موضوع: مادة الأمر و صیغته
تاریخ جلسه : ١٤٠٣/١/٢٦
شماره جلسه : ۷۵
-
تذکیرٌ للأبحاثِ الماضیة
-
اصطفاءُ مقالةِ المحقّق الخمینيّ
-
الجلسة ۱
-
الجلسة ۲
-
الجلسة ۳
-
الجلسة ۴
-
الجلسة ۵
-
الجلسة ۶
-
الجلسة ۷
-
الجلسة ۸
-
الجلسة ۹
-
الجلسة ۱۰
-
الجلسة ۱۱
-
الجلسة ۱۲
-
الجلسة ۱۳
-
الجلسة ۱۴
-
الجلسة ۱۵
-
الجلسة ۱۶
-
الجلسة ۱۷
-
الجلسة ۱۸
-
الجلسة ۱۹
-
الجلسة ۲۰
-
الجلسة ۲۱
-
الجلسة ۲۲
-
الجلسة ۲۳
-
الجلسة ۲۴
-
الجلسة ۲۵
-
الجلسة ۲۶
-
الجلسة ۲۷
-
الجلسة ۲۸
-
الجلسة ۲۹
-
الجلسة ۳۰
-
الجلسة ۳۱
-
الجلسة ۳۲
-
الجلسة ۳۳
-
الجلسة ۳۴
-
الجلسة ۳۵
-
الجلسة ۳۶
-
الجلسة ۳۷
-
الجلسة ۳۸
-
الجلسة ۳۹
-
الجلسة ۴۰
-
الجلسة ۴۱
-
الجلسة ۴۲
-
الجلسة ۴۳
-
الجلسة ۴۴
-
الجلسة ۴۵
-
الجلسة ۴۶
-
الجلسة ۴۷
-
الجلسة ۴۸
-
الجلسة ۴۹
-
الجلسة ۵۰
-
الجلسة ۵۱
-
الجلسة ۵۲
-
الجلسة ۵۳
-
الجلسة ۵۴
-
الجلسة ۵۵
-
الجلسة ۵۶
-
الجلسة ۵۷
-
الجلسة ۵۸
-
الجلسة ۵۹
-
الجلسة ۶۰
-
الجلسة ۶۱
-
الجلسة ۶۲
-
الجلسة ۶۳
-
الجلسة ۶۴
-
الجلسة ۶۵
-
الجلسة ۶۶
-
الجلسة ۶۷
-
الجلسة ۶۸
-
الجلسة ۶۹
-
الجلسة ۷۰
-
الجلسة ۷۱
-
الجلسة ۷۲
-
الجلسة ۷۳
-
الجلسة ۷۴
-
الجلسة ۷۵
-
الجلسة ۷۶
-
الجلسة ۷۷
-
الجلسة ۷۸
-
الجلسة ۷۹
-
الجلسة ۸۰
-
الجلسة ۸۱
-
الجلسة ۸۲
-
الجلسة ۸۳
-
الجلسة ۸۴
-
الجلسة ۸۵
-
الجلسة ۸۶
-
الجلسة ۸۷
-
الجلسة ۸۸
-
الجلسة ۸۹
-
الجلسة ۹۰
-
الجلسة ۹۱
-
الجلسة ۹۲
-
الجلسة ۹۳
-
الجلسة ۹۴
-
الجلسة ۹۵
-
الجلسة ۹۶
-
الجلسة ۹۷
-
الجلسة ۹۸
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
تذکیرٌ للأبحاثِ الماضیة
لم نَزَل نَتحاوَر حولَ شُبهةِ الجَبر -وهي أنّ إرادةَ الإنسان إمّا مسبوقةٌ بإرادةِ الله تعالی بحیث ستَستَتبِعُ القهرَ والجبر، فلا یُعقَل أيُّ تکلیفٍ و ثوابٍ و عقابٍ نهائیّاً، و إمّا مسبوقةٌ بإرادتِه الأخری بحیث سیُنتِجُ التّسلسلَ-
و قد استَطلَعنا إجابةَ صاحبِ الکفایة -ضمنَ موطنینِ- تماماً، إلا أنّه قد فشِلَ في طَمسِ الجَبر بل قد تَزحلَقَ فیه.
ثمّ تَطرّقنا إلی تحقیقةِ المحقّقِ الاصفهانيّ[1] -و کنّا قد اصطَفَینا مقالتَه في الدّورة الأصولیّة الماضیةِ- ثمّ طَرَحنا مُعتقَدَ المحقّق النّائینيِّ أیضاً بضمِّ إشکالاتِه تماماً، ثم استَعرَضنا بیاناتِ المحقّقینَ الدّاماد و البُروجردي و الخُمینيِّ -و نَجلِه أیضاً-
فمثلاً إنّ المحقّق البروجرديّ[2] قد انتَمی إلی مُعتقَدِ المحقّق النّائینيّ أیضاً بحیث قد أعادَ الإرادةَ إلی عنصرِ الاختیارِ و قد اعترَضنا علیه مسبقاً بأنّا لا نَمتَلِکُ عنصراً رابعاً عقیبَ الإرادةِ یُسمّی بالاختیار، بل لو تَسلّمنا وجودَ الاختیارِ لتَسائَلناه حینئذٍ بأنّه من أینَ جاءَ هذا الاختیار فلو جاءَ نَبَعَ عن اختیارٍ آخرَ لتَسلسلَ و لو نَبَع عن اختیارِ الله تعالی لوقعنا في الجبر.
