درس بعد

الاوامر

درس قبل

الاوامر

درس بعد

درس قبل

موضوع: مادة الأمر و صیغته


تاریخ جلسه : ١٤٠٣/٣/٥


شماره جلسه : ۹۶

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • رَشحة عن الجلسة الماضیة

  • محادثة المحقّق الاصفهانيّ حول الصفات الدَّانیة تجاهَه سبحانه

  • زَحزحةٌ تجاه مقالة المحقّق الاصفهانيّ

  • مَسرَح نظرنا في هذا المضمار

  • مُتّجَه المفسّرین تجاه الآیات المذکورة

الجلسات الاخرى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ

رَشحة عن الجلسة الماضیة
لقد صرّح المحقّق الآخوند بأنّ سائر الصیغ الإنشائیة کالتمني و الترجي و الاستفهام قد وضعت للتّرجي الإنشائيّ و الاستفهام الإنشائيّ و هکذا نظیر الطّلب الإنشائيّ فإنّ العنصر المشترک في کافّة الصّیغ هو «الإیقاع الإنشائيّ» حیث إنّ هذا المعنی قد زُرع في موضوعها سویّةً، سواءٌ قد استعملَها الله تعالی أو أنشأها البشر، إلا أنّ المائز بینهما هو أنّ الإنسان یَترجّی بحالة -و داعیة- حقیقیّة فیَستخدم التّرجي الإنشائيّ واقعاً بحیث إنّ الموضوع له -الإیقاع الإنشائيّ- قد التَأمَ مع داعي الإیقاع الإنشائيّ حقیقةً بینما هذه الصّفات المُنحطَّة قد استحالت في حقّ الله سبحانه فإنّه تعالی یَستعمل الصّیغ الإنشائیّة بدواعٍ أخَر فیَتمنَّی لإظهار المحبّة أو یَستَفسِر لداعي الإنکار و التقریر و التوبیخ و... فبالتّالي لا یَتمنّی و لا یَترجّی و لا یَستفسِر حقیقةً کي تَتولّد الاستحالة الذّاتیة.

محادثة المحقّق الاصفهانيّ حول الصفات الدَّانیة تجاهَه سبحانه
لقد شرح المحقّق الاصفهانيّ -في البدایة- مقالةَ أستاذه مُعترضاً قائلاً:[1]

«لا يخفى عليك (الإشکال علی الکفایة):

1. أنّ المحال في حقّه -تعالى- ثبوتها و (تلبُّسُه بها) لا إظهار[2] ثبوتها (فإن الله قد أظهر تلک الصفّة خارجاً فحسب من دون أن یَتلبَّس بها فبالتّالي لا یَتولَّد المستحیل).

2. و الأغراض المترتّبة على إنشاءاتها (هي) بلحاظ كشفها عن ثبوتها (في النفس بحیث یُنشئ الصیغَ کي یکشف عن أن الصّفة ثابتة في المتکلّم) لا بلحاظ نفس وجوداتها الإنشائية (فلم یَخلق صیغاً إنشائیّةً محضة بل لکي یکشف عن ثبوتها) فإنّ إيجاد المفهوم بوجوده الجعليّ العرضيّ اللفظيّ (و هو الوجود التّنزیليّ) -مع قطع النظر عن كشفه عما (في الضّمیر و) هو استفهام، أو تمنّ أو ترجّ بالحمل الشائع- لا يترتّب عليه إظهار المحبّة و غيرها من الأغراض. (فمع مجرَّد الطّلب أو التّمني الإنشائيَّین و غیرهما في مقام التّلفّظ لا یَتحقَّق غرضُ المتکلِّم کما زعمه الکفایة بل إنّ استخدام الصّیغ سیَکشف حتماً عن ثبوتها في نفس المتکلّم بالحمل الشائع کي یتحقّق الإنشاءُ الحقیقيّ، لا محض الإنشاء اللفظيّ).

