درس بعد

الاوامر

درس قبل

الاوامر

درس بعد

درس قبل

موضوع: مادة الأمر و صیغته


تاریخ جلسه : ١٤٠٢/٨/٢٨


شماره جلسه : ۳۰

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • لبّ مقالةِ المحقق الاصفهانيّ

  • إکمال محاورة المحقق الاصفهانيّ

الجلسات الاخرى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ

لبّ مقالةِ المحقق الاصفهانيّ
یعتقد المحقق بأن مستهدَفَ الأشاعرة من الکلام النفسيّ هو أن النفس (الإنسانيّ أو الإلهيّ) تکتَنِف بجوفها صفةً أخری غیرَ الإرادة، فلو عُدّت تلک الصفة من مقولة الوجود فإمکانیةُ وجود تلک الصفة متعقَّلةٌ إذ النفس الباطنیةُ تُولّد بداخلها تلک الصفة التي عبارة عن الکلام النفسيّ، إلا أن هذه النقطة لا تُجدي نفعاً للأشاعرة إذ إنهم یَرمُزون إلی إثبات الکلام النفسي الذي یُعدّ مدلولاً للکلام اللفظيّ، بینما لو اعتقدنا وجوده النوريّ أو أنه من مقولة الماهیة، لانحصر الکلام النفسيّ ضمن الکیفیات النفسانیة فقط وهي نفس الإرادة الباطنیة.

و اللافت للأنظار هو أن المحققيِ النائینيّ والاصفهانيّ و السید البروجرويّ قد تقاربت و دنت جداً مقالتهم مع بعضٍ، قبالاً للشیخ الآخوند، و هذه واقعة فریدة من نوعها، حیث إن المحقق النائیني یصرّح:

لا ينبغي الإشكال في أنّ هناك وراء الإرادة أمر آخر (خلافاً للشیخ الآخوند) يكون هو المستتبعَ لحركة العضلات و يكون ذلك من أفعال النّفس، و إن شئت سمّه بحملة النّفس، أو حركة النّفس، أو تصدّى النّفس، و غير ذلك من التّعبيرات.
 
إکمال محاورة المحقق الاصفهانيّ
و أما استحالة مدلوليته (الکلام النفسيّ) للكلام اللفظي، فلأن المدلولية للكلام ليس إلا كونُ اللفظ واسطةً للانتقال من سماعه إليه، و هذا شأن الماهية، والوجود الحقيقي (نظیر الکلام النفسيّ) -عينيا كان أو نوريا إدراكياً- غيرُ قابل للحصول في المدارك الإدراكية.

وبتحریر أحری: إن تصوّر الماهیة کالإنسان، یقود الذهنَ إلی معنی محدّد فهذا هو وظیفة المدلولیة، وعلیه، فالطلب الذي یعدّ من أفعال النفس لا قابلیةَ لوضعه و جعله لهذا الکلام الصادر مثلاً، إذ الفعل لیس مصداقاً لذلک اللفظ بل هو مرآة له، فالکلام النفسي الذي لا یعدّ فعلاً من الأفعال لا یصبح مدلولاً للکلام اللفظيّ لأنه علم حضوريّ لا أهلیةَ له للتصوّر لکي یوضَع لفظ للکلام النفسيّ، و نستعین لهذه النقطة من تصریحات المحقق الاصفهانيّ مسبقاً، حیث قال:

و نفس وجودها الحقيقي عين حضورها للنفس، بل هذا حال كل معلول بالنسبة إلى علته؛ حيث إن وجوده عين ارتباطه به، و هو أفضل ضروب العلم؛ إذ ليس العلم إلا حضورَ الشي‏ء، و أيّ حضور أقوى من هذا الحضور؟ (فلا قابلیة لوضع الکلام النفسي إذن) فتوهم انحصار موجودات عالم النفس في الكيفيات النفسانية بلا وجه، لما عرفت سابقا، فلا يعقل الوضع له (الکلام النفسيّ) و لا الانتقال باللفظ إليه، إلا بالوجه و العنوان (أي عنوان الفعل النفسيّ فقط) و مفروض الأشعري مدلوليته (الکلام النفسيّ) بنفسه للكلام اللفظيّ، لا بوجهه و عنوانه، هذا كله إذا كان الكلام على وجه يناسب علم الكلام.

و إن كان النزاع في مدلول الصيغة -كما هو المناسب لعلم الاصول- فالتحقيق: أن مدلول صيغة (افعل) و أشباهها ليس الطلب الانشائي، و لا الإرادة الانشائية، بل البعث المأخوذ على نحو المعنى الحرفي، و المفهوم الأدويّ، كما أشرنا إليه في أوائل التعليقة، و سيجي‏ء- ان شاء اللّه تعالى- عما قريب، و البعث الموجود بوجوده الإنشائي ليس من الطلب و الإرادة في شي‏ء، و لا يوجب القول به إثبات صفة نفسانية أو فعل نفساني يكون مدلولا للكلام اللفظي، إلا بتوهم: أن الانشاء إيجاد أمر في النفس، و سيجي‏ء تحقيق نحو وجود الأمر الإنشائي إن شاء اللّه تعالى‏[1].

و أما أنّ مدلول الصيغة هو البعث تقريبا، دون الإرادة الانشائية، فيشهد له الوجدان‏[2]، فإنّ المريد لفعل الغير، كما أنه قد يحرّكه و يحمله عليه تحريكا حقيقيا و حملا واقعيا، فيكون المراد ملحوظا بالاستقلال، و التحريك- الذي هو آلة إيجاده خارجا- ملحوظا بالتبع. كذلك قد ينزل هيئة (اضرب) منزلة التحريك‏ الملحوظ بالتبع، فيكون تحريكا تنزيليا يقصد باللفظ ثبوته، و لذا لو لم يكن هناك لفظ لحرّكه خارجا بيده نحو مراده، لا أنه يظهر إرادته القلبية، مع أن تحقيق هذا الأمر ليس فيه فائدة اصولية.

---------------------
[1] في التعليقة: 150 من هذا الجزء.
[2] قولنا:( فيشهد له الوجدان ... الخ). فإن الانسان بعد اشتياقه لفعل الغير الذي هو تحت اختياره يقوم بصدد تحصيله منه: إما بالبعث إليه، أو بايجاد الداعي له، و نحوهما، فيناسبه وضع الهيئة لمثل هذه الامور حتى تكون الهيئة بعثا تنزيليا أو جعلا للداعي تنزيلا، و أما إنشاء الإرادة مع تحقّق نفس الارادة، فهو أجنبي عن ذلك؛ لأنّ وجودها الواقعي حاصل، و مع ذلك يحتاج إلى توسّط أمر آخر، فكيف يتوسّط بينها و بين المراد إنشاء مفهوم الارادة؟ فتدبر، فإنه حقيق به( منه عفي عنه).




الملصقات :


نظری ثبت نشده است .