و أمّا العائدةُ الهامّةُ من هذه الأبحاثِ، فستُجدي لنا التّفقُّهَ في أمثالِ الآیاتِ التّالیة: «و إن تصبهم حسنةٌ یقولوا هذه من عند الله و إن تصبهم سیئةٌ یقولوا هذه من عندِک قل کلٌ من عند الله فما لهؤلاءِ القومِ لا یَکادونَ یَفقهونَ حدیثاً * مٰا أَصٰابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِ وَ مٰا أَصٰابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ»[3] و کذا الآیةُ: «وما رمیت إذ رمیتَ و لکنّ الله رمی و لیُبليَ المؤمنینَ منه بلاءً حسناً»[4] و کذا الآیةُ «ما تشاؤونَ إلا أن یَشاءَ الله»[5] فببرکةِ هذه المُناقشاتِ سیَنجلي ظهورُ الآیةِ الکریمة تماماً لأنّها تِشیرُ إلی مَکتبِ "الأمرِ بین الأمرین" بحیث إنّ فاعلیّةِ الإنسانِ تَتشارَک مع فاعلیّةِ الله جلّ و علا، لا التّفویض للإنسانِ بنحوٍ تامّ و لا الجبر الإلهيّ بلونٍ مطلقٍ.
اصطفاءُ مقالةِ المحقّق الخمینيّ
و عقیبَ الاستشکالاتِ التي أوردناها تجاه بیاناتِ الأعلامِ، قد قادَنا المقامُ کي نَنغَمِرَ في دقّةِ المحقّق الخمینيّ حیث قد أجادَ الإجابةَ علی الجَبرِ بل قد تَفوَّقَ علی تحقیقةِ المحقّقِ الاصفهانيّ تماماً لأن المحقّقَ الاصفهانيّ لم یُبالِ بمنشأِ الإرادةِ فسواءٌ جاءَتِ الإرادةُ الإنسانیّةِ من إرادةٍ ممکنةٍ أخری أم من إرادةٍ أزلیّةٍ فإنّ الإنسانَ یُعدّ مختاراً في انتخابِ أحدِ الطّرفینِ ثمَّ جاءَ بالنَّقض علی الفعلِ الإراديّ الإلهيِّ بأنّ اللهَ مُختارٌ بالإرادةِ تماماً بلا تسلسلٍ و لا جبرٍ في إرادتِه.
و لکن نُلاحظُ علیه بأنّ الفعلَ الإلهيَّ لیس محطَّ النّزاعِ أساساً لأنّه مسلّمٌ عقلاً بل یَرتَکِزُ الإشکالُ علی إرادةِ الإنسانِ المُمکنة حیث إنَّ الممکنَ بحاجة إلی العلّة فیَتجَدَّد المحذورُ -التّسلسل أو الجبر- بینما إرادةُ الله تُعدُّ ذاتیّةً بلا حاجة إلی علّةٍ، فبالتّالي إنّ المحقّقَ الاصفهانيَّ لم یَحُلّ عُقدةَ الإشکالِ -نظیر الأسفار-
و لهذا قد توصّلنا إلی منهجِ المحقّق الخمینيِّ بأنّ الأفعالَ الإنسانیّةَ علی نَمَطَینِ:
1. بعضُها بحاجة إلی آلیّات مادیّةٍ و جرمانیّةٍ.
2. وبعضُها مجرَّدةٌ عن الآلات نظیرُ خلقِ التّصورات بحیث یخلُقُها الذّهنُ البشريُّ غَنیّاً عن المقدّمات و الوسائل إذ جوهرةُ النّفسِ تُعدُّ مجرّدةً -غیرَ مرکَّبة-.
فبالتّالي ستُصبِحُ فاعلةً بالعِنایة و فاعلةً بالتَّجليّ، و قد خلَقَها الله علیّتَها -للأمور الباطنیّةِ- بنحوٍ قد أصبَحتِ معالیلُها مکنونةً في ذاتِ الإنسانِ یَخلقُها بنفسه کیفَما شاء، فلو تَوجَّهتِ النّفسُ إلی جوفِها -تفصیلاً- لَتحقَّقتِ المَعالیلُ الإجمالیّة -کالإرادةِ و التّصوّر- حسبَ مُتَطلَّبِها تماماً، إذ نمطُ النّفسِ هو التّجرّدُ فببرکتِه قد تَوفّرَت المَعالیلُ الباطنیّةُ في النفس بلا وسائطَ و وسائلَ، بل بمحضِ التّصور أو الإرادةِ أو... سیَتولّدُ المطلوبُ في النّفس، بلا حاجةٍ لتَسلسلِ الإرادات و لا لتکاثُرِ التّصوّراتِ.