ثمّ تَجاهَر عن رأیه النّهائيّ قائلاً:

فالإنصاف أنّ كيفيّة الاستعمال و الدلالة (و الموضوع له) على الجدّ في ما وقع في كلامه -تعالى- (هي) على حدِّ ما في كلام غيره (فلا یَختلف استعمال الله تعالی عن البشر من ناحیة المستعمل فیه إذ المعنی الحقیقيّ محتَفَظ في کلا استعمالین إلا أنّ القصدَ مُتفاوِت فیهما) إلا أنه فيه -تعالى- لإظهار المحبّة مثلاً، فهو يُظهر المحبّة و الاستيناس بإظهاره الاستفهامَ الحقيقيَّ بقوله تعالى: وَ مٰا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰا مُوسىٰ‌[3]، كما أنّه -تعالى- يُشجِّعُه -عليه السلام- على دعوة فرعونَ بإظهاره الترجّي الحقيقيّ (فالاستعمال حقیقيّ بخلاف الکفایة) بقوله تعالى: لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشىٰ‌.[4] فافهم.»

فبالتّالي، إنّ الله تعالی قد استَخدم الاستفهامَ الحقیقيَّ وفقاً لمعناه الذي وُضع له تماماً فلم یتغیّر المعنی الحقیقيّ تجاه الله تعالی إلا أنّ مُستهدَفه -الجديّ- تعالی قد تعلّق بإظهار المحبّة في مورد التّمني و إظهار الاستیناس في مورد الاستفهام و هکذا فإنّ الله تعالی یَستخدم عملیّةَ إظهار الصفات من دون أن یَتلبّس بها إطلاقاً، و اتّضح أنّ هذا الإظهار قد نبَع عن غرض جديّ کالمحبّة و... -لا التّمني الجديّ- بینما البشر یَستخدم الصیَغ علی حقیقتِها و بقصد التّمني الحقیقيّ -جدیّاً- أیضاً.

زَحزحةٌ تجاه مقالة المحقّق الاصفهانيّ
 و نُلاحظ علیه:

1. أولاً: إنّه قد فسّر الإظهارَ تفسیراً مُستجدّاً زاعماً أنّ الإظهار لا یَتوقّف علی ثبوت الصّفة في النفس -أي ظهور اللفظ في معناه الحقیقيّ لا بقصد الثبوت بل بقصد آخر- بینما الإظهار المُصطلَح یَرتهِن علی الثّبوت -أي إظهار ما في الضمیر- فحینما یَستخدم صیغة التّمني فقد أظهر و کشف اُمنیَّتَه الباطنیّة حتماً، فکیف یقول المحقّق الاصفهانيّ بأنّ المتکلّم قد أظهر الاستفهام و... من دون أن تَثبت الصّفة بداخله فإنهّ لولا ثَبات المنبع و الصّفة الدّاخليّة لَما تحقّق الإظهار و الکشف إطلاقاً فإنّها منشأ الإظهار.

2. وثانیاً: یَبدو أنّه قد ارتَکب المجازیّة إذ قد دَمجَ معنی التّمني في کلا استعمالین -تمنّي الله تعالی و البشر- ثمّ بَدَّل الأغراض الجدیّة، و هذه الصَّنیعة تَستدعي المجازیّة.

3. و ثالثاً: إنّ مَئال مَقاله یَئول إلی مقال الکفایة تماماً فإنّ تغییر القصد و الغرض یُساوي تبدّل الدّواعي -التي قالها الکفایة- في النِّتاج.

