد صرّحت الرّوایات أنّهم دوماً بمحضر الله تعالی حتّی أثناء منامهم، فهذه فضیلة إلهیّة تکوینیّة تماماً بحدّ لا تَخضَع للتّخصیص[3] -کما أسلفنا مبسَّطاً- فمن هذا المُنطَلَق قد تَجاهَر تعالی قائلاً: «إنّ عبادي لیس لک علیهم سلطانٌ و کفَی بربِّک وکیلاً»[4] و ممّا یدعم تفکیرنا تجاه معنی «النَّزغ» هي مقالة «تفسیر أطیَب البیان فی تفسیر القرآن» للسّیّد عبد الحسین الطّیّب (۱۳۷۰ق) -بالفارسیّة-.[5]

3. و في هذا النَّسق أیضاً قد وردت روایة لم تَنسِب النّزغ إلی تفکیر النّبيّ أساساً، فهي کالتّالي: «قَالَ اِبْنُ زَیْدٍ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآیَهُ (اَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِینَ) قَالَ اَلنَّبِیُّ صَلَّی اَللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: کَیْفَ یَا رَبِّ اَلْغَضَبُ؟ فَنَزَلَ قَوْلُهُ: وَ إِمّا یَنْزَغَنَّکَ مِنَ اَلشَّیْطانِ نَزْغٌ.»[6] فقد کان الغَضب یَشتعِل من قِبل الجَهَلة و المَرَدة کي یُثیروا العداوة و المَقتة، فبالتّالي لا یَرتبط النّزغ بنفس النّبيّ الباطنیّة إطلاقاً.

4. و في هذه الحَلبة أیضاً قد استَذکر فخر الرّازيّ روایة أخری قائلاً: «وروى الحاكم بسنده عن سليمان بن صرد قال: «استَبَّ رجلان عند النّبيّ (صلی الله علیه و آله و شَتَما بعضهما) فأشتدَّ غضب أحدهما فقال النّبيّ: إنّي لأعلَمُ كلمةً لو قالها (الغاضب) لذَهَب عنه الغضب: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم فقال الرّجل: أمجنونٌ تَراني؟ فتَلا رسولُ الله صلی الله علیه و آله «وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ».[7] فقد استَبان شأن نزول الآیة و أبعادها أیضاً حیث إنّ الغضب قد اعتراهُم من الخارج نتیجةَ النّزغ و الإفساد بین اثنَین -کما أمضَینا معناه- فبالتّالي قد أصابَ الغیرَ، لا نفس رسول الله.

5. و في هذا الاتّجاه أیضاً لو تَدبَّرنا في الآیة التّالیة: «إِنَّ الَّذِینَ یُجادِلُونَ فِی آیاتِ اللَّهِ بِغَیْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِی صُدُورِهِمْ إِلَّا کِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِیهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ»[8] لوَجدناها تُناهِز آیتَنا المبحوثة، فإنّه تعالی یأمر بالاستعاذة من «الکبر العارض علیهم المانع عن تقبّل الحقّ» حیث قد عرَض علی قلوب المجادلین الجاهلین، لا علی إرادة النّبيّ و أفکاره.

6. و أمّا الرّوایة التّالیة: «وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ‏ ثمّ قال:‏ وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ‏، قال: إن عَرَض في قلبك منه شي‏ء و وسوسة فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ،‏ ثمّ قال:‏ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا- فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ‏، قال: و إذا ذكَّرهم الشيطان المعاصيَ و حملَهم عليها يذكرون الله فإذا هم مبصِرون، قال: و إذا ذكّرهم الشّيطان‏ وَ إِخْوانُهُمْ‏ من الجن‏ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُون...»[9] فلو سلَّمنا انتساب الکتاب إلی عليّ بن إبراهیم و تمامیّة أسانیده، و لکن لا تَبدو الإجابة صادرةً عن فم المعصوم علیه السّلام بل المُستَظهَر هو أنّ صاحب الکتاب بقلمه قد فسَّرها.