فمن هذا المُنطَلَق، قد اتّضَح أنّ هناک فارقاً ظریفاً ما بین العَزم و الإرادةِ -من أوصاف الفعليِّ للنفس- و بینَ الحُبّ و البُغضِ -من أوصافِ الانفعاليّ للنّفس- فإنّ النفسَ في البِدایةِ تَخلُقُ الإرادةَ بلا مقدّماتٍ بخلافِ الحبّ و البُغض فإنّهما انفعالیّانِ، ولهذا لو ماتَ الإنسانُ لتَحرَّرتِ النّفسُ عن قید المادّة -البدن المرکّب- و لَازدادَ تشرُّفها علی العالم بحیث ستَتکاثُر سعةُ معلوماتِها تجاه الأشیاء و الحوادِث.
فبالنّهایة، إنّ الله سبحانَه قد استَودَعَ قبائِحَ الأعمال و محاسنَها في جوفِ الإنسانِ بنحو الإجمال حیث قال تعالی: «فألهَما فجورَها و تقواها».[6] فجَذرُ الاختیارِ هو عینُ خلاقیَّة النّفس للإرادةِ و عینُ فاعلیّةِ النّفسِ لانتخابِ أحد الطّرفَینِ فإنَّ هذه العملیّةَ ناتجةٌ من أفعال النّفس -وفقاً للمحقّق النائینيّ و الاصفهانيّ- لا من أوصاف النفس، فلا تَحتاج إلی مسبوقیّةِ إرادةٍ أخری أو إرادةٍ أزلیّة قهریّة.
و هناک مؤیِّداتٌ نقلیّةٌ أخری تَدعَم مقالة المحقّق الخمینيّ، سنسشر إلیها لاحقاً.
-------------------
[1] حیث قد أناطَ اختیارَ الإنسانِ -و الفعلَ الإراديّ- علی سبقِ مطلقِ الإرادة سواءٌ نَبَعتِ الإرادةُ من إرادةٍ ممکنةٍ أخری أم من إرادة أزلیّة قهریّةٍ، و حیث إنّ الإرادة تُعدّ من الصفاتِ النّفسانیّة فبالتّالي إنّ نفسَ الإنسانِ هي التي تُریدُ و لا تُرید، فصرّح بأنّ هذا المِقدار من الاختیار سیَضرِبُ الجبرَ و الانقهارَ.
[2] و قد استَعرضنا سلالةَ مقالتِه مسبقاً: 1. إنَّ دارَ الکَون یدورُ مدارَ العِلل و الأسباب فحسب. 2. إنّ الجعلَ البسیطَ الإلهيّ قد تعلَّقَ بخلقِ العلّة و السبّب فحسب لا بجعل العلیّةِ التي هي ذاتیّةُ الشّیئ إذ لا قابلیةَ لها لجعلِ الجاعلِ إطلاقاً -لا بسیطاً و لا غیرَه- 3. إنّ أفعال الإنسانِ تَصدُر عن اختیاره لا عن عنصر الإرادة -سواء الإرادة الإلهیّةُ أو غیرُها- کي نَقَعَ ضمنَ نزاعِ الجبر. 4. إنّ قوّةَ الاختیار تُعدُّ من ذاتیّات النّفس البشريّ، فالنّفسُ هي التي تَخلُق هذا العنصرَ النَّبیلَ فحسب، وحیث إنّ الجسمَ البشريّ قد ترکَّبَ من المادیّات الحَجیمةِ، فعنصرُ الرّوحِ البشريّ أیضاً قد خُلِقَ من حقائقَ لطیفةٍ حیث یَمیل إلی جَهَتيِ المَلکوتِ و العالَمِ الأسفَلِ، فاختیارُه لأحدِ الصَّوبَینِ یُعدّ من من ذاتیّات النّفس البشريّ و مُمیّزاتِه عن الحَیَوان بتاتاً. 5. إن ضابطةَ الاختیاریّةِ هي أنّ الفعلَ مسبوقٌ بنفس عملیّةِ الاختیار لا مسبوقٌ بالإرادة کما زعَمَه الشیخ الآخوند و الفلاسفةُ کي یُنتِجَ مأساةَ الجبرَ.
[3] سورة النّساء الآیة 78 و 79.
[4] سورة الأنفال، الآیة 17.
[5] سورة الإنسان، الآیة 30. سورة التّکویر الآیة 29.
[6] و کذا قد صرّحت آیةٌ أخری بهذه النّقطةُ: و لکنّ الله حبّبَ إلیکمُ الإیمانَ و زیّنَه في قلوبِکم و کرّهَ إلیکم الکفرَ و الفسوقَ و العصیانَ. سورة الحجرات الآیة7.
نظری ثبت نشده است .