مَسرَح نظرنا في هذا المضمار
و أساساً إنّا قد هَدَمنا -مسبقاً- بُنیان التّفکیر حول «الوجود الإنشائي» فقد شَرحا أنّ اللفظ لا یُوجد شیئاً إطلاقاً -لا في التّکوین و لا في الاعتبار- و بالطّبع لا یُعقل للفظ أنّ یوجِد معنی إنشائیاً -بشتّی الإنشائیّات المذکورة- بل مُهمّة الألفاظ هي أن تَحکي عن کُمون حقیقته الباطنیّة في التّمني أو الاستفهام أو التّرجي أو الطلب الحقیقيّ أو... فإنّ هویّة الإنشائیّات هي الحکایة فحسب بحیث إنّ الواضع قد وضع الألفاظ کعلامات و إشارات لهذه الحقائق المُخَبّأة من دون تُستعمل الألفاظ في المفاهیم و المعاني و الموضوع له المُصطَلح بل إنّما موضوع الألفاظ هي الحکایة -لیس أکثر- و في هذا المُنطَلَق لا نَتورّط في المجاز و خلاف الظّاهر و... فبالتّالي إنّ البشر الذي یَجهل الواقع سیَحکي عن تمنّیه الواقعيّ و عن ترجّیه المکنون حقیقةً، بینما الله تعالی سیَحکي عن إرادة المَحبَّة و الاستیناس و الرّحمة و... المَکتومة لدیه ببرکة استخدام هذه الصّیغ.

و لهذا قد استَنکرنا مسبقاً الکبری القائلة: بأنّ الواضع قد وَضع لکافّة الألفاظ معانٍ و مفاهیمَ حقیقیّة فإنّ هویّة اللفظ هي علامیّة للحقائق الباطنیّة أو الإرادات الداخلیّة أو النّسبة الواقعة فحسب
 
مُتّجَه المفسّرین تجاه الآیات المذکورة
لقد عَثرنا علی تفسیرات بعض الأعلام[5] مُصرّحاً بأنّ التّرجّیات -لعلّ- التي یَستخدمها الإنسان یَعود إلی جهل المتکلّم بالتحدید حیث یَترجّی أن تُثمر المزرعة ثِمارها، بینما ترجّي الله سبحانه بلحاظ المتعلّق و الفعل الخارجيّ من دون أن یَجهل النّتیجة -فلربما لم یَتحقّق الفعل المترقَّب-.

و نلاحظ علیه بأنّ التّرجّی الإلهيّ تجاه المتعلّق و الفعل مستحیل أیضاً[6] بل أحیاناً یُستخدم لفظ «لعلّ»:

1. لأجل التّعلیل -لا للتّرقّب- نظیر قوله تعالی: «ثم عفونا عنکم من بعد ذلک لعلکم تشکرون»[7].

2. أو للغایة نظیر قوله تعالی: «و اتّقوا الله لعلکم تفلحون»[8].

و الحقّ الحقیق أنّ «لعلّ» یُستخدم للحکایة عن إرادته لتحقّق المحبّة -من دون تغیّر معنی اللفظ- لا أنه قد استُعمل بلحاظ الفعل الخارجيّ فإنه خلاف الظّاهر.

----------------------
[1] نهایة الدرایة في شرح الکفایة. Vol. 1. ص309 بیروت - لبنان: مؤسسة آل البیت (علیهم السلام) لإحیاء التراث.
[2] و الغرض من إظهار ثبوت تلك الصفات، ايراد كلام له ظهور بحسب مقام المحاورة في ثبوت هذه الصفات، و إن لم يقصد الحكاية عن ثبوتها (في نفسه) بل قصد بإيراده إظهارَ اللطف و المحبة؛ لئلا يلزم من قصد الحكاية عن ثبوتها الكذب. فتدبر (منه عفيَ عنه).
[3] سورة طه ١٧:٢٠.
[4] سورة طه ٤٤:٢٠.
[5] قد صرّح الأستاذ المعظّم أنّهما: آیة الله العظمی الشیخ جوادي الآمليّ و الشیخ جعفر السّبحانيّ في ذیل هذه الآیات -التمني و الترجي و الاستفهام و...-
[6] لأنه یستتبع الجهل بعاقبة الأفعال.
[7] سورة البقرة الآیة 52.
[8] سورة آل عمران، الآیة 200.




الملصقات :


نظری ثبت نشده است .