درس بعد

الاوامر

درس قبل

الاوامر

درس بعد

درس قبل

موضوع: مادة الأمر و صیغته


تاریخ جلسه : ١٤٠٢/٨/٣٠


شماره جلسه : ۳۲

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • التسائل الرئیسيّ في هذا المضمار

  • مکافحة تلامذة الشیخ الآخوند مع مقولة أستاذِهم

  • مسایرةُ السید البروجردي مع أستاذیه في هذه النقطة

  • معارضة المرحوم الوالد تجاه أستاذه السید البروجرديّ

  • وقایةٌ لمقالة السید البروجردي

الجلسات الاخرى

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ

التسائل الرئیسيّ في هذا المضمار
هل هناک علاقةٌ و ترابط بین مبحث الطلب و الإرادة و بین الکلام النفسي؟ و کیف تتحقق تلک العُلقة؟

1. من تبنّی الکلامَ النفسيّ للزِمَه مؤکّداً أن یتبنّی تغایر الطلب و الإرادة (بلا عکسٍ) فلا انفکاکَ بینهما کما تُستشمّ هذه النقطة من المحقق الاصفهانيّ.

2. من تبنّی تغایرَهما فلیس من الضروريّ أن یتبنّی الکلامَ النفسي، و ذلک وفقاً لتصریحات السیديِ البروجرديّ و الخوئيّ و المحققيِ النائينيّ و الاصفهانيّ، حیث یعتقدون بإمکانیة وجود صفة أخری (الطلب و الکلام النفسيّ) إلا أنها لا تَکون مدلولةً للکلام اللفظيّ، إذن فالتغایر معقول و لکن بلا التزام بالکلام النفسي.

و أما صاحب الکفایة فقد زعم أن من اعتقد باتحادهما فإنه یَستنکر الکلامَ النفسيّ من أساسه إذ معنی اتحادهما هو أنهما یتواجدان في واقع واحد و إنشاءٍ مستقل، فبالتالي، لا یتواجد في أفق النفس أيّ کلامٍ نفسي إطلاقاً، بینما من اعتقد بالتغایر فیتقبّل تواجدَ صفةٍ أخری غیر الإرادة و هو الکلام النفسيّ.

و لکنّ مقولةَ صاحب الکفایة مزعومة مهزومة.

مکافحة تلامذة الشیخ الآخوند مع مقولة أستاذِهم
لقد قصف و هجم المحقق النائینيّ علی وجدانِ أستاذه مُعلِناً بأن الطلب یُغایرُ الإرادةَ مفهوماً و مصداقاً إذ إن الطلب یُعدّ حرکةَ النفس فهو من نمط أفعال النفس، بینما الإرادة تُعدّ صفةً باطنیةً من أوصاف النفس و فهي من نمط الکیفیات النفسانیة، فبالتالي، یَمتاز الطلب عن الإرادة تماماً، و هذه المقولة تُحاذي و تُرافق مقالةَ المحقق الاصفهانيّ أیضاً فإنه یصرّح بأن النفس تخلُق الطلب و التحریکَ دون إیجاد الإرادة الباطنیة، إذن فالأدلة الناهضة علی إثبات الکلام النفسي مرفوضة و مدحوضة لدی هذین العَلَمین تماماً.

و أما البرهان الذي برهنه المحقق النائینيّ علی التغایر فهو أن الانبعاث لا ینجلي إلا بتواجد البعث و التحریک، وأما الطلب فیعدّ مُظهراً و مُبرزاً للإرادة، ثم أضاف المحقق الاصفهاني بأن الطلب بحاجة إلی البعث الإنشائيّ و الصیغة البعثیة أیضاً.

إلا أن الفارق ما بین هذین العَلَمین أن المحقق النائیني یَعتقد بأن الطلب مُظهرٌ للإرادة بینما المحقق الاصفهانيّ یُصرّح بأنه رُبّ طلب لا إرادة فیه نظیر: اطلُب لي بکذا، فإن الواسطة عدیم الإرادة بل هو محض طالب.
 