--------------------------
[1] و لکن یَبدو جلیّاً أنّه خلاف الظّهور فإنّ فِقرة «سمیع بصیر» تعلیل للاستعاذة تماماً، و لا یَخدِش مراد الأستاذ المعظَّم أیضاً لأنّه تعالی سیَنسخ و یَمسَح إلقائات الشّیطان و نزغاته الواردة علی الکفّار و الجاهلین و المنافقین ببرکة الاستعاذة.
[2] بل و في هذه المسیرة الحسّاسة قد صرّحت بعض الرّوایات بانعدام السّهو و شتّی الموانع کالوسوسة و... ببرکة روح القدس حیث قد ورد خبر مفضل ابن عمر المروي في بصائر الدرجات الحديث ٣ قال: «قلت لأبي عبد اللّٰه عليه السلام سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض و هو في بيته مرخى عليه ستره، فقال: يا مفضل ان اللّٰه تبارك و تعالى جعل للنبي(ص) خمسة أرواح: روح الحياة فيه دب و درج، و روح القوة فيه نهض و جاهد و روح الشهوة فيه أكل و شرب و أتى النساء من الحلال، و روح الإيمان فيه أمر و عدل، و روح القدس فيه حمل النبوة، فإذا قبض النبي (ص) انتقل روح القدس فصار في الإمام عليه السلام، و روح القدس لا ينام و لا يغفل و لا يلهو و لا يسهو، و الأربعة الأرواح تنام و تلهو و تغفل و تسهو، و روح القدس ثابت يرى به ما في شرق الأرض و غربها و برها و بحرها، قلت: جعلت فداك يتناول الإمام عليه السلام ما ببغداد بيده‌؟ قال: نعم و ما دون العرش».
[3] بأن یَتصوَّر مَعتُوهٌ أنّ الله تعالی قد أذهب عنهم مطلق الرّجس و الظّلمة و سلطان الشّیطان سوی في مورد الوسوسة و النّزغ، فهذه مقالة تُضحِک الثَّکلی حقیقةً، و قد أکَّد الأستاذ المبجَّل مسبقاً بأنّ الدّلیل العقليّ الذي قد بَرهن لنا «عصمتَهم» لا یَخضَع للتّخصیص نهائیّاً حتّی بمورد واحد -في نوم النبيّ- إذ قد استَبان بل قد تسالم الأعلام بأنّ الأدلة العقلیّة لا تَستقبل الاستثناء، فلو افترَضنا -جدلاً- استثناءً واحداً لانهارَت أرکان العصمة بأسرها إذ نقیض الموجبة الکلیّة هي السالبة الجزئیّة.
[4] سورة الإسراء الآیة 65.
[5] حیث قد تحدّث بالفارسیّة قائلاً: «وَ إِمَّا یَنْزَغَنَّکَ مِنَ الشَّیْطانِ نَزْغٌ مفسرین نوعا تفسیر کردند بوساوس شیطان و این معنی غلط صرف است زیرا شیطان به قلب مطهر او راه ندارد ..... و اللَّه العالم اینکه مراد وساوس شیطان است به قلوب کفار و مشرکین در اذیت و اهانت بآن حضرت که اذیت و آزارها انسان را از جا میکند چنانچه در آیات قبل هم داشتیم که دستور صبر و بردباری و دفع بالتی هی احسن داده شده، فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ پس پناه ده خود را بخداوند متعال تا خداوند شر آنها را از تو دفع فرماید چنانچه میفرماید: إِنَّ الَّذِینَ یُجادِلُونَ فِی آیاتِ اللَّهِ بِغَیْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِی صُدُورِهِمْ إِلَّا کِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِیهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ سورة الغافر الآیة56.».
[6] تفسیر نور الثقلین , جلد 2 , صفحه 111.
[7] روح المعاني :24/ 125
[8] سورة الغافر الآیة ۵۸..
[9] تفسير القمي، ج‏1، ص: 254




الملصقات :


نظری ثبت نشده است .