مسایرةُ السید البروجردي مع أستاذیه في هذه النقطة
فإن السید قد تصرّف ببراعة حیث قد فکّک ما بین حقیقة الإرادة و حقیقة الطلب بأن الإنشاء لا یتعلق و لا ینصّب علی الإرادة فلا نمتلک إرادةً إنشائیة أساساً بینما الطلب یعدّ موطناً لتعلق الإنشاء و الأمر، و هذا شاهد حقٍ علی تغایرهما مفهوماً و مصداقاً.

و بسطاً لذلک یقول: لا معنی للإنشاء في الأمور الحقیقیة کزید، حیث لا یُعتبر و لا یُنشأ في الواقع الخارجيّ، و هکذا العناوین التي تُنتزع من الأمور الخارجیة کالفوقیة و الأبوّة، فلا تُنشأ ثانیةً، و إنما الإنشاء و الجعل یتوجّه و ینسکب علی الأمور الاعتباریة کالزوجیة و الملکیة و السیادة و الرئاسة، حیث تتواجد هذه العناصر بالوجود الإنشائيّ و الاعتباريّ.

فانطلاقاً من هذه النقطة، إن حقیقة الإرادة تعدّ واقعیةً نفسانیةً و متصوّرةً ذهنیةً ضمن النفس، حیث تتحقق بالتصور ثم بالاشتیاق ثم بالتصدیق و ثم تزدهرُ الإرادةُ تلقائیاً في جوف النفس بلا تعلق الإنشاء بها، بینما عنصر الطلب مستعدّ للإنشاء و الجعل عبرَ التحریک اللفظيّ: افعل.

معارضة المرحوم الوالد تجاه أستاذه السید البروجرديّ
لقد عارضه المرحوم الوالد بأن الطلب الذي یتقبّل الإنشاءَ فهو:

1. إما طلب خارجيّ قهريّ کأخذ الید نحوَ المُتطَلَّب، وهذا الطلب الخارجيّ لا یتعلق به الإنشاء اللفظيّ بکل وضوح.

2. و إما طلب قوليّ و لکنّ عنصر القول یعدّ من الواقعیات الخارجیة فکیف یَتعلق به الإنشاء إذ بعد التفَوُّه بالقول لا أرضیةَ لتعلق الإنشاء به أکیداً لأنه تحصیلُ الحاصل فإن المُنشأَ المحقَّقَ لا یُنشأ مُجدّداً.

3. و إما ماهیةُ الطلب حقیقةً، فکذلک لا یتعلق بها الإنشاء إذ حقیقةُ الطلب لیس هو الإنشاءَ، فلو تمّ إنشاءُ و إیجادُ الطلب الحقیقيّ بواسطة الألفاظ لأمکن إنشاءُ الإرادة الحقیقیة أیضاً بالألفاظ إذ حقیقة الإرادة تُحاذي و تُضاهي حقیقةَ الطلب، فلو أغمضنا العینَ عن ملاحظة النفس الباطنيّةِ و لاحظنا مفهوم الإرادة و مفهوم الطلب لعرَفنا أن مفهوم الطلب کما یَمتلک وجوداً لفظياً و إنشائيّاً فکذلک الإرادة أیضاً، إذن فلا محذور في الاعتقاد بالإرادة الإنشائیة خلافاً للسید البروجرديّ.

وقایةٌ لمقالة السید البروجردي
إن السید یُشقّق الأمور الحقیقیة علی صنفین، حیث یقول:

بعبارة أخرى: الموجودات (الأمور الحقیقیة) على قسمين:[1]

1. ما يكون له وجود حقيقي في الخارج، بحيث يكون بإزائه شي‏ء فيه، كالإنسان، و الحيوان، و البياض، و نحوها.

2. ما لا يكون كذلك، بل يكون وجوده بوجود منشأ انتزاعه، و هذا القسم يسمى بالأمور الانتزاعية.

و هي أيضا على قسمين: الأول: ما ينتزع عن الأمور الحقيقية بحيث لا يحتاج في انتزاعه إلى فرض الفارضِينَ و اعتبار المعتبرين، كالفوقية، و التحتية، و الأبوة، و البنوة، و نحوها.

الثاني: ما ينتزع عن الاعتبارات و الإنشاءات كالملكية و الزوجية و السلطنة و الحكومة و نحوها، فهذه أقسام ثلاثة، و القسم الأول و الثاني لا يقبلان الإنشاء، و ما يقبله هو القسم الثالث، و حقيقة الإرادة- التي هي صفة من صفات النّفس- من القسم الأول، فلا تقبل الإنشاء بخلاف الطلب، فإن له معنى قابلا لأن ينشأ، إذ ليس معناه سوى البعث و التحريك نحو العمل، و كما أنهما يحصلان بالتحريك الفعلي بأن يأخذ الطالب بيد المطلوب منه و يجره نحو العمل المقصود، فكذلك يحصلان بالتحريك القولي بأن يقول الطالب: «اضرب» أو «أطلب منك الضرب» أو «آمرك بكذا» مثلا، فقول الطالب: «افعل كذا»، بمنزلة أخذه بيد المطلوب منه و جره نحو العمل المقصود، و الحاصل: أن حقيقة الطلب مغايرة لحقيقة الإرادة، فإن الإرادة من‏ الصفات‏ النفسانيّة بخلاف الطلب، فإنه عبارة عن تحريك المطلوب منه نحو العمل المقصود: إما تحريكا عمليا مثل أن يأخذ الطالب بيده و يجره نحو المقصود، أو تحريكا إنشائيا مثل «افعل كذا»، و لا ارتباط لهذا المعنى- بكلا قسميه- بالإرادة التي هي من صفات النّفس. نعم الطلب- بكلا معنييه- مظهر للإرادة و مبرز لها، فمن أراد من عبده تحقق فعل خاص أو وجود مقدماته بقصد التوصل بها إلى الفعل، قد يحركه نحو الفعل تحريكا عمليا، و قد يقول له: «افعل كذا» مريدا بهذا القول تحقق ذاك التحريك، فمفاد «افعل» تحريك تنزيلي يعبر عنه بالطلب الإنشائيّ. و لا يتوهم مما ذكرنا- من اختلاف الطلب و الإرادة مفهوما- موافقتنا الأشاعرة، إذ نزاع الأشاعرة مع العدلية- كما بيناه- ليس في اختلاف الإرادة و الطلب مفهوما أو اتحادهما كذلك (کما زعمه الشیخ الآخوند) بل في وجود صفة نفسانية أخرى في قبال الإرادة و عدم وجودها، فافهم.

إذن إن مستَهدَفَ السید هي الصورة الثانیة وهو الطلب بالقول بإیجاد الأمور الاعتباریة لا إنشاء الإرادة لأنها تُعدّ من نمط أوصاف النفس فلا یَتلوّن بلونین: إرادةٍ نفسانیة و إرادةٍ إنشائیة، و لهذا فالطلب یعدّ من الأمور الواقعیة التي یحظی بالإنشاء بینما حقیقةُ الإرادة متبوِّأةٌ و منغمرةٌ في النفس فحسب فلا تُنشأ بالقول، و من هذه الزاویة قد تغایر الطلب مع الإرادة، إذن فمتّجهُ السید هو الوجیه، و قد ذهل الشیخ الآخوند و المرحوم الوالد بأن وضعا و حملا معنی الطلب علی الإرادة الإنشائية، إذ حقیقةُ الإرادة لا تَستقبِل الإنشاء علی الإطلاق لأن موطنَها هو وعاءُ النفس، و إن الطالب حینما یطلُب بلفظة: افعل، یُعدّ مُبرزاً و مُعلناً عن إرادتَه الباطنیة بإیجاد المعنی المراد ببرکة اللفظ، فبالتالي، تُصبح فائدة الطلب هي المُظهریة للإرادة وفقاً لمُعتقد المحقق النائیني و السید البروجرديّ.

--------------------
[1] نهاية الأصول، ص: 93.


الملصقات :


نظری ثبت نشده است .